أبريل 30, 2024
اخر الاخباربنوك وشركات

صباحيات في ظلال معركة طوفان الأقصى (176)

وكالة تليسكوب الاخبارية – بقلم الدكتور سليمان الرطروط

سُورَةُ الْـمُمْتَحِنَةِ أو سُورَةُ الْـمُمْتَحَنَةِ من السور المدنية، وعدد آياتها 13، والامتحان المراد به سؤال المؤمنات اللواتي هاجرن بعد صلح الحديبية للمدينة المنورة أن سبب الهجرة الفرار بالدين، وليس لأي سبب آخر، مثل كراهية الزوج ” سُئِلَ ابن عباس: كيف كان امتحان رسول الله ﷺ النساء؟ قال: كان يمتحنهنّ بالله ما خرجت من بغض زوج، وبالله ما خرجت رغبة عن أرض إلى أرض، وبالله ما خرجت التماس دنيا، وبالله ما خرجت إلا حبًّا لله ورسوله”
وتبرز أيضا أحداث ووقائع عدة في المجتمع المدني المسلم، يظن المرء استحالة وقوعها، ولذا تشير السورة في مطلعها لما حصل من حاطب بن أبي بلتعة عندما أرسل مع سارة مولاة لبعض بني عبد المطلب كتابا لقريش يخبرهم بقدوم رسول الله ﷺ لفتح مكة بجيش لا قبل لهم به “يا معشر قريش فإن رسول الله ﷺ جاءكم بجيش يسير كالسيل، فوالله لو جاءكم وحده، لنصره الله، وأنجز له وعده، فانظروا لأنفسكم، والسلام”
وقد أخبر الوحي رسول الله ﷺ بذلك، وبعد تفتيش المرأة اخرجت الكتاب.
وعند استدعاء حاطب بين يدي الرسول ﷺ اعترف بعمله، وقال: «يا حاطب ما حملك على هذا؟» فقال: يا رسول الله أما والله إني لمؤمن بالله ورسوله، ما غيّرت وما بدّلت، ولكني كنت امرأً ليس لي في القوم من أصل ولا عشيرة، وكان لي بين أظهرهم ولد وأهل، فصانعتهم عليهم. فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، دعني أضرب عنقه، فإن الرجل قد نافق – أي خالف الأمر -، فقال رسول الله ﷺ : «إنه شهد بدرا، وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع على أصحاب بدر يوم بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» فنزل قوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ ﴾
وقد ذكرت السورة إبراهيم عليه السلام مثالا للتبرء من الكفر والشرك وأهله، وأمرت المؤمنين الاقتداء به.
وقد جعلت الآيات من أسباب عداوة المؤمنين لكفار قريش إخراج الرسول ﷺ والمؤمنين من ديارهم، والاعتداء عليهم بالقول والفعل.
وأما الذين لم يُخرجوا المؤمنين من ديارهم، ولم يُظهروا العداوة لهم، فالواجب على المؤمنين أن يحسنوا إليهم بكل أشكال البر والإحسان ﴿ لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾
فأهل الإيمان والإسلام دعاة محبة وسلام، ورفع للظلم عن الناس جميعا، ومرحب بكل من توافق معهم في قيم العدالة والإنسانية.
وفي ظل المعركة الحالية فإن أهل الأرض المقدسة بحاجة لكل نصير ومعين وداعم لرفع الظلم عنهم، وإحقاق الحق، ولا يلتفت إلى دينه أو مذهبه، ما دام لم يظهر العداء للمؤمنين. وأما الذين أخرجوا المؤمنين من ديارهم وأموالهم، وسفكوا الدماء البريئة، فلا ينبغي موالاتهم بأي صورة كانت، وكذلك كل الذين ناصروهم وأعانوهم على الظلم.

الأرض #المقدسة

الطائفة #المنصورة

سليمان_الرطروط

https://www.facebook.com/share/p/4mRwK7f9XS3dt1Su/?mibextid=xfxF2i

Related posts

مذكرة تفاهم بين جيدكو والجامعة الألمانية الأردنية لتعزيز ثقافة الريادة

daw daw

15 / ديمقراطية إسرائيلية وارهاب فلسطيني

مروان العمد

ترقية الدكتور الخصاونة إلى رتبة استاذ دكتور

daw daw