وكالة تليسكوب الاخبارية
“كان الطفل محمود أبو العيش (16 عاماً) وصل للتو إلى مستشفى كمال عدوان لتلقي العلاج بتنسيق مع شقيقته الممرضة في المستشفى، إلا أن قنبلة من طائرة (كواد كابتر) حولته من مريض يبحث عن العلاج إلى شهيد بانتظار التشييع والدفن”.
هكذا قال الممرض المتطوع نافذ في حديث لـ”الأيام” حول تفاصيل استشهاد الطفل أبو العيش، وبدايات ارتكاب مجزرة مروعة في ساحات مستشفى كمال عدوان وأقسامه من قبل قوات الاحتلال.
وأضاف: “حلقت طائرة (كواد كابتر) على ارتفاع منخفض وفجأة ألقت قنبلة أصابت غالبية شظاياها الطفل أبو العيش الذي كان على كرسي متحرك نظراً لعجزه الطبي، وعدم قدرته على السير على قدميه”.
وأشار نافذ إلى أن الطفل أبو العيش كان يعاني من أوجاع في ساقيه وقدميه جراء إصابة تعرض لها من قصف جوي سابق في منطقة سكنه في مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، قبل مغادرته ونزوحه مع عائلته منذ عدة أشهر، وقد حضر إلى المستشفى لتلقي العلاج وإجراء فحوص بالأشعة لساقيه.
وتابع: “بعد تنسيق مع شقيقته الزميلة في الطاقم الطبي العامل في المستشفى لحضوره في مثل هذا الموعد كي تُتاح له فرصة تلقي العلاج والفحوص، حضر إلى المستشفى وفور وصوله إلى قسم الاستقبال والطوارئ وفي طريقه إلى قسم الأشعة أسقطت طائرة قنبلة في الساحة المقابلة لمدخل المستشفى”.
وأوضح أن القنبلة أصابت بغالبية شظاياها جسده النحيل حيث كان يجلس على كرسي متحرك وتسببت باستشهاده بعد لحظات من إصابته فيما أصيب جميع من تواجد بالقرب منه.
وذكرت مصادر محلية أن نحو 12 من المرضى والمتجولين في ساحات مستشفى كمال عدوان أصيبوا جراء القنبلة، من بينهم عدد من أفراد الطواقم الطبية، ووصفت جروح أحدهم بأنها حرجة.
“على الفور نُقل الشهيد الطفل إلى قسم الاستقبال عبر من نجا من شظايا القنبلة، لتعلن الطواقم الطبية استشهاده وإعادته من قسم الأشعة إلى ثلاجة الموتى بانتظار دفنه”، قال الممرض نافذ الذي كان أحد هؤلاء الذين تفقد جثمان الطفل المريض/ الشهيد.
وأضاف: “أصيبت شقيقته بحالة هستيريا وبكاء وصراخ وانشغل الزملاء في تهدئة روعها والتضامن معها، في وقت توقع الجميع قيام الاحتلال بإلقاء قنابل مشابهة على ساحات المستشفى”.
لم يتوقع أحد من المتواجدين في مستشفى الشهيد كمال عدوان في بيت لاهيا أن الطفل أبو العيش سيكون بداية ارتكاب مجزرة بحق المرضى والنازحين في ساحات المستشفى.
وبيّن نافذ أنه بعد ساعات فقط هاجمت قوات الاحتلال المستشفى بشكل عنيف وارتكبت مجزرة مروعة داخله، وانضم عشرات الشهداء للشهيد “أبو العيش”.
وأبلغت مصادر محلية عن تواجد عشرات الجثامين في ساحات المستشفى، بينهم أربعة من أفراد الطواقم الطبية، إضافة إلى جثامين أخرى شوهدت بين الطرق والشوارع المؤدية إليه، جراء استهدافه بالقذائف، مشيرة إلى أن شهوداً أكدوا وجود الجثامين في كل مكان.
وسجى متطوعون هذه الجثامين في مكان محدد من ساحات المستشفى، تمهيداً لتشييعها ومواراتها الثرى، من بينهم جثمان الطفل أبو العيش.