وكالة تليسكوب الاخبارية – بقلم الكاتب مروان العمد
وسوف استكمل حديثي اليوم عن التصرفات الديمقراطية الإسرائيلية ، في موجهة لارهاب الفلسطيني ، والتي ذكرت بعضها سابقاً ، والتي ادت الى تضيق سبل الحياة امامهم ، وتردي اوضاعهم الاقتصادية ، وانعدام فرص العمل ، واهانة شعورهم القومي والديني ، بالاضافة الى اعلانهم القدس عاصمة تاريخية و ابدية لدولتهم ، وتقنين دخول الفلسطينيين الى الاقصى لممارسة شعائرهم الدينية ، مما ادى الى سلسلة من الانتفاضات والمذابح واهمها اولا / لانتفاضة الفلسطينية الاولى ، والتي بدأت إثر حادثة دهس متعمد تعرض لها عدد من العمال الفلسطينيين على معبر ايرز المؤدي الى قطاع غزة ، وذلك بتاريخ الثامن من ديسمبر عام 1987 ، حيث قام سائق شاحنة إسرائيلي بدهس مجموعة منهم ، فقتل اربعة وجرح آخرين .
وعند تشيع جثامينهم في مخيم جباليا ، حصل احتكاك بين المشيعين والقوات الإسرائيلية ، حيث قام المشيعين بالقاء الحجارة على الجنود ، الذين ردوا عليهم بالرصاص الحي .
في الايام التالية استمرت الاشتباكات بين الطرفين وامتدت الى مختلف انحاء فلسطين . وقد سميت هذه الانتفاضة بانتفاضة الحجارة .
لان سلاح المنتفضين للهجوم والدفاع كان هو الحجارة ، واطلق على الاطفال المشاركين فيها اطفال الحجارة .
وقد اعلن اسحاق رابين امام الكنيست بأنه سوف يكسر ايدي واقدام المشاركين فبها .
و هذا ما فعله الجيش الإسرائيلي . واذكر انني كنت في بريطانيا عام 1989 ، عندما شاهدت على التلفاز ، عدد من الجنود الصهاينة وقد امسكوا اثنان من الاطفال الفلسطينيين في منطقة جبلية وهم يقومون بضرب ايدهم من الكوع وارجلهم من الركبة بالحجارة الكبيرة وتكسيرها .
وقد اثار هذا الفيديو تعاطف شعوب العالم مع الشعب الفلسطيني . وكان هذا الفيديو مادة العرض والحوار على جميع القنوات التلفزيونية العالمية على مدى عدة ايام .
وقد استمرت هذه الانتفاضة الى حين توقيع اتفاق اوسلو عام 1993 .
و التي اسفرت عن وفاة اكثر من 1300 فلسطيني على يد الجيش الإسرائيلي ، منهم 90 طفلا ، و 162 على يد المستوطنين .
ونحو 90 الف جريح ، وقد تم هدم واغلاق اكثر من 800 بناية ومنزلًا اثناء القصف ، وهدم 1800 منزلا بحجة عدم وجود رخصة بناء .
وتم اسر ما يقرب من 100000 فلسطيني ، افتتحت لهم العديد من السجون مثل سجن النقب ، وسجن عوفر ، وسجن كتسيعوت ، والتي كانت تفتقر لابسط حقوق الانسان .
وتم اقتلاع 140 الف شجرة من الحقول الفلسطينية .
كما تم في ديسمبر عام 1992 ابعاد 418 ناشطاً سياسيا من حركتي حماس والجهاد الاسلامي الى منطقة مرج الزهور اللبنانية الحدودية .
حيث نصبوا خياماً لهم هناك ، اعتصموا فيها لمدة سنة ، ولغاية توقيع اتفاق اوسلو .
و قتل في هذه الانتفاضة خلال الست سنوات 127 جندي اسرائيلي و256 مستوطن .
ثانياً / مذبحة الاقصى الاولى ، والتي وقعت بتاريخ الثامن من اكتوبر عام 1990 عندما قام جماعة من امناء الهيكل ، وقبل صلاة الظهر .
بوضع حجر الاساس لبناء ما يسمى جبل الهيكل في ساحة المسجد الاقصى ، حيث تصدى لهم المقدسيين ، وحصل اشتباك بين الطرفين ، وتدخل جنود الاحتلال الموجودين في ساحات المسجد واطلقوا الرصاص على الفلسطينيين دون تمييز ، حيث قتل 21 منهم وجرح 250 ، وتم اعتقال 270 آخرين .
وقد تم اعاقة حركة سيارات الاسعاف ، واطلاق الرصاص على بعض الاطباء والممرضين اثناء تأديتهم واجبهم ، ولم يتم إخلاء المصابين الا بعد ستة ساعات من المذبحة .
