وكالة تليسكوب الاخبارية – خالد الخريشا / عمان
احيانآ يسرح الانسان في تفكيره و يخترق المسافات ويصل الى الصين ويتجول بكين وكانه ارتحل اليها فعليآ وهو جالس في مكانه او قد يخترق تفكيره طبقات السماء السبعه ويصل الى سدرة المنتهى .
تفكير الانسان اللامحدود جعله يبدع في الارض ويعمرها او قد يدمرها ، فذلك الخيار متروك له دون قيد او شرط ، فالتفكير سيف ذو حدين له محاسن وله مساوئ .
فعدم محدودية التفكير جعلت من الانسان مسؤول مسؤوليه مباشره عن افكاره وكذلك افعاله ، لذا قد ينصب الانسان نفسه ملكآ او رئيسآ لدوله ما من خلال التفكير فقط ، ويدير الدوله ويعطي الاوامر ويخوض هذه التجربة (وكأنها حقيقه ) ثم يستفيق من التفكير ليعود الى واقعه الذي يعيشه .
من منا من عاش هذه التجربه واخترق الافاق ودخل في عالم اللامعقول ( كلنا فعلنا ذلك)بين الحين والأخر ، وكلنا وضع نفسه في اماكن وسافر بفكره اليها وكأنها حصلت فعلآ ، دون ان يتحرك من مكانه ، وهذا ما يطلق عليه الشرود الفكري .
لولا الفكر والتخيل لأنحبس الانسان وتقوقع داخل نفسه ولأصيب بالأكتئاب
اطلاق فكر الانسان يحرره من المكان والزمان الذي هو فيه او يحرره من واقعه ، ويعطيه دفعة امل تخرجه من المكان الضيق الى الأفق الواسع والفضاء اللامحدود .
التفكير بحد ذاته نعمه ، فحث الله عز وجل الانسان بقوله ( وتفكروا في خلق السموات والأرض) فالله عز وجل ميز الانسان عن غيره من المخلوقات بالتفكير ، بينما حصر الله عز وجل المخلوقات الاخرى في تفكير محدود لا يتجاوز طرق البحث عن الغذاء والتناسل .
وانطلاق الانسان بفكره نحو المعقول واللامعقول لم يقتصر على انه صاحي ومدرك بل تعداه الى الاحلام التي تراوده إثناء النوم ، فيسرح ويمرح في الفضاء الواسع دون رقيب او عتيد ، فيقطع الفيافي والقفار ويتجاوز عقبات البحار .
فالتفكير اللامعقول يريح الانسان في اغلب الأحيان لخروجه من الواقع الذي يعيشه نحو خيال غير حقيقي يعيشه ولو للحظات ، هذه اللحظات تجعله يشعر بالسعاده ولو لفترة قصيره ، تمده بالطاقة والأمل .
يقول علماء السيكولوجيا ان ٩٥٪ من البشر راودهم التفكير ولو لمرة واحده انه قد يعثر على كنز او قد يجد حقيبة مليئة بالمال مرمية على قارعة الطريق فيصبح من الاغنياء.
التفكير بذلك هو ( الأمل ) ولولا الأمل لأستحالت الحياه ، فالأمل يبقي الانسان في حالة ترقب لما يتوقع حدوثه مستقبلآ ، ويدفعه لأستمرار في العيش ، فلو علم الأنسان المستقبل لأصيب بالقنوط والأكتئاب وعدم الرغبة في العيش .