وكالة تليسكوب الاخبارية – بقلم الدكتور سليمان الرطروط
يُصاب المجرمون بالنشوة والغرور أمام قلة عدد المؤمنين، وضعف ما يمتلكون من أدوات للدفاع عن أنفسهم، ورغم إرسال الإشارات الإلهية لهم حتى يعتبروا بغيرهم، فيرجعوا لصواب عقولهم ، إلا أنهم يستمرون في الظلم والطغيان وهذا ما جاء في ثنايا سورة القمر ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ (3) وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّنَ الْأَنبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ ۖ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ﴾
وتشير السورة إلى أن نوح عليه السلام دعا على قومه بعد اليأس من إسلامهم، فقال: ﴿ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ﴾ فاستجاب له ربه، فكان الطوفان العظيم الذي أغرق الأرض.
وكذلك كذبت عاد وثمود وقوم لوط وفرعون، ولم يرتدعوا رغم إرسال النذر والآيات الكثيرة لهم، وعندئذ كان مصيرهم الهلاك والخسران ﴿ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ﴾
وجاء التهديد لكفار قريش بملاقاة ما يماثل مصير الأمم السابقة إن لم يثوبوا إلى رشدهم ﴿ أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُولَٰئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾,
وقد مضى 170 يوما على بداية طوفان الأقصى، حيث يرتكب الظالمون الغاصبون كل أنواع الإجرام دون وازع إنساني داخلي أو خوف أو تهديد خارجي، ورغم كثرة القتلى والجرحى من قواتهم ، وتدمير وإعطاب العديد من الآليات العسكرية المتنوعة لهم، وظهور المؤشرات الدالة على أن المعتدين لن يحققوا أي نصر مرتجى، إلا أنهم مستمرون في الظلم والعدوان .
ولعل نهاية المعركة ستكون على الظالمين الغاصبين كطوفان نوح عليه السلام ، وكهزيمة جمع الأحزاب، ولن يفلت المجرمون من العذاب الدنيوي والأخروي أيضا ﴿ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ﴾
https://www.facebook.com/share/p/YskBTdNMsryeXLuB/?mibextid=xfxF2i