أبريل 27, 2024
اخر الاخباركتاب وأراءمقتطفات تلسكوب

لا حرية في الإعلام

وكالة تليسكوب الاخبارية – بقلم الكاتب السعودي محمد الرشيدي

لو كنت تتابع مواقع إخبارية روسية رسمية، وزرت بعض الدول الأوروبية ستجد أن هذه المواقع “محجوبة”، كنتيجة طبيعية لتعاطف هذه الدول مع أوكرانيا وموقفها من الحرب الروسية – الأوكرانية، ولكن هل الحجب يدخل ضمن مفهوم الحرية الإعلامية التي ينادي بها الكثير من الدول المتقدمة!

مفهوم الحرية الإعلامية مفهوم سياسي، أكثر منه إعلامي من وجهة نظري، هي حرية مثالية أكثر منها حقيقة يتم تدريسها بمقررات كليات الإعلام، وينادي بها السياسيون ومنظمات حقوق الإنسان، بالإمكان مثلا عدم حجب المواقع الروسية وإتاحة الفرصة للشعوب الأوروبية لسماع وجهة نظر الطرف الآخر، بدلا من سياسة الحجب إذا افترضنا الحرية الإعلامية!

طبعًا هذا الأمر مرفوض، لكن لو تعاملنا كشعوب عربية مع هذا المفهوم الخاص بالحرية الإعلامية للدول التي ننظر لها أنها متقدمة حضاريًا وفكريًا، كونهم ينظرون لمصالحهم أولاً، فتجدهم باستمرار ينادون بحرية الإعلام ويتهموننا “بكبح” هذا المفهوم الفضفاض!.

تاريخياً لن ينسى التاريخ الإعلامي أثناء الغزو الأمريكي للعراق عام “2004”، ما تم الكشف عنه في عزم الرئيس الأمريكي في تلك الفترة جورج بوش “الابن” بقصف قناة إخبارية أو تهديدها لتغطيتها غير المرغوب فيها أمريكيا، وقد يكون مجرد تسريب هذه المعلومات من ضمن المخطط الاستراتيجي للحرب، ولكن مجرد هذا التسريب هو دليل واضح أن الحرية الإعلامية الحقيقية هي مجرد حرية مثالية!

لذلك ونحن نعيش ثورة وسائل التواصل الاجتماعي، يجب أن لا نتحسس أو ندفن رؤسنا كالنعام عند محاسبة تجاوزات وسائل إعلامية أو أفراد مؤثرين، لأن مصلحة الدول والمجتمعات تقتضي تنظيم المفهوم الإعلامي، صحيح أن الحرية الإعلامية، جميلة كمفهوم ولكن قد تكون خطيرة كتطبيق، في ظل العوامل المحيطة بنا!

وهذا ما نلاحظه بين فترة وأخرى من “دس” تقارير إعلامية ضدنا، بأهداف عديدة لا تخفى على الكثيرين، ويتناقلها مؤثرين “يقتاتون” من سلبية أي تقرير لرفع عدد المتابعين ورفع القيمة المالية التي “تُصرف” لهم من جهات يتبعونها.

الوعي والمصداقية والشفافية هي السلاح ضد أي قوة إعلامية، ولكن لا ننكر أن هناك الكثير ممن يتأثر عاطفيًا مع بعض الهجمات الإعلامية كطبيعة بشرية، ولكن زيادة الوعي والتفاعل السريع هي الحل، وعدم التعامل مع الأمر بصورة عاطفية قد تساهم بنشر المعلومات المغلوطة وتحقيق أهداف المسوقين لها، المهم في ذلك التعامل معها بالمفهوم الغربي الذي يرى أن المصلحة أكبر من المفهوم المثالي للحرية الإعلامية، التي ممكن أن يتم تدريسها أكاديميًا ولكن لا يمكن تطبيقها واقعيًا.

نقلاً عن “الرياض

Related posts

وزارة العدل توفر وظائف شاغرة بالفئة الأولى

daw daw

نائب فرنسي: أكثر من 4 آلاف جندي فرنسي مزدوجو الجنسية يشاركون في الحرب على قطاع غزة

daw daw

بلدية الزرقاء تمهل مواطنين 60 يوماً قبل اتخاذ إجراء قانوني بحقهم – أسماء

daw daw