مايو 20, 2024
اخر الاخباركتاب وأراء

هل يصبح فاتح أربكان خليفة أردوغان

وكالة تليسكوب الاخبارية – بقلم الكاتب سعو ابو محفوظ

صاعدا كالسهم كان انطلاق السياسي التركي الواعد فاتح أربكان الذي سجل حضورا لافتا، وجدد سيرة ومسيرة والده الزعيم الكبير الدكتور نجم الدين أربكان مؤسس الإسلام الحركي ورائد الصحوة الإسلامية في تركيا، ففي أول مشاركة برلمانية له تجاوز أكثر من ثلاثين حزبا وحصل على 2.86 % من اصوات الداخل، وهي النسبة التي لم تستطع أحزاب عريقة تحقيقها طوال حياتها السياسية مع ان هذه النسبة لم تحقق له الا خمسة مقاعد بسبب النظام المعقد للانتخابات.

  استطاع فاتح أربكان ان يتجاوز حزب السعادة، وحزبي المستقبل والتقدم برئاسة أحمد داود اوغلو وعلي باباجان الذين ترشحت أحزابهم الثلاثة ضمن قائمة حزب الشعب العلماني ولم تحدث فارقا في الأصوات الكلية للمعارضة ، والمبهر انه حصل على أصوات في كل الولايات على اختلاف البيئات، ففي ملاطيا حصد 9,2% من الأصوات وكذا في كثير من ولايات الاناضول، أما في اسطنبول فكان حاضرا في كل المناطق حيث وصلت نسبته في ارنأوط كوي إلى 66،5% من الأصوات، وفي بورصة 4% وفي قونية 1،5% وفي كهرمان مرعش المنكوبة 4،5%.

  ان حزب الرفاة الجديد فاجأ الوسط السياسي بحضورة الإسلامي الملتزم كحزب مؤطر صاحب هيكلية محكمة وتربية رصينة وحركة سديدة ونهج قويم وخط مستقيم لم يتلوث، لذلك بادله الناخب التركي وفاء بوفاء وأقبلوا على صناديقه حتى في العاصمة، ويكفي انه في اسطنبول الكبرى حصل على 4,54%  في حين لم يحصل حزب الشعب الجمهوري الا على 23,91% من مقاعدها مقابل 4,44% للحزب القومي العريق, اما الحركة الشيوعية فلم تصل الى اثنين في الالف!!!.

 وعندما توعك اردوغان أثناء الحملة الانتخابية لم يكلف الا فاتح أربكان لينوب عنه في مهرجان سيواس المحسومة لاروغان، وفي هذا مغازي ومعاني وفيه من الوفاء للراحل المؤسس الذي عانى بلا حدود، وفيه الأمل في المستقبل الواعد لهذا الزعيم الصاعد، لقد التفت مجاميع الاسلاميين في الاناضول حول شخص الرئيس أردوغان الذي لم يؤسس حركة اسلامية تربوية دعوية تحتويهم بالمعنى المعروف ولكنه مأسس حزبا طلائعيا نهض بالأمة التركية والشعب التركى ليحلق في مدارج الصعود، والناس أخذت تتطلع إلى من يخلفه لحمل الراية في الثغور التركية ذات الأوضاع الجيوسياسية بالغة التعقيد.

  ان الارث الذي تركه اربكان في محاولاته المتوالية لاستئناف الحياة الاسلامية، والاداء الحسن لحزب الرفاة الجديد يمهدان الطريق أمام هذا الزعيم الاسلامي ليشق طريقة وسط الزحام لرفع الراية التي صنعها والده وحلق بها أردوغان.

سعو ابو محفوظ

 

 

Related posts

قس يوناني يمتدح أردوغان بسبب آيا صوفيا: لقننا درسا

daw daw

مصادر عسكرية إسرائيلية : “الجيش في خطر و تنتقد عدم اتخاذ قرارات حاسمة

daw daw

إذا عندك هموم أو تحديات فهذا المقال لك

م. أحمد نضال عواد