Ad image

اول مباراة لمنتخب النشامى في بطولة كاس العالم

dawoud
7 Min Read

وكالة تليسكوب الاخبارية

تتجه أنظار عشاق كرة السلة الأردنية عند الساعة الثامنة والنصف من مساء اليوم إلى منتخب الشباب، الذي يخوض مباراته الأولى في نهائيات كأس العالم 2025 تحت 19 سنة أمام نظيره منتخب جمهورية الدومينيكان، ضمن منافسات المجموعة الثالثة في مدينة لوزان السويسرية.
تأتي هذه المشاركة التاريخية بعد غياب دام ثلاثة عقود عن البطولة، ما يضفي على اللقاء أهمية استثنائية وحماسا كبيرا من الجماهير لدعم “الصقور” في مستهل مشوارهم الدولي.
يعود المنتخب الأردني للشباب إلى نهائيات كأس العالم لكرة السلة لأول مرة منذ العام 1995، حين كان أول فريق جماعي يمثل الأردن في بطولة عالمية. وبعد 30 عامًا من الانتظار، نجح هذا الجيل الجديد في حجز مقعده بمونديال تحت 19 سنة إثر احتلاله المركز الرابع في بطولة آسيا تحت 18 عامًا 2024 التي استضافتها عمّان.
وتعد هذه العودة إنجازا بحد ذاتها، إذ إن الأردن هو الممثل العربي الوحيد في النسخة الـ17 من البطولة العالمية، كما تمنح هذه المشاركة دفعة معنوية هائلة لكرة السلة الأردنية، حيث يرى فيها المتابعون فرصة لإبراز مواهب واعدة على الساحة الدولية وبناء قاعدة صلبة لمستقبل اللعبة محليا.
تحمل المباراة الافتتاحية أمام الدومينيكان أهمية مزدوجة؛ فهي اختبار لبداية المشوار وفرصة لإثبات الذات أمام منافس مباشر على بطاقات التأهل. ورغم أن نظام البطولة يضمن تأهل جميع فرق المجموعة إلى دور الـ16، إلا أن ترتيب المجموعة سيحدد صعوبة الطريق في الأدوار الإقصائية.
الفوز في اللقاء الافتتاحي سيمنح المنتخب الوطني أفضلية معنوية ونقطية، ويعزز حظوظه في احتلال مركز متقدم بالمجموعة الثالثة، ما قد يجنّبه مواجهة مبكرة مع أحد المنتخبات المرشحة للقب في الدور الثاني. لذا يدرك الجهاز الفني واللاعبون أن بداية قوية مساء اليوم قد ترسم ملامح مشوارهم في البطولة، وترفع سقف الطموحات نحو تحقيق مفاجأة وبلوغ أدوار متقدمة، رغم الاعتراف بصعوبة المهمة، في ظل وجود فوارق فنية.
استعدادا لهذا الحدث العالمي، خاض المنتخب الوطني برنامجا تدريبيا مكثفا على الصعيدين المحلي والخارجي. وقاد المدرب الوطني سام دغلس سلسلة من المباريات الودية بهدف رفع جاهزية الفريق وصقل انسجامه. حيث بدأت التحضيرات بتدريبات محلية مكثفة ركزت على تعزيز الدفاع وتطوير اللعب الجماعي، إلى جانب استثمار أطوال اللاعبين في المتابعات تحت السلة.
وانخرط في هذه التدريبات معظم عناصر القائمة الأولية التي ضمّت مجموعة مواهب واعدة. وخاض المنتخب معسكرًا داخليًا مشتركًا في عمّان مع منتخب بيلاروسيا، تخلله لعب ثلاث مباريات ودية قوية لاختبار التشكيلات والأسلوب تحت الضغط.
وغادر الفريق إلى تركيا لإقامة معسكر خارجي قصير تخلله، واختتم “النشامى” تحضيراتهم بمعسكر نهائي تخلله مواجهتان وديتان أمام كندا وأستراليا – وهما من المنتخبات المشاركة في المونديال – بهدف التأقلم مع أجواء البطولة وتصحيح الأخطاء الأخيرة.
يعتمد منتخب تحت 19 سنة، على مزيج من المواهب الواعدة التي أثبتت حضورها خلال بطولة آسيا الماضية والتحضيرات الأخيرة. ومن المتوقع أن يدفع دغلس بتشكيلة أساسية تضم عناصر تمتاز بالطول والمرونة الدفاعية، مع مزيج من المهارات الفردية في الاختراق والتصويب الخارجي. 
