مايو 13, 2024
اخر الاخبارسلايدر رئيسيةعربي دوليمقتطفات تلسكوب

إعلام إسرائيلي يكشف غاية واشنطن من دعوة غانتس لزيارتها

وكالة تليسكوب الاخبارية

قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن دعوة الإدارة الأمريكية للوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس لزيارة واشنطن، هي “رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو”.

ورأت الصحيفة أن زيارة غانتس إلى واشنطن “تظهر حتما أن هناك شخصا في الحكومة الإسرائيلية يجد المسؤولون الأمريكيون أنه يستحق ثقتهم، بعد إضافة الأشهر الخمسة الماضية إلى عدم الثقة والشك تجاه نتنياهو”، مشيرة إلى أنه سبق وأن قام غانتس بـ”زيارة سرية إلى واشنطن قبل أيام من هجوم 7 أكتوبر عندما كانت إدارة بايدن تحاول الدفع بالعلاقات الإسرائيلية السعودية نحو التطبيع”.

ولفتت إلى أن “اجتماع غانتس مع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان سوليفان في ذلك الوقت، وكان في حينها مجرد رئيس لحزب معارض، بعث برسالة واضحة إلى نتنياهو والمؤسسة السياسية الإسرائيلية والشرق الأوسط الكبير على حد سواء مفادها أن هذا هو الرجل الذي يعتقد الرئيس جو بايدن أنه قادر على المساعدة في وضع إسرائيل على المسار المتوافق مع أهداف السياسة الأمريكية”.

وقال مسؤول في البيت الأبيض عن اجتماع غانتس المزمع مع نائبة الرئيس كامالا هاريس إنه “جزء من جهودنا المستمرة للتعامل مع مجموعة واسعة من المسؤولين الإسرائيليين بشأن الحرب في غزة والتخطيط لليوم التالي”.

وأوضحت الصحيفة أن “الأميركيين يستمرون في الإصرار علنا على أن نتنياهو هو رئيس الوزراء وسيتعاملون معه على هذا النحو، بغض النظر عن الاختلافات السياسية، كما أنهم لم يعترفوا قط بمقاطعتهم لنتنياهو، الذي فشل في تأمين دعوة لزيارة واشنطن”. 

وتقول المحلّلة السياسية في صحيفة “معاريف” آنا برسكي إنه من أسباب بقاء بيني غانتس في حكومة الطوارىء إلى جانب نتنياهو الموقف الأمريكي بضرورة عدم مغادرته القيادة الآن، وهناك عوامل أُخرى طبعاً، أحدها أنه ليس “مشروعاً أمريكياً”، بل هو شخصية سياسية مستقلة، ولديه رفاق في الحكومة وطاقم مستشارين، وله اعتباراته الخاصة. وتُظهر استطلاعات الرأي أن أغلبية مؤيديه يريدون استمرار تعاون “المعسكر الرسمي” مع حكومة نتنياهو. وبرأيها لا تزال نهاية الحرب بعيدة، ولا يزال المخطوفون في غزة، و”حزب الله” يواصل هجماته على مستوطنات الشمال، والقرار بشأن الجبهة الشمالية لم يُتخذ بعد.

 وتضيف: “ومن أي زاوية ينظرعبْرها الجمهور إلى الصورة، فإنه يعتقد أن مغادرة غانتس الحكومة، والذهاب بالدولة إلى الانتخابات، ليسا الخطوتَين الصحيحتَين الآن”. ولهذا السبب تعتقد برسكي أن غانتس لا يزال يقوم بدور المُسعف، ولا يتخذ خطوة لا يمكن العودة عنها، لكن ليس هذا كل شيء؛ فالمكوّن الأمريكي مهم في السياسة التي يختارها رئيس “المعسكر الرسمي”، وظاهرياً، تلتقي مصلحة الإدارة الأمريكية مع مصلحة غانتس ورفاقه، ومن المعقول افتراض أنه لم يكن من الصعب على غانتس إطلاع نتنياهو على رحلته القريبة إلى واشنطن بعد ترتيبها، وليس قبل ذلك.

وطبقاً لبرسكي، يجني غانتس هنا ربحاً مضاعفاً، إذا لم يكن أكثر؛ فزيارته السياسية إلى الولايات المتحدة (وبعدها إلى بريطانيا) التي تشمل سلسلةً من الاجتماعات مع كبار المسؤولين في إدارة بايدن، وأطرافاً من الحزبَين، الجمهوري والديمقراطي، تساهم مساهمة كبيرة في تعزيز صورته المستقلة والقيادية التي تتقدم في استطلاعات الرأي أسبوعاً بعد أسبوع.

