يعد الوعي السياسي لدى الشباب أحد الركائز الأساسية لبناء مجتمعات قادرة على مواجهة التحديات المعاصرة وتحقيق التقدم. فالشباب هم الفئة الأكثر حيوية ونشاطاً في المجتمع، وبإمكانهم لعب دور محوري في صنع القرار السياسي والمشاركة الفاعلة في تشكيل مستقبل أوطانهم. في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم، تزداد أهمية إلمام الشباب بالقضايا السياسية والتحديات التي تواجه دولهم والمجتمع الدولي.
الوعي السياسي ليس مجرد معرفة بالقضايا والأحداث السياسية الجارية، بل هو إدراك عميق للحقوق والواجبات، وفهم للأنظمة السياسية والقانونية، واستيعاب لكيفية تأثير القرارات السياسية على مختلف جوانب الحياة. عندما يكون الشباب واعياً سياسياً، فإنه يصبح قادراً على تحليل الواقع السياسي، وانتقاد السياسات القائمة بأسلوب بناء، والمشاركة في صياغة رؤى تساهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
يعز الشباب من خلاله المسؤولية الاجتماعية
فأيما يدرك الشباب أهمية دورهم في الحياة السياسية، يصبحون أكثر حرصاً على المساهمة في حل المشكلات التي تواجه مجتمعاتهم.
حيث يشهد العالم اليوم تحديات سياسية وأمنية واقتصادية غير مسبوقة، مثل تغير المناخ، والنزاعات المسلحة، والفقر، والتطرف. يتطلب التعامل مع هذه التحديات جيلاً واعياً سياسياً يستطيع اتخاذ قرارات رشيدة ومبنية على معرفة.
بالإضافة إلى تعزيز الديمقراطية والمشاركة
حيث تعد المشاركة السياسية للشباب عنصراً أساسياً لتعزيز الديمقراطية. فالوعي السياسي يدفع الشباب إلى التصويت في الانتخابات، والترشح للمناصب العامة، والمشاركة في الحوارات السياسية، مما يضمن تنوعاً وتمثيلاً أوسع في عملية صنع القرار.
وأهمها مكافحة التضليل الإعلامي
في عصر تنتشر فيه الأخبار الكاذبة والدعاية السياسية المضللة، يصبح الوعي السياسي ضرورة لحماية الشباب من الوقوع ضحية للتضليل. فهم القضايا السياسية وفحص المصادر يساعدان الشباب على التمييز بين الحقيقة والزيف.
الوعي السياسي ليس مجرد رفاهية ثقافية، بل هو ضرورة لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة. الشباب الواعي سياسياً قادر على قيادة مجتمعه نحو مستقبل أفضل، حيث يساهم في صنع قرارات مسؤولة تنعكس إيجاباً على كافة أفراد المجتمع. لذا، فإن تعزيز هذا الوعي يجب أن يكون أولوية لدى الحكومات والمؤسسات التعليمية والمجتمع المدني، لأن مستقبل الأوطان يعتمد على وعي شبابها وإدراكهم لدورهم المحوري في بناء الغد.