وكالة تليسكوب الإخبارية – بقلم الكاتب م . محمد عواد الشوبكي
المتتبع لتاريخ العلاقة الفارسية اليهودية منذ الأزل يجد أنه لم تحدث مواجهة يهودية فارسية بشكل مباشر بل على العكس زواج وتناغم فارسي يهودي ،حتى أن كورش امبراطور فارس تزوج من يهودية وانقذ اليهود من السبي البابلي على يد نبوخذ نصر ، ولا يزال هذا الزواج الحميم إلى يومنا هذا ،،
بيد أن المتغيرات السياسية والمعادلات الإقليمية المعقدة قد تقلب التحالفات في أيامنا هذه،،
امريكا من مصلحتها عقد اتفاق مع إيران لحظيا واحتواء الحرب الروسية الأوكرانية التي أشعلها بايدن لإضعاف روسيا، والان ترامب يريد توريط الصين في مواجهة مع تايوان لاضعافها على غرار أضعاف روسيا في اوكرانيا ،،
فكان لابد من تبريد جبهة وتسخين أخرى ، وعليه لامانع لدى إدارة ترامب من مغازلة روسيا وإيران ليتم تحييدهما وابعادهما عن الحليف الصيني،،
والمتتبع للسياسة الأمريكية يجد أنها تبدء بعقوبات كحرب الجمارك مع الصين ثم تتطور لحرب ساخنة والتي غالبا لا تدخلها امريكا بل تورط غيرها ،،
والنزاع الدائر حاليا بين الهند وباكستان هو بحجة كشمير أو جامو وكشمير ولكن الهدف ابعد من ذلك وهو أضعاف كلا القوتين الذي تجمعهما علاقات مع الصين وحتى لو كان لهما مصالح مع أمريكا ، ولا ننسى أن الهند وحتى لو كانت حليفة للغرب هي القوة الصاعدة بعد الصين والتي قد تهدد امريكا مستقبلا ، فكان لزاما اضعافها على المدى البعيد ،،
من هنا ارتأت الإدارة الأمريكية عمل اتفاق مع إيران كونها تود التفرغ للتنين الصيني وايضا ليس من مصلحتها توجيه ضربة لإيران قد توحد العالم الإسلامي خاصة وأنها في حرب مع اليمن،،
ولا ننسى أنه لكي تتم المفاوضات مع إيران لصالح إبرام اتفاق مع امريكا ولمصلحتها ، فكان لابد من أن يقوم الحليف الاسرائيلي بالتخريب داخل إيران كما حدث في تفجير ميناء رجائي وفي توقيت مريب يتزامن مع مفاوضات أمريكية إيرانية في مسقط عمان ،،
اولا لإضعاف موقف إيران تقاوضيا وزعزعة نظام الملالي الذي ان الاوان للتخلص منه ،،
قلنا في بداية الحديث أنه لم تجري مواجهة مباشرة بين يهود وفرس ،بل على العكس عرب ويهود أو عرب وفرس ، أو مواجهة غير مباشرة بين يهود وفرس من خلال العرب ،،
وهذا ما يفسر وجود أذرع لإيران في دول عربية ، ان الاوان أن تقدمهم إيران على طبق من ذهب من أجل تعزيز موقفها التفاوضي والتضحية بهم من أجل مصالحها ، لكي تبقى حجة لإيران كي لاتواجه اسرائيل مباشرة – والتاريخ يعيد نفسه -وكغطاء على الغزل الفارسي اليهودي على مر التاريخ ولمزيد من ابتزاز الدول العربية من قبل اسرائيل والغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية ،،
ففي عالم السياسة والتي هي ليست ثابتة بل متغيرة تحركها معادلات ومصالح جيو سياسية إقليمية تدور في فلك مصالح دولية استراتيجية ،كل شيئ ممكن وقد تتغير بين ليلة وضحاها ، وسيبقى العرب وللاسف حقل تجارب للقوى الإقليمية والدولية على ضوء حالة التشرذم العربي ، أليس كذلك ؟!
م . محمد عواد الشوبكي