وكالة تليسكوب الاخبارية – بقلم الكاتب د هايل ودعان الدعجة .

كلما تابعنا او  التقينا بشخصيات رسمية معنية ومهتمة بايصال رسائل الجهات الرسمية والترويج لها ، والتي تمثل ما ترى انها ايجابيات او انجازات او نجاحات قد تحققت وتستحق ان تنشر ليكون المواطن بصورتها . فسرعان ما يخطر ببالنا الوسائل والادوات التي تستخدمها هذه الجهات في عملية الترويج  هذه ، وذلك من خلال اعتمادها على نوعية من الاشخاص غير المقبولين وغير المرغوبين شعبيا لاداء هذه المهمة  .. وربما هناك من يتطوع من هؤلاء الاشخاص  ومن تلقاء نفسه لممارسة هذا الدور  .. وإذ بالنتائج عكسية وسلبية ولم تأت كما خطط لها . في اشارة الى ان رسالتها لم تصل ولم تحقق الاهداف المرجوة منها ، وذلك بسبب اعتمادها على هذه النوعية من الشخصيات الفاقدة للمصداقية والثقة الشعبية  .. والتي لا يعيرها الشارع الاردني اي اهتمام ولا يلتفت لها ولا يهتم بكتاباتها ولا بارائها ، لمعرفته المسبقة بها وبكتاباتها ومواقفها التي يرى بانها مدفوعة الثمن ورهينة المصالح الخاصة . الامر الذي يتطلب من الجهات الرسمية اعادة التفكير بطريقة مخاطبة الشارع الاردني بالموضوعات والقضايا التي تعتبرها هامة وتسعى الى وضعه بصورتها ، وذلك بعيدا عن هذه الادوات المستهلكة والمرفوضة شعبيا والتي ملها المواطن ولا يتابعها ..

في المقابل هناك من الشارع نفسه من يعطي لنفسه الحق .. بمخاطبته في قضايا محلية وعربية واقليمية ودولية ، ومن موقع الوصي عليه .. بلغة الناصح له باتباع ما يطرحه من افكار واراء ونصائح حيالها  ، مفترضا ان ما يقوله هو الصحيح ويستحق الاهتمام .. مع انه غير مقبول من قبل المواطن، الذي لديه فكرة تامة عنه ، ويعرف حقيقته .. وحقيقة مواقفه المتطرفة والابتزازية والمستفزة منها ومن غيرها من القضايا .. لا بل ويعطي لنفسه الحق في تقييم الاخرين ومواقفهم وارائهم ، وفقا لمعياره الذي اتخذه مقياسا للحكم عليها . لدرجة الشعور بان احدا لا يجوز له طرح رأيه او موقفه حيال اي موضوع او قضية مطروحة ، الا من خلاله وبعد ان يستأنس ويأخذ برأيه ويستأذنه للسماح له بذلك . في الوقت الذي يدعي فيه مراعاته واحترامه للغة الحوار والديمقراطية واحترام الراي الاخر .. مع انه ابعد ما يكون عنها ، وان من يخاطبهم يعرفون ذلك .. ويعرفون زيفه وكذبه وحقيقته .. وبالتالي كيف لهم ان يقتنعوا او يتقبلوا افكاره ونصائحه .. ؟. وكيف اقنع نفسه اصلا  والناس بصورة كاملة عنه .. ان يعتلي منبر الوصي عليهم في قضايا وامور تهمهم ، وهو اصلا ليس اهلا للخوض فيها .