وكالة تليسكوب الاخبارية – بقلم د. محمد العلامات
ما تقوم به هيئة علماء فلسطين، في (الملتقى الدولي الخامس للشباب- يالوا – تركيا) هو روح الأمة الحي في زمن عزتها وقوتها، حيث كانت لهذه الروح أثر لا ينكر في قوة الأمة الإسلامية وحصانتها من التفرق والتشرذم.
لك ان تتخيل مرجل صهر الأمة، لتصبح هذه أمة واحدة، كم يحتاج هذا المرجل من طاقات وإمكانات لتحقيق تلك الوحدة، والوحدة التي نتحدث عنها، هي وحدة فكر وثقافة وغاية ومشروع، مع بعدٍ عن فكرة التفاوت في الأرض والأصل، فكلكم لآدم وآدم من تراب، هذا هو الدور الذي تضلع به الهيئة وتنوب به عن الأمة، وهذه هي الشيفرة الحيوية لمشروع حماية القدس والمقدسات.
أما مجالسة العلماء والاستماع منهم مباشرة وهو الركن الثاني، فهذا وحده غاية من غايات العلم والأدب والتربية والسلوك، والانضباط والحركية والتحرير، فالشاب الممتلئ شبابا وعلما، أو الذي نفَسُه كذلك، تستدير شخصيته بشكل كامل – حين يرى العلم سمتَه وتواضعَه وعلمَه وصدحه الحق- تستدير لصالح تهذيب نفسه والعزم لخدمة أمته.
ولك ان تتوقع ما سيجده هؤلاء الشباب في أنفسهم، حين يدور الحديث بينهم عن الثقافات والمشتركات، مع كل ما يظهر من ميزات وخصوصيات، في مثل هذا الجمع المنتخب من امتداد الأمة وتنوع قاراتها وموقعها في الحضارة الحالية، فتقبّلُ الآخر، واحترامُ خصوصيته وتقدير مميزاته، والعمل على التكاملية والتناصحية جزء اصيل في السلوك اليومي بينهم.
إنني إذ أحمد الله أن شاركت في هذا الملتقى أياما مقتطعة مأخوذة من زمن النبوة أو الرشيد أو صلاح الدين لأشكر الهيئة وإدارة الملتقى على هذه المشاركة التي أظنها تَخُط بالحبر الغامق صفحة من صفحات عز الأمة القادم، وتحيي فيها روحها المتجددة ووحدتها الحتمية، وعزتها التي لا تنضب.