وكالة تليسكوب الاخباري – بقلم الكاتب محسن الشوبكي
* هاشم بن عبد مناف هو الجد الثاني للنبي محمد صل الله عليه وسلم ، واليه ينسب الهاشميون ، وكان اسمه (عمرو) وسمي (هاشم) لكونه يهشم الخبز لعمل الطعام لفقراء قريش خلال المجاعة ، وكان غنيا يعمل بالتجارة ، ويتولى امور السقاية والرفادة لحجاج البيت الحرام ، ان هذه الشخصية تعتبر نموذجا لرجل الدولة الشامل ، وادار مواضيع خطيرة وحساسة بحكمة وابداع ،فكيف اسس لنظام اقتصادي استفادت منه قريش عشرات السنين ؟.
* في الجاهلية ، مرت قريش بمراحل شديدة من الفقر والجوع ، وبرزت ظاهرة خطيرة تسمى (الاعتفار) حيث كان الرجل الفقير يأخذ اولاده واهله إلى مكان يسمى (خباء) ليعيشوا في خيمة ليموتوا فيها من الجوع والعطش ، وكانوا لا يسألون الناس تعففًا وعزة نفس .
* استفحلت هذه الظاهرة ، وبرزت روائح الموت وانين الجياع ، الامر الذي دفع (هاشم بن عبد مناف ) إلى جمع اغنياء وفقراء قريش وابرز ما قاله ( انتم احدثتم عادة تُذلُون بها بين العرب ، وانتم اهل بيت الله والناس لكم تُبع ) ، الامر الذي دفع قريش للخوف من الانتقاص من قدرها بين العرب .
* وقدم (هاشم) خطة عمل متكاملة ركزت على ما يلي :
1. اعادة توزيع الثروة بين الفقراء والاغنياء ، وتطوير استثمارها من خلال اشراك كل غني وفقير براحلة واحدة بهدف التجارة ، على ان تتم تقاسم الارباح بينهما.
2. تعليمهم اصول التجارة ،فكانت رحلة الشتاء إلى الحبشة ثم اليمن ، ورحلة الصيف الى الشام.
3. تأمين هذه القوافل من عمليات السلب والنهب المنتشرة في الجزيرة العربية ، كانت لاعتبارات دينية وان اهلها اهل الحرم .
4. شكلت هذه الخطة نظام امان اجتماعي وامني ،ذكرت في سورة قريش .
* وفي الختام ،نستطيع ان نقول ان (هاشم) كان رجل دولة شامل ومخططا استراتيجيا ،استطاع ان يحول التحديات إلى فرص ، وان يبدع في حل المشكلات ، وان يضع قواعد التجارة والسلام بين قريش وغيرها من قبائل الجزيرة العربية ، وقدم دروسا في الادارة والقيادة ، نحن اليوم بامس الحاجة لادارة واعية بعيدة النظر ، تحمل صفات القيادة الحقيقيه ، وفكرا مستنيرا ، وحكمة للتعامل مع ملفات ساخنة على الصعيد الداخلي والخارجي .