مايو 25, 2024
كتاب وأراءمقتطفات تلسكوب

نظنه مِن سفاسف الامور…

وكالة تلسكوب الاخبارية – بقلم الكاتب محمود الدباس

في قصة يذكرها الكثيرون للعبرة.. يحكى أن شيطانا أراد الرحيل من مكان كان يسكن فيه مع أبنائه..

فوقعت عين أحد أولاده على خيمة فقال.. لا أُغادرن حتى أفعلن بهم الأفاعيل..

فذهب إلى الخيمة.. فوجد بقرة مربوطة بوتد.. ووجد امرأة تحلب هذه البقرة.. وكان طفلها بجانبها.. فقام فحرك الوتد.. فخافت البقرة وهاجت.. فانقلب الحليب على الأرض.. ودهست ابن المرأة بأرجلها فقتلته..

فغضبت المرأة.. فدفعت البقرة وضربتها بشدة.. وطعنتها بسكين طعناً مميتاً.. فسقطت البقرة وماتت..

فجاء زوجها فرأى طفله والبقرة على تلك الحال.. فطلق زوجته وضربها.. فجاء قومها فضربوه..

فجاء قومه فاقتتلوا واشتبكوا..

فتعجب الشيطان.. وقال لولده ويحك.. ما الذي فعلت ؟!..

رد الشيطان الصغير.. لا شيء.. فقط حركت الوتد..

هذه القصة تجعلنا نقف متدبرين حال الكثير منا.. يقول بضع كلمات.. او يتصرف تصرفا بسيطا لا يلقي له بال.. او يومئ بحركة لا يكترث بها.. ويظن ان ما قاله او فعله شيء من الامور البسيطة او تحت ما يسمى توافه الأمور وسفاسفها.. ولا يعلم ما قد يسببه في نفس ونفسية الاخرين مِن وقع جميل او سيء.. ولا يعلم ما قد يدخله في عقول وظنون الاخرين.. ولا يعلم ما سوف يتم بناءه عليه في مخيلة مَن شاهد او سمع..

فكم من امر ظنناه لا يرقى الى التصرف العفوي.. تم نسج قصص وحكايات عليه.. وبُنيت عليه آمال واحلام.. وتسبب بكوارث على اناس وخراب وضياع لعائلات.. وكثير من خيبات الامل..

لذلك دوما اقول.. لا تغضب من اي ظن او همزة او لمزة تسمعها عنك.. بل عاتب واغضب من نفسك وحاسبها لما قالت او تصرفت او أشعرت الاخرين بما جعلهم يظنون ما ظنوا..

ولِتدرب وتضبط نفسك على متى ومع من تتصرف باريحية.. او تتكلم بما يجول في خاطرك.. او تقف معه وتعطيه من وقتك وجهدك ومكانتك.. او حتى تبتسم في وجهه وتريه اسنانك الناصعة.. فليس “تبسمك في وجه اخيك صدقة” نطلقها على مصراعيها.. ونتحجج بها لتوزيعها على اي كان..

ابو الليث..

Related posts

التنمية تطلق رحلة عمرة لـ400 يتيم ويتيمة

daw daw

وسائل إعلام عن مسؤولين أمريكيين : الرصيف العائم تحرك نحو سواحل غزة

daw daw

تفاصيل المنخفض القادم يومي الأربعاء والخميس

daw daw