وكالة تليسكوب الاخبارية
ما قصة “الجثة المجهولة” التي سلّمتها حماس لإسرائيل؟
أين الجثة الرابعة؟ سؤال ضجت به وسائل الإعلام العبرية بعد مفاجأة فجّرها الجيش الإسرائيلي بتصريح قال فيه إن حركة حماس أطلقت سراح “جثة مجهولة الهوية” وليست جثة رهينة إسرائيلية، فما الذي حدث، وأين ذهبت الجثة؟
كان من المنتظر أن تسلّم حماس 4 جثث، تعود 3 منها لعائلة بيباس ( الأم وطفليها) والرابعة لعوديد ليفشتس الذي كان يبلغ من العمر 83 عاماً عند احتجازه، وذلك في إطار المرحلة الأولى من صفقة التبادل، لكن ما حدث، لاحقاً، بعد تسليم الجثث في توابيت سوداء، ونقلها إلى إسرائيل، قال الجيش إن الجثة التي من المفترض أن تكون للرهينة شيري والدة الطفلين لا تعود لأي من الرهائن المحتجزين في غزة، وهنا بدأ التصعيد.
حيث علق مبعوث الولايات المتحدة لشؤون الرهائن آدم بوهلر، قائلاً: “ماحدث مروع، وهو انتهاك واضح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة” مضيفاً أنه لو كان مكانهم لأطلق سراح الجميع وإلا سيواجهون الإبادة الكاملة، بحسب تعبيره.
كما اتهم الجيش الإسرائيلي أيضاً الحركة بانتهاك وقف إطلاق النار، وهو ما رفع وتيرة التوتر، خاصة مع اقتراب موعد استعادة 6 محتجزين يوم غدٍ السبت، قبل استكمال باقي المراحل لاحقاً، وفي وقت يوصي فيه الجيش الإسرائيلي بعدم اتخاذ خطوات قد تؤدي لإفشال الصفقة، كذلك يوصي وزير الدفاع يسرائيل كاتس بتعزيز العمليات عسكرية، ما يعكس أيضاً حالة توتر داخل دوائر صنع القرار في إسرائيل.
الجيش الإسرائيلي: عدم إعادة جثة بيباس “خرق خطير” لاتفاق غزة
أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، اليوم الجمعة، أن عدم إعادة حركة حماس لجثة الأسيرة شيري بيباس يعتبر “خرقًا خطيرًا” لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأضاف هاغاري في كلمة متلفزة: “نطالب بإعادة شيري بيباس. وعدم إعادتها خرق لاتفاق وقف إطلاق النار”.
وقال إن “حماس لم تلتزم بالاتفاق ولم تعد إلينا شيري بيباس”، مؤكدًا: “ملتزمون تجاه عائلات المختطفين جميعًا للقيام بما يمكن لإعادتهم”.
وتابع: “الأسرى الذين تسلمنا جثثهم بالأمس لم يقتلوا بغارة جوية، بل قتلتهم حماس”.
ومن جهتها، اعتبرت حركة “حماس”،اليوم الجمعة، ما حدث في مسألة جثة الرهينة شيري “أخطاء مؤسفة”، وأكدت أنها ستنظر في خطأ محتمل في التعرف على أشلاء الرهينة التي سلمتها لإسرائيل.
وكانت حماس سلّمت جثة شيري بيباس مع طفليها ورهينة رابعة، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
يأتي ذلك في حين هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالثأر من حماس؛ لأنها لم تسلم جثة الرهينة.
وسلمت حماس أربع جثث، وتأكدت إسرائيل من هوية الطفلين والرهينة الرابعة عوديد ليفشيتس.
لكن خبراء إسرائيليين قالوا إن الجثة الرابعة هي لامرأة مجهولة الهوية وليست شيري التي اختطفت مع ابنيها وزوجها ياردين خلال هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.
