مبروك المدام حامل بمولود ذكر..

وكالة تليسكوب الاخبارية – بقلم الكاتب محمود الدباس

في بداية استخدام جهاز الالتراساوند لكشف جنس الجنين.. كان من الصعب التحديد بدقة.. وكان هناك طبيب يكتب في الملف عكس ما يخبر به الاهل.. فان قال لهم ذكر.. يكتب في الملف انثى.. وحين ياتي موعد الولادة.. ان كان ذكر ابتهج الاهل وقد يرسلوا للطبيب الهدايا.. وان كانت انثى.. يذهبون اليه ويبدأون بالصراخ.. فيطلب الملف بكل هدوء.. وحين ينظرون.. يجدون ان النوع مسجل في الملف انثى.. وهنا يكون الطبيب دوما على صواب..

كثيرة هي الامثلة في حياتنا.. في نقاشاتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية و و و.. تجد من لا يتقبل ان يثبت خطأه في رايه او توقعه.. فيعطيك في كل جلسة حوارية رأيا مغايرا للذي سبقه.. وتجد ان الهدف فقط ان يكون في النهاية انه توقع ما سيحدث.. حتى لو اعطاك خمسة توقعات كل واحد عكس الاخر.. ويكون في كل مرة يظهر لك ان ذلك التوقع هو الذي سيحدث.. وفي النهاية واحد منها سيحدث..

المشكلة ليست فيمن يغير توقعه السابق بتوقع جديد مبني على متغيرات وفهم دقيق.. ويعترف ان توقعه السابق كان غير منطقي.. او انه كان يبني رأيه على امور لم تكن ناضجة.. وبالتالي انه يتبنى الرأي الجديد فقط وينسى ما قدمه من مقترحات وتوقعات..

وانما يبقي جميع التوقعات بنفس الوزن من الاهمية.. ولكن بصيغة ان كل واحد منها صحيح..

المهم ان هذه النوعية من الناس يهتم بان يخرج في نهاية الامر انه من توقع وحدث ما توقعه.. لانه يخشى ان يثبت على رأي واحد منطقي ولا يحدث لاي سبب من الاسباب.. فيظهر بانه ضعيف او لا يحسن التوقع والتنبؤ..

ولا يدرك هؤلاء ان الـ Super-computer

في كثير من الاحيان يخطئ التوقع.. وان العرافين والمشعوذين ان خربط الجني الذي يزودهم بالاخبار ايضا “ينعجقون”..

هذيان وخربشات منتصف الليل..

محمود الدباس – ابو الليث..