مايو 2, 2024
اخر الاخباركتاب وأراء

ديمقراطية إسرائيلية و ارهاب فلسطيني / 9

وكالة تليسكوب الاخبارية – بقلم الكاتب مروان العمد

واتابع استعراضي للاحداث التي وقعت في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ عام 1967 وحتي يوم طوفان الاقصى .

وكنت قد وصلت في الحلقة السابقة عند الحادثة الخامسة والمتعلقة بالانتفاضة الفلسطينية الثانية والتي اطلق عليه انتفاضة الاقصى، والتي انتهت عام 2005 واتابع استعراض اهم هذه الاحداث

سادسا / وفي نفس العام قررت حكومة شارون فك الارتباط مع قطاع غزة ، وإخلاء المستوطنات الإسرائيلية الاربعة فيه ، والتي كان يقطنها 8600 مستوطن ، بالاضافة الى إخلاء معسكرات الجيش . وبقي قطاع غزة تحت سيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية وحكومتها ومجلسها التشريعي .

ولكن كان هناك صراعاً شديداً ما بين فتح وحماس .

وعندما جرت الانتخابات التشريعية عام 2006 حققت حركة حماس فوزاً كاسحاً ، وقام اسماعيل هنية بتشكيل حكومة السلطة . الا ان الخلاف استمر بين الطرفين في حرب عرفت باسم حرب الاخوة ، والتي انتهت بسيطرة حماس على قطاع غزة ، وذلك في شهر ايار لعام 2007 . حيث قام قادة الاجهزة الامنية ، واعضاء تنظيم فتح بالهرب الى الضفة الغربية.

 وقد نتج عن هذا الصراع مقتل 318 شخص من الطرفين في غزة والضفة الغربية.

 واقال الرئيس الفلسطيني حكومة هنية ، وكلف سلام فياض بتشكيل حكومة جديدة لم تعترف بها حماس وحكومتها . واصبح هناك حكومة في غزة واخرى في رام الله ، وكل منهما تدعي الشرعية .

وقد جرت الكثير من محاولات الصلح بينهما ، ولكن كان مصيرها الفشل .

الا انهما وعند وقوع اشتباكات مع القوات الإسرائيلية ، كانا يقفان في خندق واحد .

ومن امثلة ذلك حادثة خطف وتعذيب وحرق الطفل محمد ابو خضيره ، حيث انه وبتاريخ الثاني من يوليو عام 2014 وبحدود الساعة الرابعة صباحا، وبينما كان الطفل المذكور والبالغ من العمر 16 عاماً ، والذي يقطن مع ذويه في حي شعفاط بالقدس ، متوجها الى المسجد لاداء صلاة الفجر ، تم خطفه من قبل مستوطنين إسرائيليين كانوا يركبون سيارة ، حيث تم تعذيبه واحراقه وهو حي ، والقاء جثته في احراش دير ياسين .

وقد تبين ان من قام بذلك ستة اشخاص ، وهم حاخام يهودي واثنين من اولاده وثلاثة آخرين . وقد اثارت هذه العملية احتجاجات واسعة في القدس اسفرت عن اصابة 55 مقدسي بجراح على يد شرطة الاحتلال ، وبررت العملية بانها انتقاماً لخطف ثلاثة اسرائليين من قبل مقاومين فلسطينيين ، وجاء هذا الفعل بعد ان حرضت عضوة الكنيست أبليت شاكيا على قتل الاطفال الفلسطينيين .

وقد ثبت بالتشريح الطبي بأن الطفل اُحرق من الداخل والخارج عن طريق اجباره على شرب كمية من البنزين قبل سكب البنزين عليه من الخارج واحراقه .

سابعاً / الانتفاضة الثالثة ، والتي امتدت احداثها ما بين عامي 2015 و 2016 .

والتي كان من اسبابها زيادة الوضع سوءاً في الضفة الغربية ، اثر اقامة الجدار العازل .

والذي اقيم في الفترة من عام 2000 الى عام 2006 ، حيث تم انجاز 402 كم منه ، والذي توقفت تكملته نتيجة الاحتجاجات الدولية عليه . حيث كان من المفترض ان يصل طولة الى 670 كم.  

وقد استخدم هذا الجدار كجدار فصل عنصري بين الفلسطينيين والإسرائيليين .

كما ان السلطات الإسرائيلية زادت من اقامة الحواجز الثابته والطيارة في طرقات الفلسطنيين ، وضيقت عليهم الحركة والعمل ، وزادت من القمع والاعتقال بينهم .

كما زادت من عمليات اقتحام المسجد الاقصى، ووضع العقبات امام المصلين لاقامة شعائرهم الدينية فيه، ومنع مصاطب العلم والاعتكاف بداخلة . وقيام وزير الزراعة الإسرائيلية أوري آرئيل، بمرافقة وحدات خاصة، ومجموعة من المستوطنين، باقتحام ساحات المسجد الاقصى .

