يونيو 26, 2024
اخر الاخبارسلايدر رئيسيةمقتطفات تلسكوب

هل الاردن دولة وظيفية

وكالة تليسكوب الاخبارية
كثيراً ما يتردد على السنة البعض من نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة عند احتفال الاردن بعيد الاستقلال انكارهم لهذا الاستقلال ، والقول ان الدولة الاردنية اسست من قبل بريطانيا لتقوم بدور وظيفي يتمثل بتسليم ما تبقى من فلسطين وشرقي الاردن للكيان الصهيوني ، وانه عهد بهذه المهمة للاسرة الهاشمية . والقول انه تم تسليم الضفة الغربية لهذا الكيان في عام 1967 . وان العمل جاري الآن لتسليمه الضفة الشرقية استكمالاً لوعد بلفور ، الامر الذي لم يرد في اي وعد او قرار او اتفاق دولي . وانما كان ولا يزال مجرد حلم يراود مخيلة الوكالة اليهودية و غلاة الصهاينة المتطرفين . حيث ان وعد بلفور مع رفضنا له مضموناً وموضوعا ، نص على اقامة كيان لليهود في فلسطين . اي ليس في كل فلسطين . وقد رفض بلفور مطالب الوكالة الصهيونية بأن يشمل الوعد فلسطين باكملها ومعها شرقي الاردن . ثم ان بريطانيا استجابت لمطالب شيوخ عشائر شرق الاردن عام 1920 باقامة امارة فيه غير مشمولة بوعد بلفور ويمنع الاستيطان الصهيوني فيها ، وان يؤمر عليها امير هاشمي . وفي عام 1921 اعلن قيام امارة شرق الاردن ، وبويع الامير عبدالله ابن الحسين اميراً عليها ، على ان تكون هذه الامارة تحت الوصايه البريطانية ، وان يعين فيها معتمد بريطاني مستقل عن المندوب السامي البريطاني في فلسطين . وعلى اثر اندلاع ثورة عام 1936 في فلسطين ، شكلت بريطانيا لجنة بيل للتحقيق في الاحداث ، والتي وضعت اقتراحاً بإنشاء ثلاثة اقاليم في فلسطين . اقليم تحت الانتداب البريطاني يضم القدس وبيت لحم والناصرة ويافا . ودولة يهودية في منطقة الجليل والسهل الساحلي الغربي لغاية مدينة يافا ، على ان يتحد باقي فلسطين مع شرق الاردن ويكون دولة عربية مستقلة ، مع ايراد نص بأن وعد بلفور ، ومواد صك الانتداب المتعلقة بالوطن القومي اليهودي لا تسري على شرقي الاردن ، وعدم السماح بالهجرة الصهيونية اليه .
وعندما صدر القرار 181 عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947 فقد تضمن تقسيم فلسطين الى دولتين فلسطينية ويهودية تم تحديدهما في القرار . الا ان اختلال موازين القوى بين الفلسطينيين واليهود المدعومين من بريطانيا مكن اليهود من ان يستولوا على قسم من الاراضي التي كانت مخصصة للدولة الفلسطينية . وعلى اثر حرب عام 1948 وانهزام معظم الجيوش العربية ، لم يتبقى من الاراضي الفلسطينية حسب قرار التقسيم الا ما استطاع الجيش العربي الاردني المحافظة عليه . والذي يشمل الضفة الغربية و جوهرتها القدس ، التي قدم الجيش الاردني مئات الشهداء على اسوارها في سبيل الاحتفاظ بها . وقد اعترفت الامم المتحدة بإسرائيل على اساس حدود 1948 . وعلى اثر مؤتمر اريحا وموافقة الزعامات الفلسطينية على الوحدة مع المملكة الاردنية الهاشمية والتي كانت قد استقلت عن بريطانيا في عام 1946 ، اصبحت المملكة الاردنية الهاشمية مكونة من الضفة الشرقية والضفة الغربية . وقد اعترفت بريطانيا صاحبة وعد بلفور بهذه الوحدة . وقد بقي الوضع على هذه الحالة الى ان حصلت هزيمة عام 1967 حيث وقعت الضفة الغربية تحت الاحتلال الصهيوني ، والذي يعرف الجميع ان الاردن لم يكن احد اسبابها وانما احد ضحاياها . ورغم الاحتلال فقد ظلت الضفة الغربية تعتبر ارضاً محتلة من المملكة الاردنية الهاشمية ، الى ان صدر قرار قمة الرباط عام 