أبريل 20, 2024
اخر الاخباركتاب وأراءمحليات

السرحان في نطاق اللامعقول وأختراق المسافات

وكالة تليسكوب الاخبارية –  خالد الخريشا / عمان

احيانآ يسرح الانسان في تفكيره و يخترق المسافات ويصل الى الصين ويتجول بكين وكانه ارتحل اليها فعليآ وهو جالس في مكانه او قد يخترق تفكيره طبقات السماء السبعه ويصل الى سدرة المنتهى  .

تفكير الانسان اللامحدود جعله يبدع في الارض ويعمرها او قد  يدمرها ، فذلك الخيار متروك له  دون قيد او شرط ، فالتفكير سيف ذو حدين له محاسن وله مساوئ .

فعدم محدودية التفكير جعلت من الانسان مسؤول مسؤوليه مباشره عن افكاره وكذلك افعاله ، لذا  قد ينصب الانسان نفسه ملكآ او رئيسآ لدوله ما من خلال التفكير  فقط ، ويدير الدوله ويعطي الاوامر ويخوض هذه التجربة (وكأنها حقيقه ) ثم يستفيق من التفكير ليعود الى واقعه الذي يعيشه .

من منا من عاش هذه التجربه  واخترق الافاق ودخل في عالم اللامعقول ( كلنا فعلنا ذلك)بين الحين والأخر ، وكلنا وضع نفسه في اماكن وسافر بفكره اليها وكأنها حصلت فعلآ  ، دون ان يتحرك من مكانه ، وهذا ما يطلق عليه الشرود الفكري .

لولا الفكر والتخيل لأنحبس الانسان وتقوقع داخل نفسه ولأصيب بالأكتئاب

اطلاق فكر الانسان يحرره من المكان والزمان الذي هو فيه او يحرره من واقعه ، ويعطيه دفعة امل تخرجه من المكان الضيق الى الأفق الواسع والفضاء اللامحدود .

التفكير بحد ذاته نعمه ، فحث الله عز وجل الانسان بقوله ( وتفكروا في خلق السموات والأرض) فالله عز وجل  ميز الانسان عن غيره من المخلوقات بالتفكير ، بينما حصر الله عز وجل المخلوقات الاخرى في تفكير محدود لا يتجاوز طرق البحث عن الغذاء والتناسل .

وانطلاق الانسان بفكره نحو المعقول واللامعقول  لم يقتصر على انه صاحي ومدرك بل تعداه الى الاحلام التي تراوده  إثناء النوم ، فيسرح ويمرح في الفضاء الواسع دون رقيب او عتيد ، فيقطع الفيافي والقفار ويتجاوز عقبات البحار .

فالتفكير اللامعقول يريح  الانسان في اغلب الأحيان لخروجه من الواقع الذي يعيشه نحو خيال غير حقيقي يعيشه ولو للحظات ، هذه اللحظات تجعله يشعر بالسعاده ولو لفترة قصيره ، تمده بالطاقة والأمل .

يقول علماء السيكولوجيا ان ٩٥٪؜ من البشر راودهم التفكير ولو لمرة واحده انه قد يعثر على كنز او قد يجد حقيبة مليئة بالمال مرمية على قارعة الطريق فيصبح من الاغنياء.

التفكير بذلك هو ( الأمل )  ولولا الأمل   لأستحالت الحياه ، فالأمل يبقي الانسان في حالة ترقب لما يتوقع حدوثه مستقبلآ  ، ويدفعه لأستمرار في العيش ، فلو علم الأنسان المستقبل لأصيب بالقنوط والأكتئاب وعدم الرغبة في العيش .

Related posts

“هآرتس” تكشف “مفاجأة مدوية” تتعلق بعملية “حماس” يوم 7 أكتوبر

daw daw

تبدأ من العقبة .. جولة ملكية على كافة محافظات المملكة قريباً

daw daw

الامن ينهي اعتصام الكالوتي… آلاف الاردنيين يطالبون بطرد السفيرين الامريكي والصهيوني

daw daw