وكالة تليسكوب الإخبارية
أبي الحبيب
عندما يموت الأب، ستخوض حروب الحياة بلا قائد.
لا يزال تاريخ وفاتك الماً لا ينسى ، اكمل فقيدي وحبيبي عامه الثاني في قبره ، مر عامين على وفاته بمرارة كبيرة على قلبي، نام طويلاً ولم يستيقظ ولم يستمع لحنين قلبي .
عامين مضوا على رحيل والدي ، وذكراه دائماً عالقة في الاذهان .
تتجدد ذكرى رحيله وكأنني فقدته بالأمس بعد أن كنا نلتقي ساعات وأيام.
أصبح اللقاء بك طيفً في المنام ولا زال قلبي يتفطر شوقاً إليك، سيظل عزائي بك عمراً حتى ألقاك.
لن أنسى ذلك اليوم والتاريخ والساعة عندما سمعت كلمة ، عظم الله أجرك والدموع تتجمع بداخل عيوني ، كنت أتمنى أن يوصلني خبر شفائك وليس خبر موتك.
ما زلت أراك أمام عيني ولم تغب عن بالي ، إني اجاهد الحياة والناس حتى ابقى بهذا الثبات .
يكفيني أنك تركت لي سمعتك الطيبة بين الناس ليذكرك كل من يعرفك ويذكر محاسنك ويذكر طيبتك التي لا ينساها أحد.
حظيت بك خير أب وخير قدوة وخير حبيب وخير صديق ، فعلت كل شيء حتى لم يتبقى للآخرين ما يقدموه لي ،ولأنك كنت والدي ها أنا أقف أمام هذه الحياة وقفة عزٍ.
حملت يا أبي على الأكتاف في مثل هذا اليوم، أغلق كتابك وسلمت روحك لبارئها ، حُقَ لك أن تكون الجنة تحت أقدامك ، لم تعش يوماً واحداً تفكر في نفسك.
افنيت روحك في إسعاد كل من حولك ، لم أرى إنساناً راضي مثلك يا أبي، لم أعاشر قلباً متسامحاً وحنوناً كقلبك ولا أظن أن احداً غيرك يملك كل هذا القدر من الرضا والتسليم بقضاء الله.
الله يحب أبي ويحبني لأنه جعله أبي.
عشت حنوناً رغم قسوة الحياة، مرضت بصمت وكتمت الأنين صبرت ولم تشكي ثم رحلت عن عالمنا الموجع بكل هدوء ولم تأخذ معك شيئاً ، تركت اثرًا في حياتي وتركت جرحًا في قلبي.
رحم الله وجهاً يهز ثبات قلبي
رحمك الله يا من كنت لأيامي انيساً وسروراً.
طاب منامك الطويل ورحمك الله وجعل مسكنك الفردوس الأعلى.