أبريل 24, 2024
اخر الاخبارسلايدر رئيسيةكتاب وأراء

مسجد باتومي … بقلم النائب سعود ابو محفوظ

وكالة تليسكوب الاخبارية

مدينة باتومي المسلمة في جورجيا ” لؤلؤة البحر الاسود ” ليس فيها الا مسجد  واحد لصلاة ستين الفا من اهلها  الذين يصلون في الشوارع  يوم الجمعه.

باتومي عاصمة جمهورية اجاريا المسلمة السابقة ، والتي اجتاحتها جحافل القياصرة بعد الخلاص من المسلمين الشركس، فغيروا واقعها الديمغرافي الذي اعترفت به معاهدة قارس  مع الاتحاد السوفياتي لعام 1921م، ولكن الروس هدموا مساجدها ومعالمها الاسلامية ،ولم يتبق الا جامع اورطا  في وسط البلد، الذي شيدتة عائلة أصلان بيك من نبلاء  المسلمين الاجار في1886م.

دخلت جيوش عمر الفاروق  باكو على بحر قزوين ، ودخلت جيوش عثمان  جورجيا عام 654م،ولاحقا كانت العاصمة تبليسي هي بوابة العرب التجارية نحو اوروبا ،وثغرهم الجهادي ضد دويلة الخزر اليهودية شمال قزوين،  ولكن الغزو الفارسي الصفوي لجورجيا عام 1555م  والمتحالف مع الكاثوليك في غرب اوروبا زعزع  الوجود العثماني  في المنطقة .

لقد تظاهر مسلمو باتومي  مرارا ومطلبهم يتلخص في  اعادة بناء مسجد العزيزية الذي بناة السلطان عبد العزيز الثاني، ودمرة الشيوعيون عام 1940م. لم تشفع تواقيع 1200  من رجال المدينة لان  مقاومة الكنيسة الارثوذكسية  كانت حاسمة  بدعوى الحفاظ على الهوية الجورجية  مع ان الاجاريين هم اهل البلد الاصليين ، وتحتج الكنيسة بأنهم يملكون 200 مسجدا  في المقاطعه مقابل 50 كنيسة ، في تزييف للحقائق توطئة  لتنصير الجيل الجديد ، وتكبيل القديم وتمييع العقيدة في نفوسهم ،وقد نجحوا في ذلك بشكل ملحوظ في جورجيا بالذات.

جمع الاهالي نصف مليون دولار واشتروا ارضا لبنا ء مسجد جديد ، لكن الموافقة متعذرة بسبب تعنت السلطات الخاضعة تماما للقرار الكنسي الصارم، وانقضت ثلاثون عاما من المطالبات لمجرد بناء مسجد واحد ،مع ان تركيا العلمانية رممت مئات الكنائس  وسمحت بكنيسة لكل 400 مواطن مسيحي وهي من اعلى النسب في العالم.

وتعتبر باتومي من اكثر المدن الجورجية نموا بسبب موقعها السياحي الرائع ،ولم يشفع للمسجد عشرات الوف المصلين ،ولا ملايين السياح المسلمين، ولا وجود الاستثمار التركي 70% من المجموع الاستثماري، ولا تسامح الاسلام طيلة 14 قرنا،حيث حافظ على كل الكنائس والاوابد الارثوذكسية النادرة ،مقابل ذلك تحتج الكنيسة  على كل منزل للمسلمين تقام فية صلاة الجماعة خشية تحوياة الى مسجد. ان مليون مسلم جورجي من اعراق قفقاسية مختلفة يتطلعون الى لمسة  تسامح  وفرها الاسلام سابقا لان دين السماء ، وتقتضيها مصلحة التعايش البشري  في العصر الحاضر، القائم على الاننفتاح والتواصل والتسامح والتصافح ،وبعض الكنائس الغربية تتسم بذلك والكنيسة الشرقبة اولى بهذة القبم.

النائب سعود   سالم  علي ابو محفوظ.

16/7/2020م.

Related posts

الشبول : 220 ألف حساب وهمي استهدف الأردن من جهة خارجية

daw daw

فشل القبة الحديدية في التصدي للصواريخ من غزة

daw daw

الاتحاد الآسيوي يغرم مرضي 1500 دولار بسبب “قضية الشرفاء”

daw daw