تشكل التهديدات بعودة العمليات الاستشهادية في العمق الإسرائيلي مصدر قلق كبير لصناع القرار في تل أبيب، وهو ما قد يحدث تحولاً حاسماً خلال الحرب الحالية على غزة، وفقًا لمحللين.
يعتقد الباحث السياسي سعيد زياد أن العمليات الاستشهادية قد تعود بشكل أكبر نتيجة المجازر غير المسبوقة التي ارتكبتها إسرائيل في الحرب الحالية. وفي يوم الأحد، أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن تفجير في تل أبيب، وأكدت كتائب القسام وسرايا القدس تبنيهما للعملية، مشيرين إلى أن العمليات الاستشهادية ستستمر ما لم تتوقف المجازر والاغتيالات.
يعود تاريخ العمليات الاستشهادية إلى انتفاضة الأقصى كرد فعل على المجازر التي ارتكبها الاحتلال في غزة والضفة الغربية. ويشير زياد إلى أن التصعيد الإسرائيلي قد يؤدي إلى رد فعل شديد من المقاومة الفلسطينية، التي قد تجد نفسها مضطرة للعودة إلى هذه الاستراتيجية كوسيلة للضغط.
من جهة أخرى، يرى الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين أن إسرائيل تواجه الآن تهديدًا حقيقيًا ومباشرًا لتل أبيب، مما يزيد من قلقها. ويشدد جبارين على أن الاحتلال يؤدي إلى مقاومة متصاعدة، مشيرًا إلى تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي التي تؤكد عدم رغبة الجيش في البقاء داخل غزة.
ويعتبر جبارين أن ما يحدث منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول هو حرب انتقامية، وأن الوضع الحالي يتطلب إدارة دقيقة من واشنطن، خاصةً في ظل اقتراب الانتخابات الأميركية. ويشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يتجنب الدخول في أي صفقة حقيقية، ويبحث بدلاً من ذلك عن ذرائع للبقاء في حالة فوضى.
وبالتالي، فإن التهديدات بعودة العمليات الاستشهادية تعكس حالة من الذعر والاضطراب في إسرائيل، وقد تسهم في تصعيد الوضع بشكل أكبر.