يونيو 23, 2024
اخر الاخبارالخليج العربيعربي دوليكتاب وأراء

الدبلوماسية السعودية أثبتت جدراتها في الملفات الإقليمية والدولية

وكالة تليسكوب الاخبارية – بقلم الكاتب المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات

      ما بعد عيد الأضحى المبارك هل سنشهد تحرك للدبلوماسية السعودية للوساطة بين حركتي فتح وحماس وتحقيق اتفاق مكة “2” ، لأنه منذ تاريخ الأنقسام عام 2007 ولغاية اليوم لم تنجح كافة المساعي العربية والوسطات بإنهاء الأنقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وتوحيد الجغرافية الفلسطينية، وحقيقة القول أن هناك من التعقيدات ما يحول لغاية الآن من تحقيق المصالحة وإنهاء الأنقسام، لوجود برنامجين مختلفين، برنامج تقوده حركة فتح وبرنامج تتبناه حركة حماس وهذا هو صلب الخلاف والتباعد بين القوتين الأبرز في الساحة الفلسطينية.

     تفجر الخلافات وإحتدام القتال بين حركتي فتح وحماس عام 2007 دخلت المملكة العربية السعودية على خط المصالحة في محاولة منها لإنهاء الإقتتال الدامي من خلال دعوة الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه دعوة الفرقاء للأجتماع في مكة المكرمة وتمكنت من الجمع بين الإخوة الأعداء حيث تمخضت تلك الإجتماعات عن ” إتفاق مكة المكرمة ” وبموجب  الإتفاق  تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وإعادة تكليف السيد إسماعيل هنيه بتشكيل الحكومة إضافة إلى الأتفاقات الأخرى بشان إعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية وكذلك إعادة بناء الأجهزه الأمنية.

     لم يكتب النجاح لأتفاق مكة المكرمة نتيجة الأشتراطات الدولية والتحفظ الأمريكي ورفض إسرائيل لهذا الأتفاق، علما أن الأتفاق في مضمونه وحقيقته لم يخرج  عن حيز الأتفاقيات الدولية وتوائم الأشتراطات ألتي نصت عليها الأتفاقيات الدولية ألتي عقدت مع منظمة التحرير الفلسطينية والتي إنبثقت عنها السلطة الوطنية الفلسطينية، كتاب التكليف من السيد الرئيس محمود عباس للسيد إسماعيل هنيه لتشكيل الحكومة لم يخرج عن ما تم التوافق عليه من إحترام الحكومة الفلسطينية لكافة الأتفاقيات الدولية ألتي عقدتها السلطة الوطنية الفلسطينية مع الجانب الإسرائيلي، لكن إسرائيل ومعها الدول الراعية لعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط تحفظت على إتفاق مكة المكرمة لتعارض الإتفاق وتوجهات إسرائيل لترسيخ الأنقسام الذي يحقق هدفها في ( فلسطينية ) الصراع ويمكنها من تنفيذ مخططها التهويدي والإستيطاني وهو ما يؤكده الواقع اليوم حيث تسعى حكومة الإحتلال  الإسرائيلي برئاسة النتن ياهو لضم أجزاء من الضفة الغربيه بعد أن ضمنت سيطرتها على القدس الشريف واعتراف الرئيس ترامب في القدس عاصمة للكيان الصهيوني. 

      أمام كل هذه الوقائع والمستجدات باتت عملية المصالحة الفلسطينية وإنهاء الأنقسام الداخلي الفلسطيني مطلب شعبي وتتطلب أرادة سياسية وسيادية في إتخاذ القرار بعيداً عن الضغوط الممارسة وتهدف جميعها لعرقلة إتمام المصالحة وبسببها تم إفشال إتفاق الجزائر.

      كل المؤشرات والدلائل تشير إلى إمكانية أن يستحوذ الملف الفلسطيني إهتمام صاحب السمو الملكي الأمير محمد إبن سلمان ولي العهد السعودي حفظه الله ورعاه بعد النجاحات الكبيرة  للدبلوماسية السعودية بتوجيه مباشر منه، ألتي تحققت بإنهاء الصراع مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعودة العلاقات الدبلوماسية كاملة بين البلدين، وعودة سوريا للجامعة العربية وهدنة اليمن ألتي تقود لإنهاء الحرب وما تحقق من نتائج في قمة الرياض وجميعها دفعت الرياض لتكون من أهم المحاور العربية والإقليمية وصاحبة القول الفصل في السياسة العربية والإقليمية.  

       هذا ما قد يدفعها للأهتمام  والأستحواذ على ملف المصالحة الفلسطينية وإنهاء الأنقسام، ووفق خبراء ومحللين ومتابعين على صعيد العلاقات التي تربط المملكة العربية السعودية مع حركة المقاومة الإسلامية حماس، تكشف أوراق حزمة الإتصالات الأخيرة  ومسؤولين بارزين تابعين لمكتب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع حركة حماس ألتي تتطور إتصالاتها مع الجانب السعودي.

