Ad image

القلق الإسرائيلي الأساسي: إيران لا ترد على الهجوم الأميركي وتتجه لحرب استنزاف

dawoud
5 Min Read

وكالة تليسكوب الاخبارية
القلق الأساسي في إسرائيل هو أن تمتنع إيران عن الرد على الهجوم الأميركي ضدها، وأن تركز استهدافها على إسرائيل على شكل حرب استنزاف، خاصة وأن “الحركة في إسرائيل مشلولة، منذ 10 أيام، وليس واضحا ما هي المدة التي بمقدورها الاستمرار على هذا الحال، فيما ستتآكل إنجازاتها مع مرور الوقت، ويتوقع أن تتفاقم الأضرار الاقتصادية والمادية، وبضمن ذلك التقارير حول نقص متزايد بالصواريخ الاعتراضية”، وفق ما ذكر المحلل العسكري في صحيفة “يسرائيل هيوم”، يوآف ليمور، اليوم الإثنين.
وأضاف ليمور أن الرأي السائد في جهاز الأمن الإسرائيلي هو أنه “يجب استغلال نقطة الذروة الحالية من أجل تقييد إيران باتفاق (نووي) صارم، وإلى جانبه عقوبات مشددة، تشمل القضية النووية وصنع الصواريخ ونشر الإرهاب. وفي موازاة ذلك، بإمكان إسرائيل التقدم، وهو ما يأملونه في واشنطن أيضا، نحو توسيع اتفاقيات أبراهام في الطريق إلى إبرام تحالفات عسكرية وسياسية واقتصادية إقليمية قوية، وتضع مصاعب أمام ترميم قدرات إيران”.
وأشار إلى أنه “من السابق لأوانه الحكم على نتائج الهجوم الأميركي. ويقول مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إن تحليلا عميقا لنتائج الهجوم ومعرفة مدى الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي سيستغرق وقتا، خاصة على إثر التقارير حول إنقاذ اليورانيوم المخصب لمستوى مرتفع وأجهزة حساسة في المنشآت التي استهدفت إلى أماكن غير معروفة”.
وفيما يتحدثون في إسرائيل علنا عن سيناريو يشمل استسلاما إيرانيا، أفاد ليمور بأنه في محادثات مغلقة يأملون بتعميق التدخل الأميركي وأن يقود ذلك إلى إسقاط النظام الإيراني.
من جانبه، رأى المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ناحوم برنياع، أن على إسرائيل مطالبة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بأن “يفرض على إيران وعلينا وقف إطلاق نار. وليس بعد أسبوعين أو شهر، وإنما الآن، لأننا وصلنا إلى النقطة التي بعدها ستتراجع الإنجازات والأثمان المحتملة سترتفع”.

وأضاف برنياع أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أقنع ترامب بمهاجمة إيران، لكن “نتنياهو تمكن من إدخالنا إلى إيران، لكن ثمة شكا إذا كان سيتمكن من إخراجنا من هناك. ومثلما في غزة، يواجه نتنياهو صعوبة في إنهاء الحرب، وبإمكان ترامب فقط تنفيذ ذلك”.
واعتبر برنياع أنه “يوجد تحديث مزلزل هذه المرة. فأميركا ساعدت منظمات الدفاع الإسرائيلية في الماضي، وضد الإيرانيين أيضا، لكنها لم تتطوع أبدا أن تهاجم من أجلنا. ويوجد في ذلك رسالة مدوية لدول الشرق الأوسط، وهي أن أميركا تهاجم بنفسها أعداء إسرائيل”.
وأضاف أن هذه الرسالة “مفرحة أقل بالنسبة للرأي العام والمؤسسة السياسية في أميركا. فإذا تورطت أميركا في إيران، ستتهم إسرائيل بالمسؤولية عن ذلك. وليس إسرائيل فقط، وإنما أي يهودي مؤيد لإسرائيل. وعندما تورطت أميركا في العراق، كانت هناك جهات اتهمت إسرائيل واليهود باستدراجهم إلى هناك. وهذا كان ادعاء مشكوك فيه، وبحسبه أن نتنياهو، الذي لم يكن يتولى منصبا رسميا، حاول إقناع لجنة في الكونغرس بمهاجمة العراق استنادا إلى معطيات مشكوك بمصداقيتها. ومنذئذ، وضعنا في أميركا ساء وحسب”.

وتابع برنياع أن “الحل الأمثل بالنسبة لإسرائيل هو وقف إطلاق نار كمطلب أميركي وبعده مفاوضات حول اتفاق نووي جديد. والسؤال حول ما إذا سيسمح لإيران، في وضعها الحالي، تخصيب يورانيوم بنسبة هامشية، متعلق بترامب أكثر مما هو متعلق بمصلحة حقيقية أميركية وإسرائيلية”.
وأضاف أن “السؤال هو ماذا يريد نتنياهو.

وهو يتحدث عن إنشاء شرق أوسط جديد، لكنه يرفض التخلي عن القديم. إنهاء الحرب بوقف إطلاق نار مقابل حرب أبدية؛ تطبيع مع السعودية مقابل التوحل في غزة والضفة. والفرص موجودة، وليس خامنئي فقط يقف أمام قرارات صعبة”.
بدوره، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، أن الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية، أمس، “دفع قدما أهداف الحرب الإسرائيلية بقدر كبير.

وسيحاول ترامب بيع الجمهور الأميركي سردية بموجبها أن هذه خطوة لمرة واحدة. لكن هذا مشروط بنتائج القصف الأميركي وبالرد الإيراني أيضا”.
وأضاف هرئيل أن هناك ثلاثة سيناريوهات بالنسبة لإسرائيل : “اتفاق أميركي مع إيران يضطرها إلى تقديم تنازلات كبيرة في برنامجها النووي وتسلحها بصواريخ طويلة المدى وتسليح المنظمات الإرهابية في المنطقة؛ معادلة ’الهدوء مقابل الهدوء’ التي تهدف إلى ردع النظام الإيراني لفترة طويلة؛ تطرف إيراني متعمد ويثير غضب ترامب لدرجة تطور حرب إقليمية التي من شأنها أن تنتهي بإسقاط النظام… وهذا هدف طموح، ومغامرة التي ورطت حتى الآن الأميركيين في دول كثيرة”.
واعتبر أن “النجاح العسكري المثير للإعجاب في إيران ينبغي أن يترجم قريبا إلى تسوية سياسية، تفرض على النظام انصياع صارم لتعليمات المجتمع الدولي وتزيل الخطر النووي والصاروخي عن إسرائيل والمنطقة. لكن الانشغال بإيران لا يحرر إسرائيل من الضرورة الملحة لحل مشكلتها الأخرى المشتعلة، وهي قطاع غزة. فالحرب ضد حماس مستمرة وتواصل إسقاط ضحايا، بدون نجاح قريب في الأفق”.

Share This Article