وكالة تليسكوب الإخبارية
وكالة تليسكوب الإخبارية – بقلم الكاتب م محمد عواد الشوبكي طالما مر الاردن بتحديات كان بعضها وجودي وخرج منها معافا ولم يشعر المواطن بها أو ربما شعرت بها فئة قليلة على مقربة من أصحاب القرار ،،
كانت القيادة الهاشمية بحنكتها وفطنتها تجنب البلد أية تداعيات جراء التقلبات السياسية التي تمر بها دول الإقليم ،،
كلما جاءت عاصفة تنحني أمامها القيادة لتمر بسلام ،،
كانت القيادة تدرك أن أي انعطافة سياسية غير محسوبة النتائج أو أي تلكؤ في حسم الأمور بقرار لا يحتمل التأجيل ،سوف ينعكس سلبا على الاقتصاد ،،
من هنا حافظ الدينار على استقراره وخرج معافا ، وكلنا يتذكر على سبيل المثال مضاربات الصيرفة والسوق السوداء الموازية عام ٨٩ وكانت تهدف إلى ضرب الدينار أو تعويمه وكيف تمكن الحسين الراحل من مواجهة ذلك بكل حكمة وشجاعة ،،
وكيف فتح الحسين الباب على مصراعيه نحو حياة برلمانية هادفة تمتص أي تذمر هنا او هناك وبأسلوب ديموقراطي،،
وكيف تمكنت القيادة بحكمتها من دفن فتنة ايلول والتي تقف خلفها قوى خارجية لاتريد للأردن خيرا ،،
كل هذه أمثلة هي غيض من فيض ، نورد أبرزها على سبيل المثال لا الحصر ، ونوردها لتجلية الحقائق ، لا نريد جزاء ولا شكورا ،،
ولطالما تميزت السياسة الأردنية ، بالواقعية والبراحماتية والوقوف من الجميع على مسافة واحدة ،وعدم التدخل في شؤون الغير ،،
وتحضرني جملة كان يقولها الحسين الراحل أن جيراننا يؤثرون فينا ونؤثر فيهم ،وان القائد هو من لا يركب الموج في القارب بل يغوص أسفله ليخرج سليما معافى وهو بهذا يكون الربان الماهر ، ولعمري أنه نعم الربان ،ورثها كابرا عن كابر وأورثها لمن بعده من الأبناء والأحفاد،فكانوا خير خلف لاحسن سلف ،،
أن سر الاستقرار في الاردن أن الولاء للقيادة ليس بعامل الخوف كبعض البلدان بل عن محبة واحترام ، فلم يسجل على الهاسميين سفك دماء ، وعندما يلتقي القائد جنده أو شعبه فهو يجلس بتواضع كأنه اخ لهم ، وطالما يحنو القائد على جيشه ولا يقصر معهم ، فلا عجب ولا غرو فهذا التسامح والرحمة ورثوها عن جدهم المصطفى عليه افضل الصلاة واتم التسليم ، لا اقول ذلك تملقا أو مواربة ، ولكن الحقائق كالشمس لا تغطى بغربال ، فالحجاز مهد النبوة ، أشرافها أهل الحل والربط ،ومربط الفرس ،واليهم تهوي الأفئدة ،،
لم يشعر المواطن الأردني يوما ما بنقص سلعة أو ارتفاع غير مبرر ،او نقص في التدفئة أو تأخير في الرواتب أو صرف أي معونة على الرغم من شح الموارد ، وهذا لعمري نعمة ما بعدها نعمة بفضل الله وحنكة قيادته ،،
وقبل الختام قالها ترامب بعيد لقائه الملك ، انني اهنيئ الشعب الاردني بملك رائع واهنيئ الملك بشعبه الذكي ، هذه اقوال من اقوى رئيس لاقوى دولة ، لم تأت من فراغ ، وشهادة نفتخر بها ،،
وفي الختام ، واليوم. يواجه الاردن تحديات لطمس هويته وهوية اهلنا في فلسطين ، فإنني على ثقة ويقين بعد الاتكال على الله ،انه سيخرج سليما معافى واقوى من ذي قبل كما خرج من قبلها ، أليس كذلك ؟!،،