أبريل 30, 2024
اخر الاخباركتاب وأراءمقتطفات تلسكوب

الدبلوماسية الأردنيه نجاحات متوالية

وكالة تليسكوب الاخبارية – بقلم المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات

     النجاح الذي تحققه الدبلوماسية الأردنيه في إدارة السياسية الخارجية بتوجيهات مباشرة من جلالة الـملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه من حين لأخر والتعاطي مع الأزمات المتعددة، بات حديث المنطقة والأقليم والعالم أعجاباً وتقديراً بالدور النشط والرؤية الصائبة والمواقف الثابتة للمملكة الأردنيه الهاشمية منذ بزوغ فجر الثورة العربية الكبرى وألتي قادها المغفور له بإذن الله الشريف الحسين بن علي، وبفضل هذا النهج الدبلوماسي الهاديء والناضج المستند على البحث والتحليل والقراءة الواعية للأحداث في المنطقة والأقليم والعالم والأستفادة من دروس التاريخ، فأحتلت الأردن مكانة متميزة للحراك الدبلوماسي وأصبحت مرجعية وصمام الأمان في معادلة التوازنات الإقليمية والدولية.

   وجزءاً من هذا الحراك الدبلوماسي تستضيف العاصمة الأردنيه عمان مفاوضات بين واشنطن ودمشق على الرغم من توقف المفاوضات المباشرة بينهم في سلطنة عمان الشقيقة، إلا أنها لم تصل إلى حدود القطيعة، حيث يحرص الطرفان على أن تبقى الخيوط متصلة بينهما، وأن عبر مفاوضات غير مباشرة تتولاها وترعاها سلطنة عمان وألتي تلعب أكثر من دور على ساحة الشرق الأوسط والعلاقات بين الدول وأخرها زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى مصر الشقيقة وزيارته الرسمية الأولى اليوم الأحد إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وألتي ستستمر ليومين، وفي جعبته ملفات ثنائية وإقليمية ودولية.

    فالأيام الماضية شهدت العاصمة الأردنيه عمان لقاءاً جديداً بين مسؤولين من الجهات الرسمية السورية وآخرين من الإدارة الأمريكية، وقد تناولت هذه اللقاءات حسب ما رشح من معلومات البحث في النقاط العالقة بين الجانبين وخاصة مسألة ( الرعايا ) الأميركيين المحتجزين في سوريا، فيما طالب المسؤولين السورين بتخفيف العقوبات الأميركية من خلال قانون قيصر الجائر والمفروض على النظام والشعب السوري، ليتمكن من الحصول على المساعدات الطبيّة والغذائية.

    هذا المسار من المفاوضات في العاصمة الأردنيه عمان يعلم الطرفان أنه يحتاج إلى وقت ونفس طويل من المفاوضات لتحقيق نتائج، لا سيما في حال إستمر السير وفق معادلة الخطوة مقابل خطوه، وهذا المسار هو أمريكي أيضاً وليس فقط مساراً خليجياً عبرت عنه المملكة العربية السعودية الشقيقة في إنفتاحها على دمشق وتقاربها معها حتى أنعكس على السياحة لنجد أن المركبات ألتي تحمل لوحات سعودية تجوب كافة المدن والمصايف السورية.

   ومن هذا السياق لا يمكن فصل المفاوضات بين واشنطن ودمشق عن دعوة الرئيس بشار الأسد إلى المشاركة في قمة المناخ العالمي ألتي ستعقد في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقه وألتي من المفترض أن يشارك فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي النتن ياهو، وكمراقب وحسب المعلومات، فإن أحد الأهداف الأساسية لدى الأميركيين في التفاوض مع دمشق يتصل بترتيب تفاهمات مع إسرائيل،  وهو مسعى تقوم به جهات متعددة إلى جانب واشنطن، ولكن حسب التقديرات، فإن هذا من أصعب الملفات نظراً للمواقف العلنية للنظام السوري ولشخص الرئيس بشار الأسد وألتي صرح عنها مؤخراً في كلمته أمام مؤتمر القمة العربيّة في المملكة العربية السعودية، وثانياً بسبب العلاقة الجذرية والعميقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبالتالي، لا يمكن الأقدام على أي خطوة بهذا الصدد في ظل الموقف الإيراني الحالي، والتواجد الإيراني بقوة في مجالات حيوية أساسية في سوريا ضمن بنية النظام العميقة، أو في قطاعات عديدة أقتصادية وتجارية وأستثمارية وسياحية وثقافية وإجتماعية ومجالات عسكرية وأمنية.

    ويشكل ملف عودة اللاجئين السورين إلى أراضيهم ومناطقهم ملفاً اساسياً بالنسبة إلى الدول العربية والدولية، وهو يحتل حيزاً اساسياً في هذه المفاوضات، وهنا تشترط دمشق البدء برفع العقوبات الأميركية حسب قانون قيصر ألجائر، لأن إعادة اللاجئين تحتاج إلى إعادة إعمار، ولا يمكن الشروع في ذلك لأن الشركات ستمتنع عن الدخول إلى سوريا خوفاً من تعرضها لعقوبات أمريكية قاسية، في هذا السياق أيضاً، لا يمكن إغفال مسألة ( دولرة المساعدات ) للاجئين السورين في لبنان، وهذه المساعدات مقدمة من المجتمع الدولي، علماً أنها كانت سابقاً تدفع للاجئين السورين بالليرة اللبنانيه، حالياً ، وبعد ضغوط رضخت حكومة تصريف الأعمال اللبنانيه إلى معيار الدفع بالدولار،  تأتي هذه الخطوة بعد تصاعد الضغوط للعمل على إعادة اللاجئين إلى مناطقهم في سوريا، وهو ما يعطي إشارة واضحة حول عدم حماسة المجتمع الدولي لذلك، وهذا حتماً له غايات وأهداف سياسية وغير سياسية على المدين المتوسط والبعيد .

   وعلى الرغم من النجاحات المتوالية للدبلوماسية الأردنيه وألتي يقودها عميد الدبلوماسية الأردني أيمن ألصفدي بتوجيه مباشر من جلالة الـملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه في المجال السياسي، فإنها تقوم أيضاً بدور بارز في توطيد العلاقات الإقتصادية والتجارية والثقافية بتسخير إمكانيات وزارة الخارجية المتمثلة في سفارات وقنصليات المملكة في الخارج، في الترويج للمملكة الأردنيه الهاشمية وتعزيز مكانتها وسمعتها كواحة للأمن والأستقرار والمحبة والسلام ووطن للجميع، وجاذب للإستثمار والسياحة والتجارة الخارجية، وطن يسود فيه التعايش السلمي والتسامح الديني ويحتكم فيه الجميع إلى القانون،  وتظلله قيم العدل والمساواة، وطن صاحب حضارة وأرث تاريخي ضاربة في أعماق التاريخ كالبتراء والكرك وجرش وعجلون ومادبا وأم قيس والمغطس وأضرحة الصحابة، فالمملكة الأردنيه الهاشمية بفضل قيادتها الهاشمية الحكيمة وبفضل توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه – تستعيد مكانتها المتميزه كدولة مؤثرة في محيطها العربي والأقليمي والدولي.

المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات

Related posts

المبيضين ينفي إعلان حالة الطوارئ في المملكة

daw daw

(ملكات جمال الوطن العربي) برعاية الاتحاد الأفريقي الآسيوي للمرأة

daw daw

دحلان : مرتكبي الهولوكوست يدعمون الاحتلال في جريمته ضد غزة

daw daw