مايو 4, 2024
اخر الاخبارالعراق والشامسلايدر رئيسيةعربي دوليمقتطفات تلسكوب

عائلة سورية تحفر ملجأ خاصا بها عند خط تماس في إدلب

وكالة تليسكوب الاخبارية

حفر أحمد خليل ملجأ في الصخر تحت منزله الواقع عند خط تماس في شمال غرب سوريا ليحمي أطفاله من الغارات والقذائف التي تكثّفت مؤخرا، وحتى لا يضطر لخوض تجربة النزوح المُرّة في مخيمات مكتظة.

ويقول خليل (53 عاماً) لوكالة فرانس برس “الوضع في المخيمات صعب، ولا توجد أماكن، ففضلتُ أن أبقى هنا في هذا الملجأ… تحت القصف”.

تبعد قرية كنصفرة أقل من كيلومترين عن خطوط التماس مع الجيش السوري في محافظة إدلب التي تسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على حوالى نصف مساحتها.

ولطالما تعرّضت القرية مع كل تصعيد عسكري، لقصف جوي ومدفعي هدّم منازل كثيرة فيها وترك أهلها من دون ملجأ، حتى باتت أحياء عدة منها اليوم شبه خالية من السكان.

ولحماية عائلته من القصف والتهجير، حفر خليل في العام 2017 ملجأ في الصخر تحت منزله، يؤويه وزوجتيه وأولادهم السبعة في كل مرة يسمعون دوي غارة أو قصف مدفعي قريب أو حتى في كل مرة تحلق فيها طائرات الاستطلاع في سماء المنطقة.

أضاء خليل ملجأه بلمبة واحدة، وخصّص زاوية فيه لوضع المونة، وفرش الأرض بحصائر بيضاء وزرقاء اللون.

“أشبه بالقبر”
لم يغادر خليل قريته سوى مرّات قليلة ظنّ خلالها أن حتى هذا الملجأ لم يعد يحميه، آخرها خلال العملية العسكرية البرية التي شنتها القوات الحكومية بدعم روسي في العام 2019 وسيطرت خلالها على نصف مساحة محافظة إدلب، حتى وصلت إلى أطراف كنصفرة.

لكنه سرعان ما عاد إلى منزله والملجأ الصخري مع انتهاء العملية. بعد فترة من الهدوء النسبي، عاد مؤخراً لاستخدام الملجأ بشكل متواصل على وقع تصعيد في القصف مستمر منذ بضعة أسابيع بين الجيش السوري وروسيا من جهة وهيئة تحرير الشام من جهة ثانية.

ويقول: “الحالة يُرثى لها، حتى أننا لا نستطيع الخروج لشراء الخبز لأن طائرات الاستطلاع لا تغادر المنطقة”.

وتؤوي مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام في إدلب ثلاثة ملايين شخص نحو نصفهم من النازحين الموزعين على مئات المخيمات المكتظة خصوصاً قرب الحدود التركية في شمال إدلب، فيما وجد آخرون في أبنية مهجورة وكهوف أو حتى بين الأبنية الأثرية وفي الحافلات الصدئة ملجأ لهم.

وتفتقر المخيمات للحاجات الأساسية ويعتمد سكانها بشكل رئيسي على مساعدات غذائية وطبية ولوجستية تقدّمها المنظمات الدولية في ظل تفشي الأمراض والفقر المتزايد والمدقع وارتفاع الأسعار بشكل كبير.

ويقول خليل “صحيح أن الملجأ أشبه بالقبر (…) لكن ماذا نفعل، يقولون لي أن علي الذهاب إلى الخيم لكن وضعها أسوأ بألف مرة”.

في الملجأ الذي سارع إليه قبل أيام، يجلس خليل على الأرض، فيما تنظم زوجته برطمنات المونة، ويلعب أولاده في الزاوية بألعاب أتوا بها من المنزل.

ويقول خليل “أولادي يحلمون باللعب في الشارع، أن يلعبوا كرة القدم أو يركبوا الدراجات الهوائية، لكنني أحبسهم في الملجأ”.

ويضيف “الحياة صعبة هنا. ليس لدينا جيران ولا أناس حولنا، نجلس وحدنا. الكل فرّ ونزح. أولادي يعيشون وحدهم ولا أطفال حتى يلعبون معهم”.

Related posts

العثور على جثة خمسيني مصابا بعيار ناري داخل منزله بالزرقاء

daw daw

ديما طهبوب: انتقد الاجراءات الحكومية كما شئت وعبر بمنطق وحجة ودون سب

daw daw

هل انت جريء أَم وَقِح؟!..

محمود الدباس