وكالة تلسكوب الاخبارية
أكثر من مئة عام مرت على ذكرى هذا الوعد المشؤوم ، الذي زرع في قلب الوطن العربي شجرة خبيثة جذورها تمتد خلسة في جميع الإتجاهات وثمارها خالية من أي نفع أو فائدة بل هي ثمار ضارة وغير مرغوب فيها ، لم تكتفي دول التحالف بأنها غدرت وخانت العرب ، وذلك عندما تنصلت من كافة عهودها ووعودها لهم بالدعم والمؤازرة ، بتأسيس دولة عربية موحدة ومستقلة ، فقد كان ظاهر الكلام شيء وفعل الباطن شيء أخر ، مروراً بإتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الوطن العربي إلى دويلات ، بل وانتزعت منه أجزاء وهبتها لدول غير عربية من خلال مؤامرة مخطط لها بعناية بحيث تزرع بؤر عديدة للخلافات والمنازعات الحدودية واﻹقليمية ، والعمل أيضاً على إيجاد دول مصطنعة تم سلخها من الدولة الأم ، وللأسف لا زالت المؤامرات على اﻷمة العربية والوطن العربي مستمرة لهذه اللحظة ، وإن كنا نرفض وعد بلفور ولا نعترف به ونلوم بريطانيا على هذا الوعدالمشؤوم وننتظر الذكرى السنوية له في كل عام حتى نعبر عن مدى إستنكارنا ورفضنا له كشعوب عربية حرة في كافة أرجاء الوطن العربي الكبير ، بالمقابل ماذا نرى على أرض الواقع ، نرى بعض الدول تسارع إلى التطبيع مع دولة وعد بلفور وذلك رغم إعتراض شعوبها على هذا التطبيع ، والواقع الحالي للأسف يجعلني أتمنى بأن يبقى الأمر عند وعد بلفور وكفى ، ولكن ما أراه من دعم غربي وشرقي لدولة الإحتلال يشير بأن ما هو قادم يتجاوز حدود وعد بلفور إلى وعد أكبر وأكبر ، لأن الوعد المشؤوم هو مجرد خطوة أولى في الطريق إلى تحقيق الحلم المزعوم بخصوص دولتهم الكبرى من النيل إلى الفرات والتى تشير الظواهر بأنه بات قريباً إذا بقي العرب والمسلمين في سباتهم العميق .. فهل سيأتي اليوم الذي نقول فيه للأعداء مبروك عليكم وعد بلفور ونرجوكم بأن تنسوا موضوع دولة من النيل إلى الفرات ، أم لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً ..
إن الله على كل شيء قدير .
الناشط الإجتماعي والمصلح العشائري
احمد مناور معتوق / الزرقاء
3/11/2023