وكالة تليسكوب الإخبارية – ك/ محمد علي الحميدي
في الآونة الأخيرة، تعرّض المجلس الأنتقالي لسيل من الأنتقادات اللأذعة التي تهدف إلى تقويض هذا الكيان، في ظل حملة إعلامية شرسة يشنّها إعلاميون موجهون ضد الأنتقالي دون غيره من الكيانات والأحزاب، وكأنّه الجهة الوحيدة التي تدير المشهد السياسي والأقتصادي بمفرده.
منذ أن تصدّر اللأنتقالي المشهد الجنوبي وأصبح الممثل الرئيسي للقضية الجنوبية عام 2017، حقق بعض الإيجابيات إلى جانب عدة سلبيات. فقد نجح في بناء جيش وطني موحد، لكنه لم يحرز تقدماً كبير على الصعيد السياسي، بينما في الجانب الأقتصادي أخفق بشكل كبير، ربما بسبب التنازلات الكبيرة التي قدّمها داخل المجلس الرئاسي، الأمر الذي تسبب في سخط شعبي واسع، استغلّه البعض لشنّ حملة إعلامية ممنهجة ضده.
هناك أخطاء إدارية كثيرة وتخبط في مواقف المجلس، إلى جانب الفشل في بعض الملفات، وهو ما يستوجب علينا تقديم نقدٍ بنّاء يهدف إلى تصحيح المسار، وإعادة توجيه المجلس نحو الأهداف التي حددها الشعب لممثله، مع ضرورة أخذ العبر من الأخطاء الجسيمة التي وقعت. ورغم ذلك، يظل الأنتقالي ممثلنا الوحيد خاصة في ظل توجهات دينية وأيديولوجية مختلفة لدى الأحزاب الأخرى.
أما الأنتقاد الهدّام، فلا يؤدي سوى إلى مزيد من الفوضى والأنقسام. ينبغي أن يدرك الجميع أن الدولة تعاني من شحّ في الإمكانيات، بالإضافة أن الأنتقالي لم يكن الجهة التي أوقفت تصدير النفط، وهو المصدر الذي كان يمثل أكثر من نصف الميزانية الحكومية، كما أنه ليس المسؤول عن فصل البنك المركزي إلى فرعين، وهو ما زاد من تفاقم الأزمة الأقتصادية، الأنتقالي جزء من الحكومة ويحتمل جزء وليس كامل فسادها وفشلها . المكونات السياسية الأخرى أكثر فساداً من الأنتقالي، يقيم قادتها في فنادق الرياض وتركيا، لذا نقول لهم: عودوا إلى هنا وعيشوا بيننا، وإن ثبت أن الأنتقالي هو الأسوأ سنقف معكم ضده.
الأخوة الإعلاميون في الشمال، يوجّهون الأنتقادات بسبب قلة الرواتب وضعف إدارة الكهرباء، ويتناسون أنه الاف محرومون من الرواتب عندهم ، وأن الكهرباء تجارية بالكامل، ومع ذلك لا يجرؤ أحد على الإعتراض، فشكراً على إهتمامكم بنا، ونرجو منكم التركيز على حالكم وتحرير أرضكم لتتحسن حال الجميع.
في الختام، نوجّه رسالة إلى المجلس الأنتقالي: صحّحوا مساركم فقد إنحرف، وصحّحوا أخطاءكم، فلن تبقى لكم حاضنة شعبية إن استمررتم على هذا النهج. الإنتقالي هو سفينتنا نحو برّ الأمان، لكن لا بد أن يكون البحّارة أكثر كفاءة وأمانة.