وكالة تليسكوب الإخبارية مكتب العقبة- أكد مدير محمية العقبة البحرية، ناصر الزوايدة، أن المحمية تواصل تحقيق إنجازات علمية وميدانية تعكس التزامها العميق بالحفاظ على التنوع البيولوجي الفريد في خليج العقبة، مشيراً إلى أن هذه الجهود رسّخت مكانتها كنموذج رائد للإدارة البيئية على المستويين المحلي والدولي.
وفي اجتماع ترأسه رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، نايف الفايز، كشف الزوايدة عن إطلاق شراكة استراتيجية مع مركز البحر الأحمر العابر للحدود، بهدف تطوير أدوات متقدمة لمراقبة الشعاب المرجانية، تضمنت تقنيات التصوير ثلاثي الأبعاد المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتحليل الحمض النووي البيئي (eDNA)، في خطوة تستهدف تعميق الفهم العلمي للنظام البيئي البحري.
وأضاف أن المحمية بدأت بتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع استزراع المرجان، حيث جُهّزت حضانات جديدة وأُنشئت ثلاثة حيود صناعية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ما يسهم في ترميم الشعاب المرجانية ودعم التوازن البيولوجي في الخليج.
وفيما يتعلق بالبنية التحتية، أشار الزوايدة إلى أعمال تطوير واسعة طالت مركز الزوار ومرافق الشواطئ، شملت تركيب بوابات حديثة، وإنشاء ممر لذوي الإعاقة على شاطئ الأزرق، وصيانة القاعات، فضلاً عن زراعة 160 نخلة جديدة في شاطئ النخيل، بما يعزز جاذبية المحمية كمقصد بيئي وسياحي.
وفي سياق حماية الثروة السمكية، نوّه الزوايدة إلى أن المحمية واصلت وللعام الثالث على التوالي تنفيذ قرار وقف الصيد خلال فترة تكاثر الأسماك المتوطنة، من 1 كانون الثاني حتى 30 نيسان 2025، وذلك استناداً إلى تعليمات تنظيم الصيد في خليج العقبة لعام 2020، بالتوازي مع صرف تعويضات مالية للصيادين المرخصين، لتقليل الأثر الاقتصادي وتعزيز التوازن بين الحماية البيئية والدعم المجتمعي.
ولفت الزوايدة إلى أن فرق الرقابة البيئية تواصل جهودها اليومية لرصد ومنع التجاوزات، حيث نُفذت نحو 80 حملة تنظيف لجوف البحر في منطقة الشاطئ الأوسط، أظهرت تراجعاً ملحوظاً في كميات النفايات المستخرجة، ما يعكس نجاح برامج التوعية والتعاون المستمر مع الإدارة الملكية لحماية البيئة.
أما على الصعيد التوعوي، فأوضح أن المحمية أطلقت المرحلة الثانية من برنامج “أندية حماية البيئة البحرية المدرسية” تحت شعار “اعرف محميتك”، إلى جانب إنتاج محتوى رقمي متنوع، تضمن حلقات إذاعية على “صوت العقبة”، ونشرات رمضانية، وفيديوهات تعليمية، ودليل الهوية البصرية الجديد للمحمية.
وأشار إلى أن برنامج “أصوات المرجان”، الذي يُعد منصة فنية توعوية، استعرض 92 لوحة فنية في معارض أقيمت بالعقبة وعمّان، استقطبت قرابة 12 ألف زائر، ونفذ 13 نشاطاً استهدف 500 مستفيد من طلاب المدارس والجمعيات والشركات، إضافة إلى توزيع قصص بيئية إلكترونية للأطفال.
وفي إنجاز بارز، أعلن الزوايدة عن حصول شاطئ الأزرق التابع للمحمية على شهادة “العلم الأزرق” لعام 2025، تقديراً لالتزامه بالمعايير البيئية الدولية، مشيراً إلى أن المحمية تعمل على تنفيذ مشاريع مستقبلية، تشمل تطوير المخطط الشمولي لتقسيمات المنطقة البحرية، وتحسين البنية التحتية، واستكمال برامج استزراع المرجان بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين.
وختم الزوايدة بالتأكيد على أن هذه الإنجازات تترجم التزام محمية العقبة البحرية بترسيخ مفهوم الاستدامة البيئية، وتعزيز مكانة العقبة كوجهة رائدة للسياحة البيئية المستدامة في المنطقة والعالم.
