مايو 5, 2024
اخر الاخبارتعليم وجامعاتكتاب وأراء

العطلة الصيفية للطلاب ليست ترفاً

وكالة تليسكوب الاخبارية – الاستاذ نورالدين نديم

 يمضي أبناؤنا اثني عشر عاماً من أعمارهم على مقاعد الدراسة، يذاكرون مناهج بكمٍّ ورقيٍّ لا يجدوا متعة في التعامل معها، بل هم وفي ظل الانفجار التكنلوجي والمعرفي يتقدمون عليها بعشرات الخطوات، في ظل ضعف في الإمكانيات وتراجع في الأداء داخل المؤسسة التعليميّة الحكوميّة.

ولا يقضي أغلب أبنائنا في المدارس الحكومية وقتاً ممتعاً، ولا نعني هنا وقت الترفيه والراحة، وإنما وقت التعليم الممتع الذي يغلب فيه النشاط المنهجي والتطبيق العملي واكتساب المهارات الحياتيّة التي تبني إنساناً منتجاً مؤهلاً نفسيّاً واجتماعيّاً قبل أن يكون مؤهلاً معرفيّاً، ليكون لبنةً في جدار الوطن أكثر وعياً وحرصاً ومشاركةً في خدمة نفسه ومجتمعه ووطنه.

وهذا لا يعني إنكارنا لما تقوم به المدرسة وإن ضعفت الإمكانيات وتشتت الأهداف، بواجبها الأساس في تعليم أبنائنا أبجديات القراءة والكتابة والحساب، وصقل شخصيتهم وتهذيب سلوكهم ولو بالحد الأدنى المطلوب.

لكن أبناءنا الطلبة بحاجة أيضا لقسط من الراحة نسبي، بل إن الأهالي الذين يرهقون في المتابعة والتدريس هم أيضاً بحاجة لقسط من الراحة النسبيّة، من خلال ما يسمى بالعطلة الصيفيّة، التي تعتبر إعادة ترتيب واستعداد لقفزة تعليمية وتربوية جديدة.

فالعطلة الصيفيّة ليست ترفاً وإنما حاجة ملحة، فيها من الفوائد والأهميّة ما فيها من تجديد للنشاط وإحياءٍ للهمم وكسر للروتين، ومعالجة وتعويض للنقد والخلل في جوانب التربية والتعليم، أو حتى إكساب لمهارات جديدة أو صقل وتعزيز لمواهب موجودة.

من خلال برامج عائلية أو الالتحاق بالأندية الصيفية والمراكز التعليمية التخصصية، أو المشاركة بنشاطات وحضور لفعاليات تنمي من مدارسهم وتنوع من اهتماماتهم، وتطلعهم على جوانب قد تكون خافية عنهم.

ورغم أن أغلبية أبنائنا الذين ينتمون لعائلات من ذوي الدخل المحدود أو المعدوم لا يجدون في عطلتهم إلا الشارع أو الحارة لتفريغ طاقتهم وممارسة هواياتهم، إلا أن اختلاطهم واحتكاكهم مع أندادهم، والتعرف على واقع الحياة وصعوباتها، يكسبهم كمّاً من الخبرات الحياتيّة ليست بالقليلة وتستحق العطلة التي يقضونها.

ولعل إدارة المؤسسة التعليمية الرسميّة بحاجة ماسة لإعادة النظر في استثمار العطلة في عرض برنامج اختياري موزع على المدارس في كل منطقة بين تقوية وخطط علاجية لضعف التحصيل الأكاديمي، وبين صقل للمواهب الفنية والثقافية وتعزيزها، وبين إكساب مهارات تطبيقية تقنية وفنية.

بل لعلنا بحاجة لدراسة مطلب زيادة مساحة العطلة الهادفة ببرامج منهجية تدريبية على حساب أيام الدوام المدرسي التقليدي.

فالعطلة وإن كان هذا مسماها يجب أن تكون فرصة للتنمية والتأهيل وإكساب مهارة وحرفة، وهي ضرورة حياتية، وحاجة ملحة لأبنائنا الطلبة.

Related posts

سامسونج تستعرض دور الاتصال والذكاء الاصطناعي المعزز في تمكين تجارب المطبخ الموسّعة في معرض الإلكترونيات الاستهلاكيّة 2024

daw daw

الجغبير: القطاع الصناعي هو الأكثر تشغيلا للأيدي العاملة الوطنية في القطاع الخاص

daw daw

الجامعة الأردنية ضمن أفضل 500 جامعة على مستوى العالم والأولى اردنيا

daw daw