العقبة – تليسكوب الإخباري
نظّمت مديرية ثقافة العقبة، بالتعاون مع مؤسسة ولي العهد، ندوة بعنوان “الهوية الوطنية: الاستجابة والتحدي”، بمشاركة عدد من منتسبي المؤسسة وطلبة الجامعات في العقبة، إلى جانب المهتمين بالشأن الثقافي.
وتحدث خلال الندوة الكاتب والباحث الدكتور عبد المهدي القطامين، مستعرضًا أبرز الملامح التاريخية والحضارية التي شكّلت الهوية الوطنية الأردنية، منذ نشأة الحضارات العمونية والمؤابية والنبطية، مؤكّدًا أن الهوية هي نتاج لتراكمات التاريخ والمجتمع والعادات والموروث، وتمثل بوصلة الشعوب في حاضرها ومستقبلها.
وأشار القطامين إلى أن الهوية الوطنية الأردنية بقيت راسخة على امتداد الحقب التاريخية، وشكّلت أساسًا لبقاء الدولة الأردنية كمكون فاعل ومؤثر في جغرافيا وتاريخ المنطقة، مستشهدًا بموقعة مؤتة كنقطة انطلاق أساسية لتفاعل سكان الأردن مع الحضارة الإسلامية.
وأوضح أن النظام السياسي الأردني الحديث، الذي تأسس على يد الهاشميين، يستند إلى بعدين رئيسيين: البعد القومي المستند إلى مبادئ الثورة العربية الكبرى، والبعد الديني المرتبط بالنسب الهاشمي الشريف، وهو ما شكّل عمقًا للدولة الأردنية ومواقفها الثابتة تجاه قضايا الأمة، لا سيما من خلال دور القوات المسلحة الأردنية في مهام حفظ السلام عالميًا.
وأضاف أن المملكة الأردنية الهاشمية تميّزت عن غيرها من الدول العربية بثبات واستمرارية نظامها، المستند إلى دستور راسخ وقيادة حكيمة حرصت على صون الإنسان الأردني وتوفير الأمن له في مختلف الظروف.
ونوّه إلى أن الهوية الوطنية ترسم علاقة تفاعلية قائمة على العدالة وسيادة القانون وصون الحقوق وأداء الواجبات، مشددًا على أهمية التمسك بالثوابت الوطنية ومصالح الوطن العليا، ورفض كل أشكال النعرات أو الإقليمية التي تُضعف مفهوم الوحدة الوطنية.
وشهدت الندوة مداخلات من الحضور، أكدوا خلالها رفضهم للدعوات التي أطلقها البعض للعصيان المدني تضامنًا مع غزة، معتبرين أن مثل هذه الدعوات لا تسهم في دعم القضية الفلسطينية، بل تسيء إلى الوطن، مؤكدين أن الأردن كان سبّاقًا في دعم غزة، انطلاقًا من موقفه الثابت تجاه القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.
من جانبه، بيّن مدير ثقافة العقبة طارق البدور أن هذه الندوة تأتي ضمن خطة المديرية في التعاون مع مؤسسة ولي العهد، التي تسعى إلى تمكين الشباب الأردني وتعزيز وعيهم الوطني.
