مايو 12, 2024
اخر الاخباركتاب وأراءمقتطفات تلسكوب

ملاحظات حول التقويم المدرسي

وكالة تليسكوب الاخبارية – بقلم الكاتب د. عطا أبو الحاج

لم تنشأ العطلة المدرسية وخاصة الصيفية من فراغ بل من تراكم خبرات تربوية وظروف اجتماعية واقتصادية وأمور تربوية.

وبنظرة سريعة إلى ما يخبرنا به علم نفس النمو بشأن العطلة فيقول: إن أقل فاصل بين مرحلة عمرية وأخرى لا تقل عن ثلاثة شهور حيث يعود الطلبة إلى مدارسهم بعد العطلة بنمو جسمي وعقلي قادر على تحمل وتحدي إعباء المنهاج الذي أصبح أكثر تحديا لقدرات الطلبة من السنة الدراسية التي سبقتها, وبالطبع هذه خاصية من خصائص المناهج الدراسية.

وعليه فإن تحديد الإطار الزمني للعام المدرسي أمر ضروري  تتوقف عليه الفعاليات والنتاجات التعليمية والتعلمية بشكل فاعل وبكفاءة عالية.

وعلى أن تأتي منسجمة مع نص المادة ٤٠ من قانون التربية والتي تنص على أن عدد ايام الدراسة تتراوح بين ١٩٥ يوم إلى مائتي يوم وليس ٢١٧ يوم!.

وحتى تتحقق العطلة بشكل مثالي لا بد أن تغطي ثلاثة محاور هي:

 ١. محور الترفيه فلكل طالب الحق أن يخصص جزءا من وقته للترفيه والتمتع بما يراه ممتعا وذلك حسب حاجاته وهواياته وإمكاناته كالذهاب في رحلات مع أهله أو أصدقائه أو التسجيل في النوادي الرياضية أو تعلم السباحة.

٢. محور التعلم فتعتبر العطلة فرصة ثمينة لتقييم الآداء في السنة المنصرمة وتلافي نقاط الضعف أو مواطن الخلل إذا وجدت أو الإطلاع على مقررات العام المدرسي المقبل والتحضير له بنشاطات علاجية وإثرائية أو قد يحفظ أجزاء من القرٱن أو حفظ أبيات من الشعر وتنمية ثروته اللغوية من خلال المطالعة والتثقف أو تقوية رياضته العقلية من خلال قراءة كتب الألغاز والأحاجي.

٣. التدريب حيث يمتاز عالمنا بأهمية التدريب ليطور مهاراته في إحدى المجالات كأن يتدرب على إستخدام الحاسوب أو على مهارة التصميم أو الرسم أو التصوير أو الخطابة أو تنمية مهارات العمل الاجتماعي والتطوعي والكشفي والمعسكرات الشبابية.

وعدا ذلك يبتعد الطلبة عن الروتين المدرسي وضغط الواجبات وربما درجة الحرارة أو انخراط بعضهم في العمل لمساعدة اهاليهم وبالمقابل قد يكون الصيف مصدر دخل لبعض المعلمين من تدريس خصوصي أو ممارسة حرف أخرى أضف إلى أن تعديل التقويم المدرسي قد يبعث الملل فعلى سبيل المثال طلبة التوجيهي ينهون دراستهم قبل نهاية العام بشهر ويقدمون الامتحانات المدرسية!

وزد على ذلك أن للمدرس طاقة عقلية ونفسية وكذا الطلبة ولا غرو من تصميم المنهاج بما يتلائم مع أيام المدرسة التي تعود عليها المجتمع واذا كانت القضية قضية تعويض فاقد تعليمي كان من الأجدر تعويضه في أيام السبت حيث يكون مريح نفسيا للمدرسين والطلبة على حد سواء.

Related posts

الامن العام : الإيعاز بعدم توقيف المتعثرين ماليًا المفرج عنهم

daw daw

الأردن… أربعيني يستطيل بيده على مؤخرة فتاة في الشارع العام… !

daw daw

حكومتنا… لا تضيعوا وقتكم بتوطيد العلاقات الشعبية مع العراق

محمود الدباس