       في أوساط حركة فتح يدور الحديث الأن في بعض التفاصيل بأن الجانب السعودي يطور إتصالاته مع بعض القياديين البارزين في حركة حماس تحديداً لأغراض مرتبطة بتفصيلات وإحتياجات الأستدارة السعودية الكبيرة والمنفتحة على دول الإقليم وكل الأطراف وألتي بدأت بالإتفاق المهم والإستراتيجي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ونشرت مؤخراً صوراً لبعض قادة حركة حماس وهم على جبل عرفات في إطار دعوة سعودية للقيام بمناسك الحج لهذا العام كانت قد تقدّمت بها الحركة.

      وكان وفد قيادي رفيع المستوى من حركة حماس قد تمت إستضافته أيضاً في نهاية شهر رمضان الماضي إلى تنفيذ عمرة تخللها طقوس العمرة ومناسكها بنكهة (سياسية) وبعض المصارحات والمكاشفات وتبادل الأراء والملاحظات مع مسؤولين رفيعي المستوى في المنظومة الأمنية السعودية وفي مكتب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد حفظه الله ورعاه، كما تم تسريبه من بعض المصادر.

      وفي التفاصيل أن مسؤولين سعوديين قدّموا سؤالا مباشراً لقادة حركة حماس في شهر رمضان الماضي عن إحتياجاتهم وما الذي يطلبونه من السعودية.

     وكان الجواب بعد تقديم الشكر والأمتنان لدعوة العمرة هو الحاجة لتلبية الإتصالات بما يعود بالخير على الأمة العربية والإسلامية، وعلى الشعب الفلسطيني وتثبيت حقوقه وبنفس الوقت التركيز على ملف السجناء والمحكومين الذين إتهموا بالإنتماء إلى حركة حماس أو التعاطف معها في السجون السعودية.

     وهؤلاء خرج منهم عدداً كبيراً ويعتقد بان العدد الأكبر من هؤلاء بصدد إعداد مذكرات قانونية لتأمين الإفراج عنهم بعد عيد الأضحى المبارك وخلال الأيام القليلةالمقبلة.

      ويبدو واضحاً للمراقبين  والمتابعين والخبراء وأنا واحداً منهم  بأن الإتصالات بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والمملكة العربية السعودية تتطور يوماً عن يوم، لكن بإتجاهات محسوبة، وفي نفس السياق تتطور مستويات الإتصالات السعودية أيضاً مع مسؤولين بارزين في السلطة الوطنية الفلسطينية وفي مقاطعة الرئيس محمود عباس في رام الله.

     ومن المبكر القول بأن السعودية لديها تصوراًجديداً بخصوص الملف الفلسطيني أو قد يتطور هذا التصور لاحقاً بإتجاه التقدم بمبادرة تدعم المصالحة الوطنية الفلسطينية،

وهو موضوع قابل للنقاش وتم التلميح اليه عملياً،  ويرى بعض الخبراء بأن المملكة العربية السعودية إذا ما أدارت إتصالاتها مع الفرقاء الفلسطينيين بطريقة متزنة ومتسعة خلال الأسابيع القليلة المقبلة وبالتنسيق مع دولة مثل مصر يمكنها أن تبلور بعض المقترحات على صعيد المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية.

     ويمكنها أن تقدم مساهمة بدعم وإسناد أمريكي طبعا في البعد المالي والإقتصادي والمعيشي المرتبط ببرنامج خفض التصعيد والتوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة وهو البرنامج الذي يحتل الأولوية التامة بالنسبة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.

      ومن المرجح في هذه  المسارات أن بعض المفاجآت للدبلوماسية السعودية يمكن أن تسجل لها في الطريق خلال الأسابيع القليلة المقبلة على صعيد التقدم بخطوات منضبطة وملموسة بإتجاه الإهتمام مجدداً في القضية الفلسطينية.

      أن أي مصالحة بين القوى والفصائل الفلسطينية تعتمد على الفلسطينيين أنفسهم والأهم أن يكون هناك نوايا صادقة بين الفلسطينيين أنفسهم  وإستيعاب الدروس الماضية والقدرة على ترجمة حقيقية لأتفاق مكة “2” (المحتمل).

    لا بد من فهم الواقع السياسي الجديد مع الأخذ بالأبعاد للتغيرات الإقليمية والدولية وإستيعاب المتغيرات ألتي تحدث في المنطقة والعالم، ففي عام 2007 كانت ظروف المصالحة مختلفة عن الآن حيث هناك مستجدات مختلفة، وهذا يتطلب من كل القوى والفصائل الفلسطينية تحمل مسؤوليتهم لمواجهة الإحتلال الإسرائيلي ومخططاته من بوابة تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الأنقسام الداخلي.

المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات

الأردن – عمان 1/7/2023

Related posts

لا إزعاج بعد اليوم… انتظروا واتساب بتحديث ضخم!

daw daw

الجيش الاردني يلقي القبض على اسرائيلي حاول التسلل الى الاراضي الاردنية

daw daw

الحاج توفيق يشيد بجهود الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية

daw daw