وكالة تلسكوب الاخبارية
الحرب الميدانية حيال معاقل حماس في خان يونس وحيال جيوب المقاومة المتبقية في شمال القطاع، هي الأساس. وتجري في هوامشها معركة نفسية حيال جماهير مختلفة: واحدة حيال ما تبقى من الذراع العسكري لحماس؛ وثانية حيال السكان في غزة؛ وثالثة حيال الجمهور في إسرائيل؛ ورابعة حيال عائلات المخطوفين؛ وخامسة حيال الإدارة والرأي العام الأمريكي.
عندما تنشر صور مئات من الرجال الغزيين يقتادون في الشجاعية المدمرة وليس عليهم إلا لباس سفلي فهذا يفترض أن يفرح الجمهور الإسرائيلي إذ يدفع الحماسيين إلى الاستسلام. المنفعة واضحة إزاء الإسرائيليين؛ أما إزاء الغزيين فهي أقل وضوحاً؛ فالصورة تذكر بطوابير القردة في الحرب في لبنان عام 1982، التي كان فيها الكثير من الوحشية وصفر منفعة. تحدث عملية مضادة في وسائل الإعلام العالمية: الجيش الإسرائيلي يعرف هذا، لكنه لا يعرف كيف يصلح الأمر.
عندما ينشر فيلم ميدان فلسطين المحفور، مع شمعدان وعلم إسرائيل في وسطه، فثمة إسرائيليون يخطئون في رؤية صورة نصر فيه. وهم ينسون أن الجيش الإسرائيلي لم يدخل إلى غزة كي يحتلها. إذا رفرف علم إسرائيل بعد بضعة أشهر فوق ميدان فلسطين في غزة، فسنكون عالقين بشكل عظيم.
أفهم لماذا يحب المقاتلون هذه الصور؛ كلنا بحاجة إلى لحظة رحمة. لكن يوجد ما هو أساسي في الحرب وما هو تافه.
ينتظر المخطوفون البشرى في هذه الأثناء. هناك خوف من أن المحاولة الأخيرة لإنقاذ مخطوف كلفت مقتله. على ما يبدو ليس هناك مفر من استئناف المفاوضات. المخطوفون أولاً؛ والإعلام بعد ذلك.
ناحوم برنياع
يديعوت أحرونوت 11/12/2023