Ad image

من العقبة الاردن توجه نداءً للعالم: إعادة الأمل للسوريين وتأسيس مستقبل يتجاوز جراح الماضي

admT2
3 Min Read

وكالة تليسكوب الإخبارية / مكتب العقبة – موسى الدردساوي

تُسلط مدينة العقبة الضوء اليوم على واحدة من أكثر الأزمات تعقيدًا في المنطقة العربية، حيث تحتضن سلسلة اجتماعات عربية ودولية رفيعة المستوى لمناقشة تطورات الأزمة السورية. هذا الحدث، الذي يأتي بدعوة كريمة من المملكة الأردنية الهاشمية، يُبرز الجهود المتواصلة لتوحيد المواقف السياسية والدفع نحو حل شامل ومستدام بقيادة السوريين أنفسهم.

يُشارك في الاجتماعات وزراء خارجية الدول العربية الأعضاء في لجنة الاتصال المعنية بسوريا، والتي تضم كلًا من الأردن، السعودية، العراق، لبنان، ومصر، بالإضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية. هذا إلى جانب وزراء خارجية الإمارات، البحرين، وقطر، وممثل عن رئاسة القمة العربية الحالية. يعكس هذا التمثيل رفيع المستوى الرغبة الصادقة في توحيد المواقف العربية تجاه القضية السورية، من خلال إطار عمل مشترك يدعم الاستقرار ويعيد الأمل إلى السوريين.

الاجتماعات لم تقتصر على الحضور العربي، بل توسعت لتشمل شركاء دوليين مؤثرين في المشهد السوري، مثل تركيا والولايات المتحدة، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، إضافة إلى المبعوث الأممي الخاص بسوريا. هذا التفاعل الدولي يعكس إدراكًا مشتركًا بأن حل الأزمة السورية يتطلب تضافر الجهود بين الأطراف الإقليمية والعالمية، في ظل تعقيدات الصراع وتشابك مصالح الأطراف المتداخلة فيه.

تركز الاجتماعات على تفعيل عملية سياسية شاملة بقيادة السوريين أنفسهم، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الذي يُعتبر إطارًا رئيسيًا لتحقيق انتقال سياسي مستدام. ويهدف المشاركون إلى وضع أسس لإعادة بناء مؤسسات الدولة السورية، بما يضمن الحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها، مع توفير بيئة تضمن حقوق جميع مواطنيها دون استثناء.

في تصريح يعكس تطلعات المشاركين، عبّر جمال رشدي، المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن أمله في أن تُثمر هذه الاجتماعات عن موقف عربي موحد يدعم تطلعات الشعب السوري نحو مستقبل أفضل. وأكد رشدي أن المرحلة الحالية تتطلب تنسيقًا على أعلى المستويات بين الدول العربية والدول الفاعلة دوليًا، لإيجاد حلول ملموسة تسهم في إنهاء معاناة السوريين وتعزيز استقرار بلادهم.

تُعد هذه الاجتماعات فرصة استثنائية لتحديد مسار جديد للتعامل مع الأزمة السورية، ليس فقط من منظور سياسي، بل أيضًا من منظور إنساني واجتماعي. ومع تزايد الحاجة إلى إعادة بناء سوريا التي دمرتها الحرب، فإن تحقيق توافق عربي ودولي يُمثل خطوة هامة نحو إنهاء سنوات من المعاناة ودعم السوريين في رحلتهم نحو استعادة دولتهم ومستقبلهم.

بين أروقة الاجتماعات في العقبة، يتردد صدى الرسالة الأساسية: لا يمكن تحقيق السلام والاستقرار في سوريا إلا من خلال تكاتف عربي ودولي، وحوار سياسي حقيقي يُلبي تطلعات الشعب السوري. ومن هنا، يأمل الجميع أن تخرج العقبة بقرارات وإجراءات ملموسة تُعزز فرص الحل السياسي وتعيد للسوريين الأمل بمستقبل أفضل، يتجاوز جراح الماضي ويؤسس لمرحلة جديدة من الوحدة والازدهار.

Share This Article