هل نحن في مأمن ؟ ام ما حدث لغيرنا قد يحدث لنا

وكالة تليسكوب الاخبارية – بقلم خالد الخريشا / عمان
الزلزال الذي ضرب تركيا و المغرب والعاصفة الممطره التي اصابت ليبيا وغيرها ، هي كوارث طبيعيه ( او صناعيه) سمعنا وشاهدنا اثارها المدمرة بأم اعيننا ،
والكوارث تحدث منذ الأزل وهذا شيء طبيعي ولا يمكن تجنبها أو حتى معرفة متى تحدث ، فهي تنزل كالصاعقة على الناس ودون سابق انذار ، وليس المهم الزلزال نفسه أو العاصفة نفسها ، المهم ما يحدث بعد ذلك ، فقد هدمت هذه الزلازال والأعاصير آلاف المنازل ، وفقد الاف البشر في ومضة عين .
شاهدنا على وسائل الاعلام مناظر تقشعر لها الابدان ، أب فقد كل افراد عائلته المكونه من ٧ أفراد، ابن فقد والديه وكل اخوته ولم يبقى له احد ، ام فقدت اولادها وزوجها ، وعائلة مجتمعه لمناسبة من ٢٠ فردآ مسحت من على وجه الارض ، وبقايا ما كانوا يملكون بقيت وهم ذهبوا .
حقيبة وجدت بين الانقاض تحوي مئات الالاف من الدولارات وقطع من الذهب تركها اهلها وغادروا بلمح البصر .
تخيلوا من ترك هذا المال، بماذا كان يفكر قبل حدوث الزلزال أو الاعصار بساعة او على الاقل بنصف ساعه ، كان يخطط للسنوات القادمة التي لم تأتي ولن تأتي .
احلام توقفت وخطط تبعثرت وامال تحطمت على صخرة الكوارث ، ونحن الاحياء نشاهد ونسمع وكأن الأمر لا يعنينا ، وان ما حدث لغيرنا لن يحدث لنا .
فهل نحن في مأمن مما حدث ؟ أم أن على قلوبنا اقفالها ومفاتيحها ضاعت في خضم الانشغال بالحياه .
والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل نتعض مما حدث ونعيد التفكير في فلسفة الحياه أم نستمر كما نحن على مبدأ ( غديني اليوم واذبحني غدآ ) .
فنحن بادئ ذي بدء لا نملك ما ملك قارون، ولا ما أوتي فرعون ، نحن نملك صفر بالنسبة لما اوتوا من الملك والمال الوفير ، اين هم ، لقد ذهبوا وتركوا كل ما يملكون، ونحن لازلنا نلهث وراء دنيا فانيه ومحاولة الحصول على المال بأي طريقة حتى لو كانت بطريقة ملتوية .
هل آن الاوان لكي نقف دقيقه حداد على أنفسنا ؟ وليس على من ماتوا ، لأن من ماتوا انتهى امرهم الى الله ، ام ( لقد اسمعت لو ناديت حيآ ولكن لا حياة لمن تنادي ) ، بعض البشر وللأسف كالكلب ،لقوله تعالى ( فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث)
اتوقع -حسب ما اعلمه- ان الأمر لا يعنينا اطلاقآ وبطيخ يكسر بعضه .