يبرز روحي كيلاني صانع ألعاب الفريق وقائده على أرض الملعب، حيث يتميز برؤية جيدة وقدرة على تنظيم الهجمات، وسيكون المسؤول عن ضبط إيقاع اللعب وصناعة الفرص لزملائه.
من ناحيته، يمتاز الجناح عمر سلمان بالتصويب الدقيق من خارج القوس، وهو الذي تألق في بطولة آسيا عبر تسجيل الثلاثيات الحاسمة، رغم قصر قامته (يعد أقصر لاعب في البطولة بطول 170 سم).
سيف الدين صالح، يعد نجم المنتخب وكان أحد أبرز لاعبيه في البطولة الآسيوية. يشغل مركز الجناح العالي (باور فوروورد) ويمتاز بقدرات تهديفية ومتابعات دفاعية، ويعوّل عليه الفريق لتسجيل النقاط من المسافات القريبة والمتوسطة وفرض الهيمنة تحت السلتين.
أما هادي الشامي لاعب الارتكاز وصاحب القامة الطويلة في الفريق، فيوفر حضورا دفاعيا قويا في منطقة العمق وقدرة على حماية السلة، إلى جانب أدواره الهجومية في التسجيل من المتابعات والتصويبات تحت السلة.
هناك لاعبون جاهزون للمشاركة من دكة البدلاء عند الحاجة، مثل الطيب قاسم وحسين عبابنة وعبدالله شتات وعمر حجازي وعبدالله أبو صعب، إلى جانب الوافد الجديد فراس مشربش وغيرهم ممن أثبتوا جاهزيتهم خلال التحضيرات. ويتمتع هذا الخليط من اللاعبين بطاقة شبابية وحماس كبير، سيسعى الجهاز الفني لتوظيفهما بأفضل شكل أمام الدومينيكان.
ويقف خلف هؤلاء اللاعبين، جهاز فني قدير يضم دغلس إلى جانب مساعده هيثم طليب، وقائد المنتخب الوطني السابق زيد عباس، ما يعطي دفعة معنوية إضافية للفريق. 
من جانبه، يحمل منتخب جمهورية الدومينيكان تحت 19، تطلعات كبيرة في هذه البطولة، وهو الآخر يعود للظهور في كأس العالم للشباب بعد غياب 10 سنوات.
يتميّز المنتخب الدومينيكاني بأسلوب لعبه السريع والقوي، حيث يعتمد على البنية البدنية والمهارات الفردية للاعبيه في الاختراق والتسجيل. يشتهر هذا المنتخب باللعب بحماس وصلابة دفاعية، إذ يؤدي لاعبوه بقوة وتحد على مدار اللقاء، ما يصعّب مهمة الخصوم في الاختراق السهل.
تتمثل قوة الدومينيكان الأساسية في ثنائي مميز يقود الفريق هجومياً؛ اللاعب داني كاربوتشا وصانع الألعاب لوكاس موريلو.
كاربوتشا هو قائد هجومي بارز يمتلك قدرة على تسجيل النقاط وصناعة الفرص لزملائه، وقد تألق في بطولة الأميركيتين بتسجيله معدلات تهديف عالية وتوزيع الكرة بفاعلية. إلى جانبه، يعد موريلو لاعبا شاملا، يسهم بقوة في المتابعات الدفاعية والهجومية على حد سواء، وقد برز بأداء لافت في بطولة الأميركيتين بتحقيقه أرقاما مزدوجة في التسجيل والمتابعات في بعض المباريات الحاسمة.
إلى جانب ذلك، يتمتع الفريق بمجموعة من اللاعبين ذوي الروح القتالية، يلعبون بشغف واندفاع طوال الأربع فترات، ما يمنحهم هوية تنافسية شرسة على أرض الملعب. لكن ورغم تلك النزعة القتالية، يعاني منتخب الدومينيكان من ضيق عمق دكة البدلاء نسبيا، حيث يبرز اعتمادهم الكبير على عدد محدود من اللاعبين لقيادة اللعب وتسجيل النقاط، وهو ما قد ينعكس سلبا عليه إذا ما تعرض الفريق لإرهاق أو مشاكل الأخطاء الشخصية خلال المباراة. 
كما أن قلة خبرة بعض لاعبي الدومينيكان على الساحة العالمية (نظرًا لابتعاد المنتخب عن هذه البطولة لعشر سنوات) قد تجعلهم عرضة للتوتر في اللحظات الحاسمة، تماما كما هو حال المنتخب الوطني. ورغم القوة البدنية، يمكن أن يواجه الدومينيكان مشاكل في التعامل مع فرق تعتمد أسلوب اللعب السريع وتحريك الكرة باستمرار، وقد ظهر ذلك في بعض المباريات الماضية التي فقدوا فيها التركيز أمام التصويب الخارجي السريع. 

Share This Article