ثالثاً / مذبحة الحرم الابراهيمي والتي نفذها طبيب يهودي يدعى باروخ غولدشتاين . وهو من اتباع اليهودي المتطرف مائير كاهلنا ، وذلك في فجر يوم الجمعة الموافق الخامس عشر من شهر رمضان لعام 1414 . الموافق 25 فبراير عام 1994 ، وبتواطؤ مع المستوطنين وافراد الجيش الإسرائيلي ، حيث قام باطلاق النار على الذين يصلون صلاة الفجر ، فستشهد منهم 29 مصلياً ، وجرح 150 آخرين ، قبل ان ينقض عليه مصلون آخرون ويقتلوه ، والذي اصبح فيما بعد بطلاً من وجهة نظر بعض اليهود المتطرفين .
رابعاً / مذبحة الاقصى الثانية بتاريخ 1996 / 9 / 23 وذلك بعد اعلان سلطات الاحتلال فتح النفق المجاور للجدار الغربي للمسجد الاقصى ، حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين المواطنين الفلسطينيين وشرطة الاحتلال ، امتدت الى جميع انحاء فلسطين واستمرت لثلاثة ايام ، واسفرت عن استشهاد 51 فلسطينياً وجرح 300 آخرين . ومقتل 15 إسرائيلي وجرح 78 آخرين .
خامساً / الانتفاضة الفلسطينية الثانية والتي اندلعت في 28 سبتمبر 2000 وتوقفت في 8 فبراير 2005 بعد اتفاق الهدنة الذي عقد في شرم الشيخ بحضور الرئيس الفلسطيني المنتخب حديثا محمود عباس ، ورئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون .
وكانت شرارة هذه الانتفاضة هي دخول أرئيل شارون إلى باحة المسجد الاقصى برفقة حرسه المكون من الف جندي ، مما استفز مشاعر جموع المصليين ، ودفعهم الى التجمهر ومحاولة التصدي له ، مما ترتب عليه اندلاع اول اعمال العنف في هذه الانتفاضة .
وفي اليوم التالي قام جنود الاحتلال بفتح النيران على رؤوس المصلين في ابشع مجزرة ، راح ضحيتها 250 فلسطيني ما بين جريح وقتيل .
ثم امتدت الاشتباكات الى جميع انحاء فلسطين ، ويعتبر الطفل محمد الدرة رمزاً لهذه الانتفاضة ، حيث انه بعد يومان من بدايتها ، اظهر فيديو التقطه مراسل قناة. تلفزيونية فرنسية مشاهد إعدام هذا الطفل البالغ من العمر احد عشر سنة والذي كان يحتمي الى جوار ابيه ببرميل إسمنتي في شارع صلاح الدين جنوبي مدينة غزة ( علماً ان شقيق هذا الطفل من الذين لاقوا حتفهم في المجازر التي اعقبت عملية طوفان الاقصى ) .
وقد تميزت هذه الانتفاضة عن سابقاتها بكثرة المواجهات المسلحة ، وتصاعد وتيرة الاعمال العسكرية بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي ، وتنفيذ الكثير من العمليات الانتحارية ، والتي راح ضحيتها حوالي 4412 فلسطينياً بالاضافة الى 48322 جريحاً .
اما خسائر الجيش الإسرائيلي فقد بلغت 334 ،ومن المستوطنين 735 .
بالاضافة الى 4500 جريح من الجيش والمستوطنين . كما تم اعطاب 50 دبابة من نوع ميركافا ، وتدمير عدد من الجيبات العسكرية .
ومرت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة خلال هذه الانتفاضة ، بعدة اجتياحات ومجازر إسرائيلية منها مجزرة الدرع الواقي وامطار الصيف ، والرصاص المصبوب .
وهبة اكتوبر ، ومجزرة جنين ، ومجزرة حي الدرج ، ومجازر عجلين ، وطوباس ، والخليل ، وخان يونس ، ومخيم البرية ، ومخيم جباليا ، وحي الشجاعية ، وشريان القطاع ، وحي الزيتون ، والنصيرات ، ورفح ، ونابلس ، وجباليا ، وبيت لاهيا ، و مجزرة شفا عمرو وغيرها كثير .
كما حصل فيها حصار كنسية المهد ، وابعاد الناشطين الفلسطينيين الذين كانوا محتمين بداخلها الى دول اوروبية وقطاع غزة .
واغتيال الشيخ احمد ياسين ، و وفاة الرئيس ياسر عرفات ، وانتخاب محمود عباس رئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينيةً
يتبع
مروان العمد
١٦ / ٢ / ٢٠٢٤