مارس 28, 2024
كتاب وأراءمقتطفات تلسكوب

إسرائيل هل وصلت إلى حافة الإنهيار …؟؟؟

وكالة تليسكوب الاخبارية – المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات
تبقى الحقيقة تقول بأن إسرائيل تمرّ بأزمة سياسية وإجتماعية توحي بأن هذا الكيان المصطنع بات على شفا الإنهيار ، خاصة بعد أن كان قد وصل الإنقسام الداخلي إلى نقطة اللاعودة وإلى حافّة حرب أهلية لن تسمح للدولة العبرية بتجاوُز عقدها الثامن ، نقول هذا إنطلاقا من تحذيرات كبار المسؤولين الإسرائيليين أنفسهم من عُمق الإنقسام من جهة وبعد أن أصبح الإسرائيليين فاقدين الثقة بكيانهم وبمؤسّساتهم من جهة ثانية ، هذا مع وجود حديث عن الهجرة المعاكسة بعد فقدان الأمن والمشاكل الإجتماعية والأنقسام الداخلي ، فالحقيقة تقول وأنا أتحدث هنا كمراقب بأن الأزمة الداخلية الإسرائيلية حادّة جدّاً ، ومن شأنها الدفع نحو تعميق الخلافات بين مكوّنات الكيان الإسرائيلي الغاصب ، ويعد مؤشّراً إلى خطر وجودي ، ويبقى القول بأن هذا الإنقسام في إسرائيل في الحقيقة ليس جديداً وإن كان الجميع قد إحتكموا إلى آليّات قانونية وحدود أرتضوها لأنفسهم وارتدعوا عن تجاوُزها وأظْهر كلّ منهم تمسّكه بالسلطة ، ويبقى مايجري اليوم في إسرائيل مرتبط بمصلحة رئيس الحكومة النتن ياهو الذي يتطلّع إلى التملّص من مُحاكمته على خلفيّة تُهم فساد وإستثمار وظيفي ورشوات لا تعد ولا تحصى ، عبر تغيير النظام القضائي وإضعافه ، وجعْله تحت سيطرة مَن يُمسك بالمؤسّسة السياسية ، وهو تَوجّه يتلاقى مع توجّهات أولئك الذين يطمحون بدورهم إلى الحدّ من سلطة القضاء لتمرير أجنداتهم الأيديولوجية والدينية حتى ولو تَعارضت مع مبادئ حقوق الإنسان والعدالة والمساواة والديموقراطية ، وهو الأمر الذي كانت المحكمة العليا الإسرائيلية تقف عائقاً في وجهه ، عبر إبطالها القوانين ألتي تَدفع نحوه ، كما هؤلاء يرغبون في تبديل طابع الدولة وهويّتها لتُصبح قائمة على أسس تلمودية ، ولو على حساب الأكثرية اليهودية بما يعزّز حالة الإنفصال الإجتماعي لديهم ، فضلاً عن الإضرار بالعقد الإجتماعي فيما بين اليهود ، وتعزيز الأنقسامات الضاربة في صفوفهم وهذا قد أدّى إلى فوز اليمين والفاشية في إنتخابات مشكوك في نتيجتها التمثيلية الفعلية ، لتأتي النتيجة في صورة تصويب على الدولة وطريقة الحوكمة فيها ، من بوّابة ما يسميها أطراف الإئتلاف الحاكم في القضاء ، والمتضرر هنا هم أحزاب المعارضة والمؤسسات الأمنية كما العسكرية والمؤسّسة السياسية بمعنى الوجود العميق لها ، والمؤسّسة القضائية والإعلام على إختلاف مستوياته وحتى العلمانيين الذين يخشون على علمانيّتهم من شركائهم ، فضلاً عن النتن ياهو نفسه ، الذي وإنْ كان يريد التملّص من تقديمه للقضاء ومحاكمته ، إلّا أنه غير معنيّ أيضاً بهدف جعْل إسرائيل دولة تلمودية ، وهو ما قد جعل التغيير القضائي لن يكون سهلاً وقد يصل إلى حدود إستخدام القوّة وتحوّل الدولة العبرية إلى كوريا شمالية