مايو 3, 2024
اخر الاخبارالمغرب العربيعربي دولي

بحث في تاريخ مدينة القلعة الكبري بالساحل التونسي

وكالة تليسكوب الاخبارية –  متابعة الحبيب بنصالح / تونس

تعتبر مدينة القلعة الكبرى بالساحل الشرقي للبلاد التونسية من أقدم المناطق السكنية الضاربة في التاريخ و تعاقبت عليها عديد الحضارات و أطلق عليها عدة أسماء منها قيرزا و”أتيكودا”و “المنعة” ثم القلعة الكبرى و هي واحدة من ثلاث قلاع القلعة الكبرى و القلعة الصغرى و أكودة القريبة من مدينة حضر موت (سوسة حاليا) وكانت القلعة الكبرى تعرف بمدينة “المليون أصل زيتون” و كان زيتها يتم تصديره إلى الأسواق الأوروبية انطلاقا من ميناء مدينة سوسة.

وأشار المؤرخون إلى تغير الموقع العمراني للمدينة بحسب الآثار الرومانية التي طمستها العوامل الطبيعية  و تم الكشف عن بقايا معصرة رومانية بمنطقة الكرارية خلال القرن الماضي و الثابت اليوم أن متساكني المدينة قاموا باستعمال عديد القطع الأثرية القديمة (تيجان رومانية أعمدة رخامية و قواعد رخامية و كلسية و نقائش… ) في بناء دور العبادة و الزوايا و مقامات الأولياء الصالحين و البيوت ذات الطابع التقليدي .

ومازالت هذه القطع القديمة حاضرة إلى اليوم في المخزون التراثي للمدينة  وفي مسجد القصر الجوفي (أو ما يعرف لدى أهل المدينة بمسجد الباب الجبلي) و الذي تأسس عام 1637م توجد نقيشة عربية تؤرخ لتأسيس المسجد و تاج من الطراز الحفصي و سبع تيجان و أعمدة رومانية و قاعدتين رومانيتين كلسيتان.

و في مقامات و زوايا الأولياء الصالحين بالمدينة ( سيدي شواري ، للا خافية، قبة بن عيسى، سيدي حسين، سيدي دردور، سيدي الفوناسي) وفي  دار المزوغي توجد تيجان و أعمدة رومانية .

و قد أثبتت ذلك الطالبة مريم خالد عبد السلام في بحثها المتميز الذي أنجزته تحت عنوان ” المواد الإنشائية القديمة المستعملة في القلعة الكبرى” و ناقشته مطلع الأسبوع الجاري بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بسوسة ( قسم التاريخ) و تركبت لجنة المناقشة من الأستاذ رضا كعبية ( رئيس اللجنة ) و رضا الغضاب (مؤطر البحث) و أسندت  ملاحظة حسن جدا.

و جاء هذا البحث باللغة الفرنسية في أكثر من ستين صفحة من الحجم المتوسط و تضمن مقدمة للتعريف بالبحث بشكل عام و جزء أول تناول التعريف بالقطع القديمة التي تم إعادة استعمالها في دور العبادة و الزوايا و مقامات الأولياء الصالحين و جزء ثان تضمن تعريف بالخصائص الفنية  لهذه القطع القديمة و استنتجت الطالبة مريم عبد السلام في خاتمة بحثها إلى الإقرار قطعيا بوجود مواقع أثرية رومانية بالقلعة الكبرى و ضواحيها.

و يذكر أن الطالبة مريم عبد السلام استندت في بحثها على عدة مراجع تاريخية من بينها منشورات جمعية علوم و تراث بالقلعة الكبرى التي أحاطتها بالرعاية المعنوية و ساعدتها في زياراتها الميدانية إلى دور العبادة و الزوايا و مقامات الأولياء الصالحين.                     

صفحه قلعتنا الكبرى

الحبيب بنصالح أبن القلعه

Related posts

ارتفاع ملموس على درجات الحرارة بحوالي (8) درجات مئوية عن معدلها السنوي

daw daw

رئيس جامعة عمان الأهلية يكرم الفائزين بمسابقة الروبوتات بنسختها الرابعة

daw daw

مطلوب مهندس/ مهندسة مدني او معماري

daw daw