وكالة تليسكوب الاخبارية
آمنت الدولة الأردنية منذ اللحظة الأولى لتأسيسها بأهمية الخطاب الإعلامي ونقل الواقع والحقائق ومشاركتها مع المجتمع للتعبير عن الحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تشهدها، وأنشأت مؤسسات طالما كانت الذراع الإعلامي المدافع عن قضايا الدولة ورؤيتها ومواقفها من خلال خطاب عقلاني وازن في فترة خاضت معارك التأسيس والاستقرار.
وبدأ إبراز الخطاب الإعلامي في الدولة الأردنية بإصدار صحيفة “الحق يعلو” في عهد جلالة الملك عبد الله الأول- طيب الله ثراه، سنة 1920، لتكون أول وثيقة إعلامية تؤرخ للدولة الأردنية، وتعبر عن اتجاهات الرأي السياسية والاجتماعية السائدة في البلاد في مرحلة التأسيس الأولى، ليتوالى بعد الاستقلال تطور مسيرة الصحافة والإعلام الأردنية بظهور عدد من الصحف والمؤسسات الوطنية القائمة على شؤون الإعلام، كنقابة الصحفيين التي تأسست عام 1953، وصحفية الدستور عام 1967، ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردني عام 1968، ووكالة الأنباء الأردنية عام 1969، وصحيفة الرأي عام 1971.
وشهدت المسيرة الإعلامية الأردنية خلال عهد جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين التي أولاها الدعم والرعاية، إنشاء هيئة الإعلام وقناة المملكة ومعهد الإعلام الأردني، إضافة إلى تأسيس العديد من الفضائيات والإذاعات والمواقع الإلكترونية، وحسب تصريح هيئة الإعلام لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، بلغ عدد كل من المطبوعات الإلكترونية 146 موقعا، ومحطات البث الفضائي 17 محطة، ومحطات البث الإذاعي 41 محطة، ومحطات إعادة البث الإذاعي محطتين، والمطبوعات الصحفية 19 مطبوعة واحدة منها حزبية، والمطبوعات المتخصصة 84 منها 13 إلكترونية.
وتحمل جميع هذه المؤسسات رؤية وطنية وقومية في وقومية في تناولها للقضايا ، وتصب رسالتها في تقديم إعلام وطني هادف يكرس حرية التعبير والرأي، ضمن أجواء قائمة على الاستقلالية والحرية المسؤولة، ومواكبة المستجدات على الصعد المحلية والعربية والعالمية.
وتحدث مسؤولون ومختصون، عن أهمية تجويد الخطاب الإعلامي الأردني، وتعزيز دور مهنة الإعلاميين والصحفيين، والدفاع عن الرواية الأردنية و سرديتها، ومحاربة الإشاعات والأخبار المضللة، من خلال رؤى مستقبلية تواكب الحداثة والتطور، ولا سيما في ظل استحداث الإعلام الجديد وأدوات الذكاء الاصطناعي.
بدوره ، قال وزير الدولة لشؤون الإعلام الأسبق المهندس صخر دودين، “في عيد الاستقلال التاسع والسبعين لمملكتنا الأردنية الهاشمية، لا بد من تكريس وتعزيز الرواية الأردنية، من خلال قيام الإعلام الأردني الرسمي بتسليط الضوء على الإنجازات التي حققها الأردن على مدار تاريخه، مثل التطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مؤكدا أهمية إبراز الإعلام لتاريخ الأردن العريق، بما في ذلك الدور الهاشمي في قيادة الأمتين العربية والإسلامية من خلال استحضار واستنهاض فكر الثورة والنهضة العربية الكبرى”.
وأضاف “يتوجب على الإعلام تعزيز مفهوم القيم الوطنية مثل الانتماء والولاء للوطن، والعمل على تعزيز الروح الوطنية لدى الأردنيين كافة، والتقيد بنشر المعلومة الصحيحة والموثوقة، والعمل على تصحيح المعلومات المغلوطة التي يتم تداولها عبر وسائل ووسائط التواصل الاجتماعي، والتي تستهدف الأردن وتحاول الفت من عضده والغمز من قناته”.
وقال دودين إن من أكبر التحديات التي يواجهها الإعلام في تعزيز الرواية الوطنية هو انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وسرعة انتشار المعلومة، مما يجعل من الصعب السيطرة على كمية الغث الموجود فيها، حيث تؤثر المعلومات المغلوطة على الجمهور، الذي يتوجب أن يكون أكثر حصانة، بالإضافة إلى التحديات المالية التي تواجه المؤسسات الإعلامية، ما يؤثر على جودة المحتوى وقدرتها على المنافسة، داعيا إياها للسعي إلى تحقيق الاستدامة المالية لضمان استمرارية وجودها وتأثيرها.
من جهته، قال نقيب الصحفيين الأردنيين، طارق المومني، “لا شك أن الإعلام تطور كثيرا في عهد الاستقلال، واسهم بتقدم نقابة الصحفيين، الذي انعكس على دور الإعلام في الدفاع عن الوطن والمواطن، وإيصال الرسالة إلى الناس والتأثير في توجهاتهم، وكان للإرادة السياسية العليا الدور الأبرز في دعم الإعلام ونهضته إيمانا برسالته الوطنية والمهنية والأخلاقية، باعتباره عين الرقيب الكاشفة للحقيقة، فضلا عن تأثيره في العالم باعتباره القوة الناعمة والذي يوازي دوره في السلم دور الجيوش في الحرب”.