جديدة ، وتبقى الحقيقة تقول بأن إسرائيل ظلت تعيش تشرذماً وأنقساماً وأن هذا التشرذم والأنقسام قد يتّسع ويتعمّق ويقود إلى الإنزلاق ، وتبقى الحقيقة تقول أيضاً بأن ما يجري في إسرائيل اليوم يعد أزمة سياسية حادة تعيشها إسرائيل لأول مرة في تاريخها ، لم تعد تقتصر على التراشق الكلامي داخل الحكومة والكنيست ، بل أنتقلت إلى الشارع عبر تظاهرات عارمة تذكرنا بما يسمى ( الربيع العربي ) نظمها ما يقارب ربع مليون مستوطن ، ضدّ تعديلات رئيس حكومة الإحتلال الإسرائيلي النتن ياهو القضائية ، أزمة ستهز كيان وأركان الدولة الإسرائيلية ، أزمة تهدد مفاصل الكيان ومؤسساته كافة ، وهذا بإعتراف المسؤولين الإسرائيليين والمفكرين والمثقفين ومراكز الدراسات وقد تعمّقت مع دخول المؤسسة العسكرية والأمنية على خط الإحتجاجات ، بإعلان مئات الجنود في الإحتياط عدم أمتثالهم للتدريب أو رفض الخدمة في حال إقرار التعديلات ، ويشكل هذا تهديداً لأساس إسرائيل الوجودي ، كما أن ما تشهده إسرائيل اليوم من إنقسامات ، سيؤثر بطبيعة الحال في تحدّياتها الخارجية أو ما يمكن تسميته بفقدان الردع الإستراتيجي ، وبعد أقل من ثلاثة أشهر على تشكيلها تطوّق الأزمات الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو ، وصولاً إلى أزمة التعديلات القضائية التي عصفت مؤخراً ، والتي أظهرت أن المشكلة أبعد مما تكون أزمة سياسية دستورية ، إنّما أزمة بنيوية تتعلق بتركيبة الكيان والمجتمع وإختلافات مستوطنيه القومية والطبقية العميقة ، نقول هذا لأنّ ما يحدث في إسرائيل الأن هو معارضة هيكلية وديموغرافية متناقضة تتقدّم نحو إنفجارها الحتمي منذ ثلاثة وعشرين عاماً تقريباً ، وهذا قد جعل إسرائيل اليوم تعيش أزمة تاريخية تهدد بخرابها من الداخل ، خاصة مع تمرد المئات من جنود الإحتياط في سلاح الجو الإسرائيلي ، وإعلان رفضهم المشاركة في تدريبات عسكرية إحتجاجاً على التعديلات القضائية ، وهذا أيضا ما شكّل صدمه إضافية في كيان الإحتلال ، الذي لطالما روّج أن جيشه المتعدد الأعراق غير مسيّس ، ومع إشتداد الأزمة السياسية ، ها قد بدأت رؤوس الأموال بالهروب من إسرائيل إلى الخارج تقدر بمليار دولار قد أصبحت يومياً تخرج من كيان الإحتلال الغاصب ، وسط تصاعد التحذيرات من الخبراء الإقتصاديين حول تأثير التعديلات القضائية في الإقتصاد الإسرائيلي ككل ، ويبقى يضاف إلى التحدي الداخلي المستجد في كيان الإحتلال التحدي الفلسطيني ، وكذلك إيران وخاصة ما جرى من المصالحة الإسلامية / الإسلامية وإعادة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية والتي ستتوج قريباً بزيارة الرئيس الإيراني رئيسي والذي تسلم دعوة لزيارة الرياض قبل إنعقاد القمه العربيه الشهر المقبل ، وكذلك حزب الله وما جرى من إختراق أمني من جهة الجولان والمتهم به حزب الله حسب تصريحات المسؤولين الأمنيين والعسكريين الإسرائيلين ، حيث أصبحت اليوم تزداد الشكوك في المؤسستين العسكرية والأمنية الإسرائيليتين