أبريل 25, 2024
اخر الاخبارسلايدر رئيسيةعربي دوليمقتطفات تلسكوب

قراءة تحليلية اولية لمجريات المعركة الجارية بين المقاومة الفلسطينية والكيان الاسرائيلي الغاصب

وكالة تليسكوب الاخبارية

قراءة تحليلية اولية لمجريات المعركة الجارية بين المقاومة الفلسطينية والكيان الاسرائيلي الغاصب

اولا –   الامم المتحدة وقرارات الفيتو في القضية الفلسطينية

لا بد من الاشارة الى الفيتو الامريكي ضد المشروع الجزائري لوقف الحرب على غزة وانه احد القرارات التي تجاوز عددها ضد القضية الفلسطينية ال ( ٥٥ ) مرة في تاريخ هذه القضية من الجانب الامريكي  مما يجعلنا نتساءل في واقعنا العربي عن  :-

١ –  دور مجلس الامن الداعم للكيان الغاصب ودور هيئة الامم في خدمة الصهيونية العالمية وربيبتها اسرائيل  .

٢-  الية عمل المجلس الذي يسمح لدولة واحدة مثل امريكا ان  تاخذ العالم نحو قراراتها .

٣-  الدور العربي المستضعف وفاعلية بقائه من عدمها في مثل هكذا مجلس ما دام لا يخدم  القضايا العربية   .

٤- جدوى شكاوي العرب الى مجلس امن  يخدم قوى التسلط الاستعماري في مواجهة دول الضعف وخصوصا العربية  .

كما يضع الشعب الفلسطيني امام تساؤل عميق هل يواجه هذا الشعب  الكيان الغاصب ( اسرائيل ) ،ام ان الولايات المتحدة  هي من تواجهه ، ام ان دول العالم باسرها قد اجتمعت على ادارة الصراع ضد هذا الشعب  خدمة للعدو الاسرائيلي ؟.

قد اصبح واضحا لكل متابع  الدور العام  للامم المتحدة  ومجلس الامن  في الحفاظ على الكيان الغاصب وصناعته كدولة تبقي على حالة عدم الاستقرار في المنطقة وتمنع وحدة الوطن العربي او نموه بشكل طبيعي وتبقي على حالة استنزاف موارده وقواه الحية بشكل مستمر مع مرور الزمن .

ولا يغيب عن الشعب الفلسطيني ان هيئة الامم لم تنفذ اي من قراراتها الصادرة  بما يخدم قضية هذا الشعب منذ عام ١٩٤٨ بل على العكس من ذلك جعلت من الكيان الغاصب دولة مارقة فوق القانون لا تأبه لا لمجلس الامن ولا لأي من القرارات الصادرة عن مؤسساته .

ويفهم من مجريات الاحداث   ان العالم اليوم منظم ومهيكل  بطريقة تشبه تماما هيكلة الدول القطرية على مستوى العالم .

فالدولة القطرية لها حاكم ورئاسة وزراء  ومحافظات والوية ونواحي واحياء .

ولها وزارات يتبعها مديريات تتبعها مؤسسات اصغر في الدور والمهام وهكذا ….

والعالم اليوم  اصبح له :

 (١ )قيادة صهيونية تمثل رأس الهرم الاداري للعالم وهي غير معروفة الاشخاص بشكل عام – حكومة خفية -،

وهي تقود  دول المركز المتحكمة بقرارات الفيتو  وقد سمع ما قاله في ذلك كل من بايدن وبلينكن عن نفسيهما  في بداية حرب غزة .

  (٢)دول المركز 

صاحبة قرار الفيتو وهذه الدول مشرقها ومغربها  تشبه رئاسة الوزراء في الدولة القطرية ويسند اليها ادارة النظام العالمي من خلال  دول تحتها يشار اليها بدول  الهامش .

  (٣ ) دول الهامش

 و تعمل  دول المركز على دعمها وتقويتها – كالمحافظات- لتكون مؤهلة لقيادة من تحتها من الدول  وتستخدم هذه المحافظات كلما شاءت في توجيه و ضبط ايقاع  الدول التي تحتها ( المتصرفيات) لتخدم دول المركز، ويترك لدول الهامش مساحات مختلفة في كيفية ادارة من تحتها من اقطار.

 (٤)  دول  هامش الهامش

 وتعتبر هذه الدول تابعة تنفذ القرارات الموجهة لها من المحافظين ( الهامش ) بحيث تكون مرجعيتها الاولى ، وفي حال الخلاف او الصراع بينهما  تتدخل دول المركز لحلحة الامور او الزام احد الاطراف بالقرارات، او الضغط على دول الهامش لمزيد من الاسناد لدول هامش الهامش   ( المتصرفيات ) او كبح جماحها باستخدام الالة العسكرية .