وقال باسم نعيم عضو المكتب السياسي لحماس إن “الأخطاء المؤسفة” يمكن أن تحدث، خاصة أن القصف الإسرائيلي أدى إلى تداخل جثث رهائن إسرائيليين بفلسطينيين لا يزال الآلاف منهم تحت الأنقاض.
وأضاف في بيان “نؤكد أنه ليس من قيمنا أو من مصلحتنا الاحتفاظ بأي جثث أو عدم الالتزام بالعهود والاتفاقيات التي نوقعها”.
وقالت الحركة الفلسطينية بشكل منفصل إنها ستفحص الادعاءات الإسرائيلية وستعلن النتائج.
وذكرت في بيان “نشير إلى احتمال وجود خطأ أو تداخل في الجثامين، قد يكون ناتجًا عن استهداف الاحتلال وقصفه للمكان الذي كانت تتواجد فيه العائلة مع فلسطينيين آخرين”.
وأضافت “تلقينا من الإخوة الوسطاء ادعاءات ومزاعم الاحتلال، وسنقوم بفحص هذه الادعاءات بجدية تامة، وسنعلن عن النتائج بوضوح”.
وأثار عدم عودة جثة شيري بيباس وعرض أربعة توابيت على منصة أمس الخميس قبل تسليمها الغضب في إسرائيل، ويتعرض نتنياهو لضغوط من المتشددين في حكومته للرد على ذلك.
“امرأة من غزة”.. نتنياهو يكشف هوية “الجثة الغامضة”
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن “حركة حماس سلمت إسرائيل جثة امرأة من غزة وليست الرهينة شيري بيباس”.
وبيباس مجندة إسرائيلية جرى اقتيادها إلى غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول مع طفليها اللذين احتفظت بهما، قبل مقتلهم جميعا بغارة إسرائيلية على القطاع، بحسب رواية حماس.
وتسيطر على الشارع الإسرائيلي حالة من الغضب بعد عملية شحن تسبب بها الإعلام العبري على خلفية اتهام حماس بإرسال جثة مجهولة، وفق الرواية الإسرائيلية.
ويرى معلقون إسرائيليون أن هذا تمهيد لقرارات غير مقبولة شعبيا، منها وقف المرحلة الثانية واستئناف القتال، خاصة مع الدعم الأمريكي الجديد بتهديد حماس.
ولا حديث في إسرائيل خلال الساعات الأخيرة سوى عن التأكد من قتل الطفلين كفير وأرييل بيياس في الأسر، أما الجثة الأخرى التي تم تسليمها فلا تعود لأمهما شيري، حسب الاتهام الإسرائيلي، والذي لم ترد عليه حماس بشكل رسمي حتى الآن.
من ناحيته، يقول الجيش الإسرائيلي إن هناك مخاوف جدية على حياة شيري، وأبلغت إسرائيل الوسطاء من المصريين والقطريين والأمريكيين بالأمر، ووصفته بـ”الانتهاك الصارخ للاتفاق”، ورددت واشنطن الكلام ذاته.
ويروج الإعلام العبري للرواية الإسرائيلية بشكل دراماتيكي، بوصفها مستندة لعملية التعرف على حقيقة الجثة المجهولة، والتي أجريت الفحوصات عليها في مركز للطب الشرعي بمنطقة أبو كبير بالتعاون مع الشرطة الإسرائيلية.
وقالت صحيفة “يسرائيل هايوم” الإسرائيلية، إنه خلال عملية التعرف التي أجريت في معهد أبو كبير، تم فحص الجثة عدة مرات، مع إجراء العديد من مطابقات الحمض النووي والفحوصات الدقيقة.
وعلق الجيش، أن هناك “خوفا شديدا” على حياة شيري، يستند إلى معلومات استخباراتية موثوقة دون ذكر تفاصيل أوضح.
لكن رغم ذلك، أكد الجيش أن العملية المقررة لتبادل الأسرى من المتوقع أن تتم السبت، كما هو مخطط لها، في إطار المفاوضات ووفقا لتعليمات المستوى السياسي.