تفاصيل عن الحدث الأمني بخصوص خلية العملاء التي أعلنت داخلية حمـ ـاس القبض عليها الأسبوع الماضي:
العميل إسمه (محمد عمر) سكان الشجاعية، سوق الجمعة، ٣٢ سنة، متزوج ولديه ولد وبنت، خريج بكالوريوس IT، أمير مسجد الإصلاح بالشجاعية ويعمل رائد في الأمن الداخلي التابع لحماس، ومسؤول عن المنظومة الإلكترونية بحي الشجاعية التي تشمل كاميرات مراقبة وشبكات اتصالات داخلية للقسـ ـام تحت الأرض، وكذلك مسؤول عن إشارة اللاسلكي وكل ما يتعلق بالأمور التقنية للقـ ـسام في الشجاعية، كما يعمل محققاً مع العملاء والمشبوهين، ومدرّب في دورات كيفية جمع المعلومات والأمن.
تاريخ الارتباط بالمخابرات الإسرائيلية يبدأ من عام 2009!!
ويبدو أن الأنظار ستتجه له فيما يتعلق بالاختراقات التي تعرضت لها الشجاعية في حرب 2014.
وقد بدأت القصة حين طلب محمد من أخوه أن يذهب لجلب أموال له من أحد الأشخاص من منطقة معينة، حيث كان الشخص الذي يحمل الأموال ينتظر في تلك المنطقة، وهو “الديلر”، أي موزّع الأموال على العملاء داخل غزة التي تقوم المخابرات الإسرائيلية بإدخالها للقطاع.
تعذّر أخوه لانشغاله بأحد الاجتماعات الحركية التي كان ذاهباً إليها، إذ أن أخوه كذلك مسؤول في القـ ـسام، واتفق معه أخوه -لضرورة مغادرة الديلر المنطقة بسرعة- على أن الشخص الذي لديه الأموال سيضعها في نقطة ميتة، بجانب إحدى حاويات القمامة، في كيس مميز بحيث يسهل تمييزه، ريثما ينتهي من اجتماعه ويذهب لإحضار المبلغ.
وللمصادفة البحتة فقد التقطت أخوه دورية أمنية راجلة للقـ ـسام في تلك المنطقة الموضوع بها كيس الأموال، وبالتحقيق السريع معه أخبرهم أنه مسؤول في القسام وأن أخوه قد طلب منه ذلك، فقامت على الفور دورية للقـ ـسام وبمرافقة جهاز الأمن الداخلي بالتوجه لبيت محمد واقتياده للتحقيق، واعتقال زوجته كذلك، حيث ثبت بالتحقيقات تورطه بالعمل مع المخابرات الإسرائيلية طيلة 11 عام قضاها في العمل على أدق مفاصل العمل العسكري التقني للقـ ـسام، والتي يُفاخر بقدرته على التغلب على العقول الإسرائيلية فيما يسمهيا “صراع الأدمغة”.
حالة من الهستيريا الأمنية واعتقالات في الجملة داخل لواء شرق غزة، وتحقيقات على مستوى عالٍ في الكتائب، إضافة لإجراءات أمنية سريعة شملت تغيير شامل لمقاسم الاتصالات وشبكة الكاميرات الأمنية ونقاط التواصل وأرقام الهواتف وخرائط الخطوط الأرضية وكل ما يتعلق بالعمل التقني الذي استغرق بناؤه سنوات عديدة اتضح أن إسرائيل كانت تعلم بكل هذا العمل السري وبكافة تفاصيله.
المبالغ المالية المضبوطة تقارب النصف مليون دولار، مع عديد الأجهزة الإلكترونية المخصصة للتجسس والتصنت، ولا زالت التحقيقات جارية وبشكل سرّي للغاية خوفاً من ورود أسماء كبرى داخل الكتائب متورطة في شبكة التجسس المُكتشفة.