أبريل 20, 2024
اخر الاخباركتاب وأراءمال واعمال

الصناعة الوطنية … شيء مهم في حياة البشر فهي نتيجة حاجة اساسية تكتمل بها الحياة وتسير الشعوب بها نحو الرقي وانتاج ما يلزمها لتسيير شؤون حياتها

وكالة تليسكوب الاخبارية – خاص – المحلل الاقتصادي والمالي عبد الرحمن الخوالدة

قد يتسائل البعض ما اهمية الصناعة للمجتمعات وهل هناك فرق بين المنتوجات المحلية وبين تلك المستوردة من دول اخرى ما دام انه ذات المنتج مع وجود فوارق من حيث الجودة والسعر ايضا  ؟

لماذا نتحدث عن الصناعة الوطنية المحلية وتعزيز الانتاج ما دام هناك اسواق عالمية ومنتوجات عالمية متنوعة توفر الكثير من السلع والمنتوجات وباسعار منافسة ايضا ؟

تسائلات كثيرة تذكرني بمقولة طالما قرأناها وسمعناها : ” احمل محراثك واتبعني ” وبعد ذلك قالها المهماتا غاندي بطريقة اخرى :” احمل مغزلك واتبعني ” ولذلك قصة فبريطانيا  كانت تشتري القطن الهندي بثمن بخس، ثم تصنّعه على شكل ملابس تبيعها للهنود بأسعار باهظة، فطلب (المهاتما غاندي) عام (1920) من الشعب مقاطعة هذه الملابس وغزل قطنهم بأنفسهم وقال: «أحمل مغزلك واتبعني»، فبدأ بغزل ملابسه وتبعه شعبه، وتكرر الامر عام (1930) عندما فرضت بريطانيا ضريبة على الملح فقرر (غاندي) السير إلى البحر بنفسه لإستخراج الملح، فمشى معه الناس لمدة (24) يوماً وقطعوا مسافة (240) ميلاً للوصول إلى البحر وقاموا باستخراج الملح معه.

هنا مثال واضح على اثر الاكتفاء الذاتي وتعزيز الانتاج في المجتمعات للتحصين ضد الاستغلال فالمجتمعات التي تعزز الصناعة والانتاج فيها هي لا شك مجتمعات قوية عرفت احتياجها بكافة تفاصيله وقامت بالصناعة والانتاج لتلبية ذلك الاحتياج .ومن ثم فذلك المجتمع هو من يملك زمام الامور من حيث تصنيع المنتوجات بكميات مناسبة واسعار مناسبة ايضا فالموارد متوفرة والايدي تعمل والانتاج يغطي حاجة المجتمع .وبالتالي رفد الاقتصاد المحلي بالمزيد من الواردات التي من شأنها توسيع دائرة القطاع الصناعي ليشمل شرائح اوسع من حاجات المجتمع وكذلك المساهمة في القضاء على البطالة من حيث توفير فرص عمل ومصادر دخل للعاملين في القطاعات الانتاجية والمنشآت الصناعية المختلفة .

يروي لي احد الاصدقاء حادثة حصلت معه ومع زميله خلال تسوقهما من احدى المحال التجارية الكبيرة في احدى الدول الاجنبية حيث اعجب صديقنا باحدى السلع وعرضها على زميله الذي ابدى اعجابه قائلا ” يا عم الافرنجي برنجي ” لتحدث المفاجأة بعد عودة صاحبنا من سفره ليتبين له ان ماقام بشراءه يحمل عبارة ” صنع في الاردن| Made In Jordan”

المتتبع للمشهد يجد انه  وانت تتجول في دول العالم، ستجد منتجات صناعية اردنية من الادوية والالبسة والاغذية والمجوهرات والبلاستيك والاثاث على ارفف و في صالات متاجر عالمية تتوزع في اسواق الولايات المتحدة ودول عربية واوروبية وافريقية وحتى كندا وصولا للبرازيل.

وبلغة الارقام، تسهم الصناعة الاردنية بنحو 24 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي و90 بالمئة من صادرات المملكة وترفد احتياطي المملكة من العملات الاجنبية بما يقارب 9 مليارات دولار سنويا، وتشغل 20 بالمئة من اجمالي القوى العاملة يعملون في 18 ألف منشأه صناعية منتشرة في جميع محافظات المملكة، ويتقاضون أكثر من مليار دينار كأجور وتعويضات يعيلون فيها خمس عدد سكان الأردن.

وينتج الاردن اليوم منتجات صناعية يصل عددها الى 1200 سلعة من اصل ما يقارب 5200 سلعة منتجة ومتداولة حول العالم أي ما يعادل نحو 30 بالمئة من إجمالي السلع المتداولة في العالم ما جعل المملكة تحتل المرتبة 93 بين الدول المنتجة والمصدَرة للسلع.

ان تشجيع الصناعات المحلية أمر في غاية الاهمية لما للصناعة من دور بارز في دعم الاقتصاد المحلي ورفع الدخل للعاملين فهو يحتاج الى تفهم المجتمعات لأهمية هذا القطاع ودعمه هو متطلب رئيسي للاستمرار ففيه يتحقق الامن والاكتفاء والرفاه و توفير الاسواق والاقبال على المنتج المحلي أول العوامل التي تدعم هذا القطاع فالاقبال على الانتاج المحلي يعني بالضرورة تغيير توجهات المستهلك وتعميق قناعاته بالمنتج المحلي ورفع التنافسية ورفد المنتجين بالمزيد من العم من اجل الاستمرار وتحقيق المزيد من النجاح في هذا القطاع المهم .

وتشجيع الاستثمار ايضا يحتاج الى تمويلات تسهل على المنتجين تطوير الانتاج ورفع التنافسية وكذلك يحتاج الى المزيد من المعابر البرية لتسهيل نقل البضائع الى المحيط العربي فعملية فتح اسواق يحتاج ايضا الى اسطول شحن يلبي عامل الوقتية في ايصال الانتاج المحلي الى الاسواق العربية ضمن زمن معقول دون وجود ازدحامات على المعابر ودون وجود عوائق تحول دون وصول المنتوجات في الزمن المطلوب فالانتاج والاستهلاك عملية مستمرة تتطلب جهودا مستمرة من قبل العاملين في شتى المجالات.

ان تشجيع المنتج الوطني من اهم ما يمكن ان نقوم به دعما لصناعاتنا ومنشآتنا الصناعية ويكون هذا التشجيع من خلال زيادة الاقبال على شراء المنتج المحلي ورفع التنافسية مقابل المنتج المستورد فضلا عن انشاء برامج لدعم الصناعات الوطنية وتوسيع دائرة الانتاج وزيادة الاسواق

Related posts

سرقة مبالغ مالية من باص توزيع دخان بالموقر

daw daw

نائب يسأل الحكومة عن المنح والمساعدات الواردة إلى الأردن في موازنة عام 2022 والبالغ حجمها ( 4.4) مليار دولار

daw daw

استشهاد شقيق الطفل الشهيد محمد درة في قصف إسرائيلي في غزة

daw daw