بشأن قدرة الكيان على مواجهة مزيد من التصعيد ، داخلياً وخارجياً ، كما أنه قد أصبح الداخل الفلسطيني المقاوم ليس وحده هو من يؤرق الإحتلال ، فمع تعاظم قدرات محور المقاومة في الداخل ، تتزايد التحديات ألتي تواجهها إسرائيل في ظل وجود ضعف وعيوب خطيرة يمكن أن تكشفها أي حرب مستقبلية يواجهها هذا الكيان المحتل ، حيث أصبح الوضع اللوجستي في الجيش الإسرائيلي يمر بحال من الفشل والإخفاق ، وبالتالي فإنّ هذا الفشل سيوقف الجيش عن شن الحرب ” المتعددة ” الجبهات ، وسيضعه في مأزقأ صعباً أمام الحرب “المتعددة ” الميادين المقبلة ، ولن يسمح له بمواصلة القتال أو تحقيق الإنتصار لذا أصبح يتزايد القلق الإسرائيلي من تعزيز إيران لقدراتها في مجالات مختلفة ، عسكرياً ، وسياسياً ، ودبلوماسياً ، وعلمياً ، وتكنولوجياً ، لأنه من المتوقع وحسب كثيراً من المراقبين أن تصبح إيران القوة الأولى إقليمياً في مجالات التطور العلمي والتكنولوجي والأمن السيبراني وأمن المعلومات ، ولا تزال إسرائيل إلى اليوم لم تجد الخيارات المتاحة لإيقاف التقدم الإيراني وتخشى هذا التقدم العلمي المتسارع وخاصة في الصناعات العسكرية ومنظمومة الصواريخ والطائرات المسيرة والأقمار الصناعية ، هذا وعلى الرغم من قيام إسرائيل بإستعدادات كبيرة لمهاجمة إيران ، فإن قيامها بأي محاولة تجاه إيران سيكلفها خسائر قد تكون أشد من ضربة نووية ، وتأتي هذه الأزمة في مرحلة تزداد فيها ترسانة الصواريخ الدقيقة لحزب الله وأمتلاكها للطائرات المسيرة والتي تعتبر في الحقيقة تهديداً إستراتيجياً كبيراً لها على الحدود بين لبنان وفلسطين ، على قدم المساواة مع برنامج إيران النووي ، ويبقى القول بأن ما يعيشه الإحتلال الإسرائيلي اليوم ، سينعكس عليه سلباً في جبهات الخارج يعني فقدان الردع ، خاصة بعد أن أصبحت اليوم إسرائيل تتآكَّل داخلياً ، وقد تقود المشكلات الحالية في إسرائيل اليوم الجيش إلى أزمة إحتياطٍ أخطر من حرب لبنان الثانية ، ويبقى تأخّر قيادة جيش الإحتلال الإسرائيلي في فهم عمق الأزمة ، وأنعكاساتها على تشكيل الإحتياط ، له تبِعاتٌ خطيرة جداً ، لأنّ جهاز إحتياط مستقطباً ومنقسماً وسيُلحق ضرراً لا يُعوَّض بكفاءة الجيش الإسرائيلي وقدرته على مواجهة التحدّيات المستقبلية ، كما أن مايجري في إسرائيل اليوم يمكن أن يكون له تأثير على الجهد المشترك الإسرائيلي الأمريكي في مواجهة إيران من جهة وسيؤثر أيضا في مستوى الردع في مواجهة محور المقاومة ، وفي إتفاقيات التطبيع مع العديد من الدول العربية وهي مؤشرات تهدد وجود هذا الكيان الإسرائيلي الغاصب بإعتراف الإسرائيليين أنفسهم ٠

المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات

Related posts

قادة ورؤساء حكومات 10 دول على صعيد عرفات

daw daw

رئيس الوزراء الإسباني يطالب إسرائيل بوقف “القتل الأعمى للفلسطينيين في غزة”

daw daw

الأمن العام : الصّراف الآلي شمال العاصمة لم يتعرّض للسرقة إنما للصّدم فقط

daw daw