وهكذا فيما اذا كانت دول اصغر فاصغر.

 وبالتالي يقف العالم امام مشهد تاريخي تتحكم فيه الصهيونية في العالم باكمله وهي التي تعمل على اشعال معاركه ، ونشر الفوضى الخلاقة لشعوبه،  واضعاف دوله  وابتزازها وتقسيمها واحتلالها والسيطرة الكلية من خلال المال والجيوش  والسيطرة على قادته ، وتغييرهم وتخويفهم وفرض الاراء عليهم بحيث لا يمكن لاحد  منهم ان يخرج عن ارادتها او الافلات من سيطرتها ، انه العلو الكبير الذي تحدث رب العزة عنه في سورة الاسراء .

و لا بد من  التوضيح ان الكيان الغاصب  (اسرائيل) ليس الا اداة  من الادوات بيد الصهيونية  برتبة محافظ مفوض في الهيكل الدولي  بصلاحيات وادوار عدة  ودعم عال لانه ربيب وابن الصهيونية العالمية يشاركهم نفس الاهداف ويعمل بامانة مطلقة خدمة لها ويمكن ان يشار اليه  (بالعريف الاول ) في المنطقة .

كما تعتبر الايباك والمنظمات الصهيونية اضافة للماسونية وجمعياتها المختلفة وكذلك البنك الدولي وصناديق النقد المختلفة والشركات العابرة للقارات وغيرها  ، اضافة الى هيئة الامم  ومجلس امنها وفروعها وكثير من الدول المنتمية اليها ، ما هي الا ادوات للمشروع الصهيوني العالمي يستخدمها لتحقيق اهدافه من خلال الصراعات المفتعلة  والديون  ووسائل الضغط  والاغراء من خلال اللوبيات الفاعلة على سياسيي العالم .

ومن خلال المتابعة يستنتج  وجود ثلاثة دول هامش  ( محافظين ) حسب الهيكل العالمي في المنطقة  العربية .

اولا –  ايران  وقد اوعزت اليها دول المركز ادارة المشرق العربي .

ثانيا – تركيا وقد اوعز اليها ادارة المغرب العربي .

ثالثا – اسرائيل وقد  اوعز اليها الاشراف العام على تحقيق وتنفيذ الجميع في المنطقة للاهداف العامة للصهيونية بما فيهم  ايران وتركيا .

من خلال هذه الرؤية  يمكن فهم ما يجري من الاحداث في المنطقة والصراعات الدائرة  وخاصة ان مصر رفضت ان تكون متصرفية تابعة   لتركيا وكذلك السعودية رفضت التبعية لايران  وبالتالي اشتعلت المنطقة في الصراعات والولاءات.

وهذا يوصلنا ايضا الى معرفة المسبب الرئيسي وراء التخطيط  لهذه  الصراعات ، ومن يضع اللبنات الاولى لاذكائها ،  ويحصد نتائحها الختامية.

 و فهم طبيعة الصراع على ارض فلسطين  وكيفية ادارته بالوعي الذي يمكن الشعب الفلسطيني من التحرر  من الولاءات الاقليمية والدولية ،  لتمكينه من تحقيق اهدافه.

كما ويمكن ان تحدث صراعات بين اصحاب المستوى الواحد في اي مستوى من الهيكل التنظيمي  كالمحافظين مثلا ( ايران  تركيا ، اسرائيل )  لفرض الهيمنة العامة على المنطقة مما يستدعي ان  يستخدم كل  احلافه وادواته في المنطقة من اجل بسط نفوذه المباشر عليها وادامة ضعفها وعدم استقرارها. ولتحقيق مصالحها من خلال السيطرة المباشرة على مكتسباتها ومواردها  وديمومة تدوير ولاءاتها لخدمة تطلعاتهم من جهة وخدمة برامج المركز الذي يخدم الصهيونية من جهة اخرى  وبالتالي تؤول الامور الى تحقيق الاهداف التي تضعها الصهيونية من توجيه الهوامش لاذكاء الصراعات وابقاء المنطقة في حالة الضعف ووحل التجزئة .

ثانيا -صفقة تبادل الاسرى

يعتبر للاسرى بعددهم ونوعيتهم لدى المقاومة الفلسطينية الورقة  الرابحة في حرب ما بعد ٧ اكتوبر ولان كانت الصفقة الاولى لتبادل الاسرى ضعيفة لانها تمت ضمن معطيات وصورة  عن طبيعة المعركة  في البدايات الا ان المواقف المستاءة من الصفقة ومن نتائجها  اضافة لمجريات المعركة وخطورتها  قدما للمقاومة الفلسطينية رؤية افضل عن صفقة التبادل الثانية.