1974 بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني . وذلك نتيجة للضغوط التي مارستها المنظمة والدول العربية على الاردن للموافقة على هذا القرار . ورغم ذلك فقد بقي سكان الضفة الغربية يحملون الجنسية الاردنية الى ان صدر قرار فك الارتباط عام 1988 بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية . حيث سحب من سكانها الارقام الوطنية وجوازات السفر الدائمة ، وتم منحم جوازات سفر اردنية مؤقتة لتسهيل امور حياتهم . وبقي الاردن نقطة العبور لهم ولمستورداتهم وصادراتهم . واحتفظ الاردن بالوصاية الهاشمية على الاماكن المقدسة بالقدس الشريف . وبقي الاردن محتضناً للقضية الفلسطينية و وفر المظلة الاردنية للوفد الفلسطيني في مباحثات السلام ، الى ان فوجئ بتوقيع اتفاقية اوسلو عام 1993 ، مما دفع الاردن بعد ذلك الى توقيع اتفاقية وادي عربة عام 1994 . ومنذ ذلك التاريخ كان الاردن هو السند الحقيقي ، ثم اصبح الوحيد للشعب الفلسطيني وقضيته . وتصدى لكل مؤامرات تصفية هذا القضية ومنها صفقة القرن . واعلن جلالة الملك لاءاته المشهورة ، كلا للتوطين ، كلا للوطن البديل ، والقدس خط احمر وان لا تنازل عن اقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ، ولا تنازل عن الوصاية الهاشمية على الاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف . وبعد ذلك يقولون ان دور الاردن والنظام الهاشمي هو دور وظيفي ينتهي بالتنازل عن فلسطين والاردن للكيان الصهيوني ، في حين ان من يقول ذلك هم الصهاينة المتطرفين ، ومن يردد اقوالهم هم عملاء وخونة ، واعتبر قولهم هذا ارتكاب لجريمة الخيانة العظمى .
اما الدولة الوظيفية الحقيقية فهي دولة الكيان الصهيوني ، والتي شكلت بدعم من الدول الغربية لتكون بالنسبة لهم حصان طروادة يقتحمون بواسطتها كل دول المنطقة . وقد تجلى هذا الدور بعد عملية طوفان الاقصى ، حيث وجدت دول الغرب منها وسيلة للتدخل في المنطقة لاعادة رسم حدود الشرق الاوسط الجديد الذي يريدونه . ولا ادل على هذا الدور الوظيفي ما قاله الرئيس الحالي جو بايدن عام ١٩٨٦ ( اذا نظرنا الى الشرق الاوسط لايقاف اولئك الذين يطلبون منا الاعتذار عن دعمنا لإسرائيل ، ليس علينا اي اعتذار نقدمه ، بل كان على الولايات المتحدة ان تخترع إسرائيل لو لم تكن موجودة لحماية مصالحنا في المنطقة . وان إسرائيل هي وحدها اعظم قوة تمتلكها اميركا في الشرق الاوسط ) وكما قال في عام 2011 ( دائما اقول لأصدقائي ، تخيلوا وضعنا في العالم لو لم تكن هناك إسرائيل ) وكما قال عام 2016 لو كنت يهودي سأكون صهيوني ، ابي قال لي لا يجب عليك ان تكون يهودي لتكون صهيوني ، فأنا صهيوني ) وقال يوم امس وعند وصوله الى تل ابيب لو لم تكن إسرائيل ، لعملنا على اقامتها .
وهذا يفسر الحشد العسكري والدعم المطلق من بعض الدول الغربية في هذه الايام لدعم هذه الدولة ، وربما يكون ذلك للحيلولة دون تحقق النبوءات التي تتوقع زوالها في وقت قريب ، وبالتالي خسارتهم لهذه الدولة الوظيفية .
مروان العمد
١٩ / ١٠ / ٢٠٢٣
ملاحظة تمت كتابة هذا المقال في غمرة احتفالنا بعيد الاستقلال ، اقوم ب

نشره اليوم بعد اضافة الفقرة الاخيرة

Related posts

صناعة عمان : عدم وجود مكب لمخلفات مصانع الحجر يهدد بتوقفها

daw daw

صفوة الإسلامي يرعى منتدى “استثمر في الاقتصاد الرقمي” بالتعاون مع غرفة تجارة الأردن

daw daw

فتاة تحاول إلقاء نفسها من نافذة منزلها في منطقة شفا بدران بالعاصمة عمان

daw daw