وكالة تليسكوب الاخبارية – بتصرف د. احمد زياد ابو غنيمة
ياتي تعيين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للناطق الرسمي السابق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن رئيسا لجهاز المخابرات التركية، مفاجاة سياسية وأمنية كبيرة؛ فالرئيس الجديد للمخابرات لم يمض يوما واحد في اي جهاز أمني أو عسكري تركي؛ فهو سياسي واكاديمي ( نال لقب الأستاذية في 2020 )، وكاتب اكاديمي وباحث ومؤلف ومؤدي اغاني موسيقية،
وكالن من مواليد عام 1971، وتلقى تعليمه في قسم التاريخ بكلية الآداب في جامعة إسطنبول ( زميل لي في شهادتي الثانية في البكالوريوس )، وحصل على الماجستير في الفكر والفلسفة الإسلامية من ماليزيا، ثم الدكتوراه في العلوم الإنسانية والفلسفة المقارنة من جامعة جورج واشنطن عام 2002.
كان مُلفتا ما كتبه كالن في حسابه على تويتر: “من أجل بلدي الجميل٬ سنستمر لن نتوقف”، كتب ” من أجل بلدي ” ولم يكتب ” من أجل اردوغان مثلا”؛ لان ” البلد/ الدولة ” هي القيمة العليا في الفكر السياسي السليم.
هل يمكن أن نشهد في الاردن مستقبلاً ان يكون “مدير المخابرات العامة” من خارج الاجهزة الامنية او العسكرية، بان يكون سياسياً او اكاديمياً أو حزبياً او حتى مُعارضاً ( لسياسات الحكومات ) ( سبق ان تم تعيين مدير للمخابرات قبل عقود ممن تم اتهامهم بمحاولة الانقلاب على النظام عام ١٩٥٧م ) ، ( هاكان فيدان المدير السابق للمخابرات التركية وخلفه إبراهيم كالن اعضاء في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا) .
ادعو بشدة أصحاب القرار للنظر في هذا الموضوع باهتمام كبير؛ فلعله يكون أحد اهم اسباب الانفراج السياسي والاجتماعي الذي ننتظره جميعاً؛ بالإتيان بشخصية تنظر للامور وللاشخاص وللمواقف بعيدا عن “القوالب المُعلّبة” التي وضعتنا اجهزة الدولة بها، نتيجة تقارير المُخبرين الكيدية والوشايات التي تجعلهم يُصنُفون الناس “هذا معنا وذاك ملعون والدين” .