وكالة تليسكوب الاخبارية
موقف اردوغان كان صدمة لمن يرونه سلطاناً عثمانياً..
ولمن يرونه نموذجاً إسلامياً
لكنه لم يكن صادماً لمن يرونه سياسياً ؛ يساوم و يناور
و يبيع و يشتري
ويلعب بالأوراق
اذا فهمت التالي ستترتب الأفكار في رأسك : أردوغان كان مصدوما من الحدَث ..
ولم يستطع تصدير موقف لفترة طويلة بعد ٧ اكتوبر..
و كانت قراءته وفريقه لما حصل انه سيتسبب بتراجع استراتيجي للقضية الفلسطينية.
اردوغان تعرض لضغوط من ناحية و اغراءات من ناحية أخرى ( عصا و جزرة) كي يكون موقفه منسجما تماماً مع حليفه الاميركي؛
*انتبه هنا ان الاميركان وقت الحرب لا يسمحون لحلفائهم بمواقف بعيده عن الموقف الاميركي- ولذلك تكفلت تركيا بتمرير الدعم اللوجستي لاسرائيل من الغاز والبترول.. وحتى الخضار.
اردوغان كسياسي واقعي قدّم المصلحة التركية (القومية)على المصلحة الفلسطينية (الأمّة) .
وقدم مصلحة ( ٧٠ ) مليون تركي على مصلحة ( ٢ ) مليون غزي.
وقدم صمود اقتصاد تركيا و ليرتها .
على دعم غزة – وهو يعلم انه بالمحصلة لن يكون اكثر من دعم معنوي وصوت مرتفع لأن السقف الاميركي لا يسمح بأكثر من ذلك ..
ومن زاوية الحسابات السياسية يمكنك ان تتفهّم موقف اردوغان هنا !
لكن وبذات الوقت..
اردوغان كسياسي شعبوي كان يجب ان يفعل شيئا.. لذلك :
في الوقت الذي مرر لإسرائيل كل ماتحتاجه من دعم لوجستي حوّل القضية الى ملاسنة شخصية مع نتنياهو وأشبعه شتماً في كل خطاباته – التي افتقدت المعنى !
منقول