وكالة تليسكوب الاخبارية – بقلم الكاتب م . محمد عواد الشوبكي
سجالات عدة شهدها هذا الموضوع بين معارض ومؤيد .وكل يحشد لوجهة نظره.بلغة ارقام ويستشهد بغيره من خبراء وفعاليات .
بيد أن كل طرف يسوق مبرراته كذلك .فمنهم من يقول إنه صندوق النقد ووصفاته وسد مديونية الكهرباء على حساب الشعب وأن التعرفة ضد المواطن وستنعكس سلبا برقع الأسعار والفواتير .
بالمقابل الطرف الرسمي الحكومي ينفي ذلك جملة وتفصيلا فيتبارى بعقد مؤتمر صحفي للرد على هذه الاتهامات.
لست مناكفا للحكومة أو مؤيد ولست معارضا عبثيا أو مؤيدا للمعارضة معها أو ضدها .ولكن نبقى في المنطقة الرمادية إلى أن تنجلي الحقائق وابتغ بين ذلك سبيلا .
لست خبيرا في الطاقة .ولكنني أعلم أن وضعنا الاقتصادي ليس على مايرام ومو على بد .ونعاني من عجز ومديونية.بالمناسبة العجز سنوي والمديونية تراكمية وتنسبان كلا على حدة إلى الناتج المحلي الإجمالي.
لنعترف أنه من السهل أن تطخ على الحكومة وانت في المعارضة ولكن ما أن تصبح في سدة المسؤلية ينقلب بك الحال .ولدينا شواهد في الاردن .أجل ينقلب بك الحال وهذا ليس معناه انك انقلبت من معارض لموالي.بل لانك الان تواجه حقائق ومعطيات لا مجال للهروب منها .
فهنالك مديونية وكلفة رواتب عالية ونفقات جارية متصاعدة ونحن مجتمع ريعي استهلاكي وغير منتج ولولا الرواتب لوقفتا إمام الجامع الحسيني وبدون استثناء من وزراء وحتى أجراء .
نعم هنالك صندوق نقد دولي شئنا أم أبينا يفرض شروطه على جميع دول العالم الثالث وبعضا من دول أخرى ويتحكم بها وعندما تصبح في موقع القرار فلا مجال للفرار .
الصندوق يقول للدول تريد هيكلة ديونكم ولكن بشروط فعليك بترشيد قطاعك العام وتقليل فاتورة الرواتب وترشيد الكهرباء أي تخفيف الفاتورة والكلفة وحتى المياه وقد يأتي الدور على الخبز طالما المديونية وخدمة الدين العام متصاعدة .اصلا هي مطبقة حاليا على التسعيرة الشهرية للمحروقات .
وهنا الوم الحكومة لأنها لا تفصح عن ذلك احيانا وعلناوتتجنب الشفافية احيانا
وهذا يعد بمثابة ترحيل للمشاكل وخداع للرأي العام !
اذا لا بد لصاحب القرار أن يتماشى مع شروط صندوق النقد الدولي مرغما أخاك لا بطل فتلجأ الحكومة للاحالات على التقاعد المبكر مثل ما يحدث حاليا والاحالات المزمعة في أمانة عمان. وهذا سيرهق الضمان الاجتماعي والضمان ليس لديه مشكلة فهو يرفع سن التقاعد ويرفع قيمة الاشتراكات لتجنب نقطة التعادل .طبعا دائما أي حل هو على حساب جيب المواطن وهذه هي الحقيقة على أرض الواقع !
لا اسوق كل هذا للدفاع عن الحكومة ولكن هذه معطيات هامة وتحديات لكل حكومة
والطامة الكبرى كذلك أننا دولة غير منتجة ولدينا فاتورة رواتب شهرية جهنمية ورواتب خيالية وقد تكون الاعلى بين الدول في بلد كحجم الاردن وتشكل ٩٠ في المئة من النفقات الجارية وكذلك هيئات مستقلة طفيلية وذات رواتب بأرقام فلكية .
على كل حال وكما أسلفت وعودا على ذي بدء بالنسبة التعرفة الكهرباء المرتبطة بالزمن .وهناك من يقول انها مطبقة في امريكا ولن تؤثر على المواطن وهنالك من ينفي ذلك ويحذر من تداعياتها السلبية على الاقتصاد
وإلى أن يحين ذلك .نبقى في المنطقة الرمادية وننتظر اول فاتورة ونقارن .فالميا لاتكذب الغطاس ولكل حادث حديث .
م . محمد عواد الشوبكي