وكالة تليسكوب الاخبارية
علّق الباحث في الشأن الدولي، الدكتور سامر كركي، على جولات الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي في أوروبا، وآخرها إلى ألمانيا، وتصريحات المستشار الألماني فريدريش ميرتس حول الصواريخ بعيدة المدى، مشيرًا إلى أنّ “ميرتس يلجأ إلى لعبة الإعلام في ربع الساعة الأخيرة دون القدرة على تحقيق شيء”.
وأوضح كركي، في مداخلة عبر إذاعة “سبوتنيك”، أنّ “القرار المفصلي والجذري لإنهاء الصراع في أوكرانيا والحضور اليميني لزيلينسكي في الحياة السياسية ستتخذه الولايات المتحدة”، ورأى أنّ “من يستثمر في الصراعات الدولية ينبغي أن يحقق نفوذًا جيوسياسيًا ومكاسب اقتصادية وسياسية، وهو ما لم تنجزه الدول الأوروبية، التي تكتفي بتصريحات إعلامية فجة عبثية لا طائل منها”.
وأشار الباحث في الشأن الدولي إلى أنّ الأوكرانيين، “رغم تلقيهم الدعم والتدريب من بعض الدول الأوروبية، لم يحققوا أي انتصار استراتيجي، في حين صمدت روسيا أمام العقوبات غير المسبوقة واستعادت المناطق الأربع في شرق أوكرانيا، مستفيدة من الخلفية الاستخباراتية والأمنية للرئيس فلاديمير بوتين، ما يُنذر بانتصار روسي مقبل”، ولفت إلى أنّ “أوكرانيا تعاني لأنّ من لا يتحكم بأصوله يفقد حضوره، ومن لا يملك موارده الاقتصادية فسيادته ضعيفة ويخضع لتحكم الأسواق العالمية”، مشيرًا إلى أنّ “التحركات الأوروبية لن تخرج عن المسار الأميركي”، وأنّ الأوروبيين “عاجزون عن الاستقلال استراتيجيًا عن واشنطن”.
واعتبر كركي أنّ “هذه التحركات تأتي في إطار الضخ الإعلامي لجس النبض الروسي، مع احتمال توجيه ضربات للداخل الروسي، بانتظار نقطة النهاية التي سيضعها الأميركي”. وأضاف أنّ “ألمانيا تسعى لإثبات حضورها السياسي مقابل تراجع الدور الفرنسي، لكنها تواجه تحديات كبيرة لا تقتصر على الصراع مع دولة بحجم وحيثية روسيا، بل تشمل أيضًا التحديات الاقتصادية، وملف اللاجئين، والتنافس السياسي الكبير جدًا بين الأقطاب والأحزاب السياسية داخل البلاد”، وأوضح أنّ “أي تجاوز للخطوط الحمراء في ما يتعلّق باستخدام صواريخ بعيدة المدى ضد روسيا لن يتم الا بموافقة أميركية، وسيقابله رد روسي حاسم، قد يؤدي إلى إشعال أوروبا بأكملها”.
وفي ما يتعلّق بما أعلنه مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية، يوري أوشاكوف، بشأن محاولة تضليل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أكّد كركي أنّ “ترامب يدرك جيدًا كيفية إدارة المعارك الإعلامية واحتلال واجهة العناوين، وهو على دراية تامة بقواعد اللعبة الإعلامية”، وأنّ بوتين يتفهم ذلك. واعتبر أنّ “المسار الإعلامي يسير بالتوازي مع المسار السياسي”، مضيفًا أنّ ترامب، المتمسّك بمعادلة “أميركا أولًا”، لم يعد يرغب في تحمّل كلفة الصراع في أوكرانيا، في ظل “عجز أوروبي واضح وعدم القدرة على تحقيق أي خرق ميداني”.