وكالة تليسكوب الاخبارية – بقلم الكاتب م.محمد عواد الشوبكي
أنا لا أحب المواربة في أي تحليل بل أن اسمي الاشياء بأسمائها. أخشى أن يكون النموذج الغزاوي رسالة لبقية العرب وأقصد هنا الشعوب بأن ما حدث لغزة سيجري تطبيقه على بقية الشعوب .تجويع فتركيع فتطبيع
خطر التطبيع يمر بعدة مراحل وبشكل متوازي .هو استلاب ثقافي وتذويب للهوية العربية والإسلامية كي تتماهى مع الهوية اليهودية بل وتذوب فيها.
الم يقل النبي الكريم “لتتبعن سنن الذين من قبلكم باعا بباع وذراعا بذراع حتى ولو دخلو جحر ضب دخلتموه ” وهو يقصد اليهود .الا يعني ذلك تطبيع من خلال الذوبان في الاخر بحيث تصبح الهوية العربية الإسلامية في مهب الريح وهذا ما تتمناه اسرائيل بعد أن نجحت في التطبيع مع كثير من الأنظمة ولم يتبقى سوى الشعوب.والاخطر من ذلك هو عدوى التطبيع .كيف ؟؟
عندما يدخل يهود دولا عربية بجوازات وجنسيات عربية ويتغلغلو في ثنايا المجتمع العربي وعدة دول بحجة التجارة فهذا هو عدوى التطبيع بعينه.
درس غزة أن نجح لا سمح الله فهو رسالة لبقية الشعوب ولا اخال أن معظم شعوبنا ستمر بالتجويع عينه الذي مرت به غزة بل سيشن عليها تجويع من نوع اخر اقتصادي . من غلاء وخلافه وهو تجويع بعينه كي ترضخ للتطبيع مع العدو ودرس غزة ماثل للعيان لهذه الشعوب العربية.
الضربات الحوثية على الرغم من تعصبها لاهل غزة .لم توقف عدوان الكيان على غزة بل زادت من وتيرته ومزيد من المجازر وتأثراقتصاد الغرب أكثر من اقتصاد الكيان . بل ان تأثر الكيان لا يكاد يذكر للاسف .وقد يكون الهدف تطبيعي لا اكثر .كيف ؟!
هذا سيجعل من الطريق البري البديل والذي سيمر بعدة دول عربية جسرا للتطبيع وتتقبل الشعوب العربية التي تمر البضائع برا من خلال أراضيها إلى الكيان تتقبل نفسيا فكرة التعامل مع اليهود .فالموضوع ليس موضوع خط بري بدلا من البحري بل هو أبعد من ذلك أن يكون جسرا للتطبيع ما بين الكيان والشعوب العربية للاسف!
امريكا وبريطانيا تغازل الحوثي في قواعد الاشتباك تماما مثل مايحدث بين حزب الله ودولة الكيان .وامريكا وبريطانيا لو أرادت حسم موضوع الملاحة في البحر الاحمر وباب المندب فهي تستطيع ولكن هذا يصب في صالح التحويل من الخط البحري نحو البري .لذلك هي ليست في عجلة من أمرها بالنسبة للتهديد الحوثي الذي ربما أوحى للحوثي البعض بأن هذا يصب في صالح غزة فوقع في الفخ الغربي من حيث لا يدري! وستستمر هذه المسرحية إلى ان يتحقق الخط البري .تماما كمسرحيات القاعدة وداعش ومسرحية السودان الذي هو في طريقه للسودنة كاللبننة أي النموذج اللبناني .والسودنة هي النموذج الذي سيطبق على بقية دول شمال إفريقيا ومنها مصر للاسف فهي في مهب العاصفة والمستهدف الاول بعد غزة فهي بين مطرقة الخط البري وسندان تعميم النموذج السوداني عليها ونأمل أن تفلت الشقيقة مصر من هذه المكيدة مع التذكيربتكالب دول مصب النيل عليها كاثوبيا وربما حسنت مصر علاقتها مع كينيا لتدفع مكيدة اثيوبيا .فهم ليسو سواءا . وتحاول اثيوبيا من خلال ذلك ملئ الفراغ المصري على البحر الاحمر واستغلال سد النهضة ضد مصر بالتنسيق مابين الكيان الصهيوني وحكومة اثيوبيا.
هي مسرحيات تحاك ضد العرب ما أن ينتهي الدور المطلوب إلى أن يسدل عليها الستار والانتقال للخطوة أو الخطوات التي تليها وهي للاسف لا تصب في صالح العرب .
الموضوع اخطر وأعمق من موضوع غزة هو مقدمة لما بعدها وما يجري من مجازر في السودان على سبيل المثال لا الحصر لا يكاد يذكر مع ما يجري في غزة من مجازر .بل هو نزر يسير!
ومع صعود حزب مهارتا بقيادة مودي المتطرف في الهند مع حزب نتنياهو اليميني فقد اكتملت الحلقة في تبادل المصالح الجيوسياسية خدمة لكلاهما والكيان بالتحديد . فكلاهما يقوم على الفصل العنصري والغاء الآخر . مع التنويه أن الهند لم تخلو من الاحرار المتعاطفين مع قضية فلسطين كحزب المؤتمر بقيادة انديرا غاندي وأبو الهند عدو الاستعمار البريطاني وأبو الاستقلال المهاتما غاندي ولكن للاسف عهد هؤلاء قد ولى وإلى غير ذي رجعة.
الخط البري من الهند مرورا بدول عربية ومن ثم اسرائيل .سيجعل الهند شريكا اقتصاديا بل وعسكريا مع الكيان .فهو سيجمع البضائع من كل آسيا وتمر عبر الكيان لكل دول العالم عبر أوروبا ويجعل من الكيان من يتحكم في اقتصاد العالم مع نهب غاز غزة والقضاء على قناة السويس وتركيع مصر اقتصاديا بالإضافة للهدف الأسمى من كل ما يجري وهو التطبيع مع الشعوب العربية وهو مدخل للشرق الأوسط الجديد وصفقة القرن واختراق لبلاد الحرمين وهو غاية المنى لليهود في تحقيق حلم اسرائيل الكبرى .فماذا نحن فاعلون ؟!
م. محمد عواد الشوبكي