ومطالبة الفلسطينين بالاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية ، واستمرار الاستيطان في الضفة الغربية .

ورفض استئناف مفاوضات السلام . وحدثت الشرارة التي اشعلت نيران هذه الانتفاضة عندما قامت مجموعة من المستوطنين اليهود باحراق منزل يعود لعائلة الدوابشه في الخليل في 31 يوليو عام 2015 والذي اسفر عن وفاة الطفل الرضيع علي ، ووفاة والده ووالدته في وقت لاحق نتيجة للحروق التي تعرضوا لها ، واصيب شقيقه ذي الاربع سنوات بحروق شديدة ، وافراج المحكمة الاسرائيلية عن الفاعل بحجة عدم بلوغه السن القانونية .

وقد دانت السلطة الوطنية الفلسطينية هذا الفعل كما دانته مختلف التنظيمات الفلسطينية ومنها فتح وحماس والجهاد الاسلامي ، ودعوا جميعاً للتصدي لهذه الاعمال الوحشية .

مما اشعل هذه الانتفاضة والتي سميت ايضاً انتفاضة القدس الثانية ، او انتفاضة السكاكين.

كونها تميزت بقيام الفلسطينيين بعمليات ضد عسكريين ومستوطنين إسرائيليين باستخدام السكاكين .

كما شهدت ردات فعل عنيفة من الشرطة الإسرائيلية ، وصلت الى درجة اطلاق النار على الاطفال والشباب الفلسطينيين لمجرد الاشتباه بانهم سيقومون بعملية طعن ، واستمرار اطلاق النار عليهم رغم تحيدهم حتى التأكد من وفاتهم.

بالاضافة الى قيام الجهات الامنية بهدم منازل من يقومون بعمليات الطعن هذه بالرغم انها تأوي عائلاتهم .

وقد ادى تكرار هذه العمليات لقيام حركة حماس والجهاد الإسلامي باطلاق الصواريخ باتجاه اهداف إسرائيلية . وقد ردت قوات الاحتلال على ذلك بقصف غزة بالطائرات.

 وقد اسفر ذلك عن هدم الكثير من المواقع الحكومية ومنازل المواطنين وهدم الابراج السكنية ، واتلاف البنية التحتية ، والى مصرع 245 فلسطينينا ، وجرح 12 الف أخرين .

اما خسائر الجانب الإسرائيلي فقد انحصرت في مقتل 35 شخصاً ، وجرح حوالي 500 آخرين .

ثامناً – الانتفاضة الفلسطينية الرابعة / وهي موجة احتجاجات شهدتها الضفة الغربية وقطاع غزة منذ بداية 2021 وحتى الآن .

وقد شهدت القدس الشرقية فيها صدامات ما بين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود مدعومين بقوات الشرطة الإسرائيلية على خلفية قرارات قضائية إسرائيلية بأن يقوم الفلسطينيين بإخلاء منازلهم في حي الشيخ جراح التي يقيمون بها منذ عشرات السنين ، لصالح جمعيات اسرائيلية تدعي انها كانت قد قامت بشرائها.  

وكلنا يذكر ذلك الفيديوا لفلسطينية طردت من منزلها وهي تقول للمستوطن الذي اعطي المنزل له ، هذا منزلي وانت قمت بسرقته ، وكيف رد عليها بقوله لو لم اسرقه انا لكان سوف يسرقه غيري . ورغم تجميد النزاع على هذا الحي بعد ان اثبت الاردن بالوثائق ان هذه المنازل تعود ملكيتها لساكنيها الفلسطينيين ، الا انه لم ينتهي .

وقد كثرت في السنوات الاخيرة عمليات اقتحام المسجد الاقصى وخاصة في شهر رمضان لمنع الاعتكاف فيه .   

وفي السابع من مايو عام 2021 الموافق 25 من رمضان قام آلاف الجنود والشرطة الاسرائيلية باقتحام باحات المسجد الاقصى ، واعتدوا بالضرب على المصلين مما ادى الى اصابة اكثر من مائتي فلسطيني باصابات مختلفة .

وقد تكررت هذه الاعتداءات في شهر رمضان عام 2022 وبشكل اكثر حدة .

يتبع

مروان العمد

١٨ / ٢ / ٢٠٢٤

Related posts

العثور على طفلة مضرجة بدمائها في الموقر

daw daw

من تناقضات الديمقراطية في الاردن

د. هايل الدعجة

مطلوب عماله موسميه في السعودية في موسم الحج لهذا العام عن طريق مشروع الهدي والاضاحي (جزارين – مساعدين – عمال ) .. التفاصيل

daw daw