فرّق تسد
وترى أن الزيارة السياسية إلى واشنطن لا تسلّط الضوء فقط على استقلالية غانتس، وتميّزه عن نتنياهو وشركائه من اليمين فحسب، بل أيضاً تجعل منه المرشح الأول لرئاسة الحكومة في إسرائيل، كما تعزز الزيارة موقع غانتس أمام المسؤولين الأمريكيين كشخصية سياسية قوية وقائدة في إسرائيل، وحتى الآن، فإن هذا بمثابة ربح خالص له.

الزيارة السياسية إلى واشنطن لا تسلّط الضوء فقط على استقلالية غانتس، وتميّزه عن نتنياهو وشركائه من اليمين فحسب، بل تجعل منه المرشح الأول لرئاسة الحكومة

وتتابع: “لكن يوجد أيضاً رابح آخر، وهو الجانب الأمريكي؛ فبعد تسريبات كثيرة، ومجموعة تلميحات جاءت من طرف الإدارة الأمريكية، وتوجهت إلى نتنياهو، وكلّها أعربت عن استياء الرئيس الأمريكي، جو بايدن، والمقرّبين منه بسبب سلوك حكومته والعناصر اليمينية المتطرفة فيها، وعن عدم قدرة الإدارة الأمريكية وعدم رغبتها واستيعابها لهذا السلوك، بعد هذا كلّه، حان الوقت الآن للانتقال إلى المرحلة التالية: فرّقْ تسُد”.

وترى أيضاً أنه يمكن افتراض أن غانتس سيحظى باستقبال ملكي وضيافة ممتازة، والرسالة من زيارة غانتس إلى نتنياهو ستكون: “لقد خاب أملنا فيك، وفي محاولاتنا التوصل إلى تفاهمات معك. الآن سنتحدث مع من يتعاون معنا، وربما في وقت قريب سيحلّ محلك في رئاسة الحكومة الإسرائيلية”.

وتخلص للقول إن زيارة غانتس من دون موافقة مسبقة من نتنياهو تنضم إلى محاولة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، تحديد موعد منفرد مع رئيس الأركان، خلال زيارته الأخيرة إلى البلد، وحينها جرى ذلك في الملعب الداخلي لنتنياهو، حيث لا يستطيع الجانب الأمريكي تحديد قواعده. لكن هذه المرة، جرت دعوة غانتس إلى الملعب الداخلي لبايدن وطاقمه، وبهذه الطريقة، فإن نتنياهو سيبقى في البلد يراقب ما يحدث ويقوم ببناء خط دفاعه”.

يذكر أن مسؤولين مقربين من نتنياهو اعتبروا أن قرار غانتس بالسفر إلى الولايات المتحدة “يفتقر إلى الموافقة اللازمة من رئيس الوزراء ويتعارض مع اللوائح الحكومية التي تتطلب موافقة وزارية على مثل هذه الرحلات”.

 كما انتقد مسؤولون في حزب “الليكود” زيارة غانتس هذه، واعتبروا أنها مخالفة للوائح الحكومة التي تتطلب موافقة رئيس الحكومة مسبقاً على سفر أيّ وزير. وحمَلت وزيرة المواصلات ميري ريغف، المقرّبة جداً من نتنياهو، على غانتس، واتهمته، في حديث للإذاعة العامة اليوم، أنه يقوم بزيارة كيدية لزعزعة أركان زعامته لدواعٍ سياسية وشخصية.

والشهر الماضي، كشف استطلاع للرأي أجرته صحيفة “معاريف” الإسرائيلية 48% من المستطلعين يعتبرون أن غانتس هو الأنسب لمنصب رئيس الوزراء، و32% يعتقدون أن نتنياهو هو الأنسب.

كما نظمت عائلات الرهائن الإسرائيليين لدى “حماس” وقفة احتجاجية أمام منزل غانتس وهتفوا: “بالنسبة لرئيس وزرائنا نشعر أننا العدو وعليك أن تحمينا”.

 

Related posts

المهندسة هدى الشيشاني تضع شرطاً للعودة للحكومة

daw daw

بحث في تاريخ مدينة القلعة الكبري بالساحل التونسي

daw daw

ضبط شخصين بالزرقاء يمارسان طب وتجميل الأسنان بمركبة متنقلة

daw daw