 كما ان حجم الدمار والقتل والتشريد وكل المعطيات على الارض تشير الى ضرورة صفقة تبادل كبيرة بحيث تكون مقنعة ومرضية للمقاومة والشعب الفلسطيني وهنا يجب التذكير بما يلي :

١- ان العدو الاسرائيلي مستمر بعدوانه على الشعب الفلسطيني غير ابه بكل ما يصدر عن العالم من احتجاجات سواء بالمسيرات والفعاليات المضبوطة او وسائل التواصل الاجتماعي المراقبة  او  بالقرارات الدولية  وان كان لها اثر ايجابي على القضية الفلسطينية .

٢- ان العدو الاسرائيلي يحاول كسب الوقت لتحسين صورته مراهنا على كسر الحراك و الارادة الجماهيرية في العالم وكذلك كسر ارادة الشعب الفلسطيني ومقاومته .

٣- ان العدو الاسرائيلي ينفذ برنامج الصهيونية العالمية – التي تقود العالم – في هذه المرحلة  –  ومتطلباتها في المنطقة وهو تحت مظلتها ورعايتها .

٤- يراهن العدو على سلاح الجوع والسعي للتشريد والتخويف بالقتل والسجن ويعلن عن استعداده ورغبته بقتل كل شيء في غزة .

٥- ان العدو  استفاد من المرحلة السابقة في التعامل مع الحرب وبالتالي غير من تكتيكاته في ادارتها ليقلل من خسائره التي فاقت اي حرب خاضها سابقا .

٦- ان العدو الاسرائيلي يبحث عن بدائل للمقاومة الفلسطينية في غزة من العشائر والعائلات لتقود العمل الاغاثي ضاربا بذلك اسفينا ما بين السلطة الفلسطينية بوجهها السياسي وما بين المقاومة المسلحة  الفلسطينية

ومع ان المقاومة الفلسطينية نجحت في حشد جزء من الامة معها ليشاغلوا العدو الاسرائيلي على حسب تعبيراتهم ، الا ان الفاعلية المرجوة من هذا الحشد لم ترقى للمواجهة المباشرة مع العدو في الخمسة اشهر السابقة وكان في امكانها اكثر مما كان،  كما ان علاقاتها الاقليمية بدول الهامش منعت من تقديم المشاركة الفاعلة ،  كما منعت دول المركز والصهيونية العالمية  العرب من تقديم  اي مشاركة عسكرية فاعلة ، ووقف الجميع عاجزا عن تقديم الدور المطلوب في مثل هذه المرحلة لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني والدفاع عن مقدساته .

و ترك الشعب الفلسطيني ومقاومته وحيدا في معركته مع الة الحرب الصهيونية المدعومة من المعسكر العالمي  الذي تقوده الصهيونية العالمية .

ولذا لا بد من استمرار تقييم موقف المقاومة مع مرور الوقت وحساب حجم الخسائر والمرابح ليس فقط على  المقاومة وانما على الشعب الذي يحتضن هذه المقاومة .

وهذا يقود الى ضرورة واهمية التوازن في القرارات المتخذة  بما يحمي الشعب الفلسطيني ووجوده وبقائه على ارضه لان البقاء على الارض هو انتصار بحد ذاته ، وان الهجرة بشكليها القسرية والطوعية باعداد كبيرة هو انتصار لاحد اهم الاهداف غير المعلنة للعدو من الحرب .

و خاصة بعد ان تم تهجير نصف سكان غزة نحو الجنوب في رفح واعلان العدو استعداده لتنفيذ ضربة فيها من اجل تهجير الشعب الفلسطيني الى صحراء سينا، او الى اوروبا بحرا  عبر قبرص  بما يقارب ٢ مليون نسمة لتحقيق نصره في تفريغ فلسطين من سكانها ومن ثم استكمال نصره على  مقاومتها  .

وهذا يتطلب اعادة  تقييم الاحداث لاعطاء  فترة يتنفس فيها الشعب و مقاومته من خلال وقف جزئي يوصل الى وقف كلي او وقف كلي للحرب .

 وذلك من خلال  انجاح المفاوضات المتعلقة بالاسرى مع توسيع الفترة الزمنية لوقف اطلاق النار والذي يعتبر مخرجا مهما للشعب الفلسطيني على ان يتم وقف النار في كل فلسطين ووقف الاعمال العدائية على الشعب الفلسطيني.

ويفترض ان يتنبه الشعب الفلسطيني  الى ما يلي :

١- التركيز على المعركة الاساسية في مواجهة العدو الاسرائيلي وكيفية ادارتها .

