مظلوم وجد نفسه داخل السجن …

وكالة تليسكوب الاخبارية – بقلم الكاتب ماجد الخواجا
أدخلوه لأحد المهاجع وبدأ يصرخ طالبا إطلاق سراحه.. وصل الخبر لمأمور السجن الذي أزعجه صوت السجين وأخرجه من مزاجه العالي .. طلب أن يتم وضع المظلوم في زنزانة انفرادية.. اشتد صراخ المظلوم ولم يعد المأمور قادرا على احتمال هذا الصراخ .. طلب إدخال ثعبان في الزنزانة.. هاج المظلوم وارتج السجن لصرخاته.. عاود المأمور فأدخل على المظلوم بضع عقارب مع أرانب مع فئران مع قطط مع كلب مع دجاج .. لم يعد المظلوم قادرا على الصراخ بسبب حالة الانتكاسة التي أصابته.. بعد أيام ذهب المأمور إلى زنزانة المظلوم يسأله عن أحواله.. قال المظلوم ارجوك أن تخرج الحيوانات من عندي .. قال المأمور سنخرج حيوانا كلما هدأت ورضخت لمطالبنا.. وهكذا حالنا مع الحكومات.. أذكر أننا خرجنا صارخين عند قيام إحدى الحكومات بإجراء بعض التعديلات وهي كلمة مخففة عن التشدد في القيود.. كان هو قانون المطبوعات والنشر في تسعينيات القرن الماضي .. وتوالت التعديلات ووضع القوانين والتشريعات المقيدة للحريات حتى وصلنا إلى هذا القانون الغريب من أساسه فكيف مع تعديلاته.. قانون يعيدنا إلى ما قبل العهد العرفي.. قانون يشتبك مع كافة القوانين ومع نفسه .. سيخلو المشهد الإعلامي من أي نقد للمسؤولين.. وسنعيش في دولة الخوف برعب أو باستسلام أخير .. حزين لمن يبرر كل هذا الجور بذريعة ضبط الانفلات والفوضى.. تماما كما هو الحال مع قانون السير حيث يعاقب 95% من الشعب بجريرة فئات منفلتة يمكن ضبطها عبر القوانين النافذة ودون الحاجة للتشدد الجزافي في نحت 60 عقوبة جديدة تزيد من اكتظاظ السجون ولا تحل مشكلة بقدر ما تعمل على توتير المجتمع وتهديد السلم المجتمعي .. حزين لأنه لن يعد بمقدورنا أن نؤشر على الكحل في العيون.. صباح تبخرت فيه ما تبقى من حرية الكلمة ..
ماجد الخواجا