٢- الانتباه الى عامل الزمن ، طول المعركة –  واثره على القدرات والامكانات واثره على المواطن الفلسطيني وحجم الخسائر البشرية المترتبة على  ذلك .

٣- التأكد من حجم مشاركة حلفائه في المعركة وامكانية رفع مستواها وقدرتهم على الاستمرار  في خوضها واثر مشاركتهم الفعلية على الكيان الغاصب  بما يخدم تطلعات الشعب الفلسطيني و استمرار وجوده على ارضه.

٤- عدم الانجرار الى المعارك الجانبية على المستوى الداخلي بين مكونات الشعب الواحد والذي تذكيه شخصيات وابواق اعلامية  واجهزة مرتبطة بالعدو الاسرائيلي  وغيرها لما له من مخاطر في اشعال حرب اهلية تأكل اخضر الشعب الفلسطيني ويابسه.

٥- قياس مدى صمود الشعب الفلسطيني  ومدى قدرته على تحمل الخسائر  والدمار وعدد السجناء وموازنة ذلك مع التاثير الاعلامي الذي قد يحرك الشعب للعمل ضد ذاته للخلاص من استمرار المعركة .

٦- الانتباه والتمييز ما بين الاهداف المرحلية التكتيكية  التي يسعى العدو الاسرائيلي الى تحقيقها وهي غير معلنة – وقد يكون حقق جزء كبيرا منها – والاهداف الاستراتيجية المعلنة التي يعلن عن سعيه لتحقيقها وقد تحتاج الى وقت او جولة اخرى من المعارك .

٨- التشديد على رفض هجرة الشعب الفلسطيني من ارضه طوعا او كرها بسبب الحروب ، او السعي لتحقيق مكاسب مرحلية ( النزول عن الجبل ) في اطار اتفاقية اوسلو لان هذا كان متاحا دون حرب او خسائر بشرية ومادية ، او المساومة لاخراج قادة العمل المقاوم على حساب بقية الشعب وخساراته وتركه وحيدا لمواجهة مصيره.

٩- الانتباه الى مدى جدوى طول المفاوضات المتعلقة بالاسرى  لان العدو يستخدمها كاداة كسب للوقت واعادة ترتيب اوراقه السياسية للضغط ليس فقط على مقاومة الشعب الفلسطيني وانما على الدول الراعية لهذه المفاوضات كما ان العدو الاسرائيلي غير ابه في هذه المرة  لقتل المحتجزين او الافراج عنهم اضافة الى اعتقاله ضعفي عدد المعتقلين الذين رغبت المقاومة بالافراج عنهم قبل ٧ اكتوبر  من غزة والضفة، وفي نفس الوقت لا زال يستخدم قضية الاسرى مبررا امام العالم  لاستمرار القتل والتدمير والاعتقال في محاولة منه لاستكمال اهدافه .

١٠ –  الموازنة ما بين قدرة المقاومة الاستمرار والتقدم في المعركة وما بين امكانية اخذ حطوة للخلف لاعادة ترتيب الاوراق . ( انهم الكرار )

خلاصة القول

ان العالم اليوم مهيكل تقوده الصهيونية العالمية باذرعها السياسية والاقتصادية والعسكرية والخيرية من خلال المنظمات والدول التي تتحكم بها .

وهذا العالم بفعل هذا الانقياد غير قادر على تقديم العون الفاعل او المنشود للشعب الفلسطيني بحكم التبعية والهيكلية المنظمة .

كما ان الدعم الذي تقدمه بعض الاحزاب ( الاذرع الايرانية ) و المرتبطة اقليميا ودوليا ومحليا لا يرقى الى المستوى المطلوب منهم .

وبالتالي يجب اعادة  تقييم الوضع الفلسطيني بما يخدم قضيته الاساسية في منع التهجير من الارض مع حمايته من الة البطش الاسرائيلية وعدم تحويل قضيته الى مسالة انسانية لاطعام الجوعى والابقاء على جوهر القضية ان العدو الاسرائيلي محتل للارض وعليه مغادرتها وان معركة الشعب لم تنته وان لها جولات اخر .

تيار الأمة – فلسطين

    القدس 

  ٢٢ -٣ – ٢٠٢٤

Related posts

تفاصيل المنخفض القادم يومي الأربعاء والخميس

daw daw

توقيع اتفاقية بين البريد الأردني وشركة المال للتمويل

daw daw

“العمل الإسلامي” يستنكر العدوان الصهيوني السافر ضد المسجد الأقصى والمعتكفين فيه ويدعو للحشد قرب سفارة الاحتلال مساء اليوم

daw daw