وكالة تليسكوب الإخبارية – بقلم ماجد ابورمان
قرأت بيان استنكار وقّعه مجموعة من الشباب وتم سحبه من على مواقع التواصل الاجتماعي بعد ساعات من صدوره والبيان الذي جاء بعد تصريحات رويزق عربيات حول “الدعسة الفجائية”، والذي إعتبره الموقعين على البيان أنه إساءه وأن في المعلومات مغالطه تاريخيه حسب البيان الذي احتفظ بصوره له والحقيقه أنا لا أدري لماذا جرى تحميل الأمر أكثر من حجمه. لماذا أصبحنا نقف وقفة طوارئ أمام أي مداخلة عابرة لشخص في بودكاست لا يُتابعه أحد إلا مرورًا على مقاطع في مواقع التواصل؟
فهذه الموجه العارمه لفكرة البودكاست والذي أصبح منبر لكل متصنع للبطولات من سياسيين فشلوا في إدارة الدوله وإقتصاديين أغرقوا البلد بالديون ورهنوا إرادتنا لصندوق النقد.
فكرة البودكاست فهمها مدعي الإعلام والصحافه الفهم الخطأ ليعيدوا ترويج أنفسهم بعدما تم تعريتهم أمام الرأي العام وفقد الكثير منهم الثقه والمصداقيه.
رويزق عربيات ليس سياسيًا لنطالبه بالعمق، ولا عالم ذرة لنحاسبه على دقة المعلومة. هو ببساطة ناشط اجتماعي، خفيف الظل، ذكي اجتماعيًا، يتمتع ببساطة ابن السلط وحاراتها، وفزعة بريئة لا تحتمل كل هذا التضخيم.
والمفارقة أنّنا نتجاهل عشرات التصريحات الرسمية الفارغة التي تُغرقنا يوميًا بالوعود والإنجازات الوهمية، ثم نستنفر كل طاقاتنا أمام جملة ساخرة من شاب لا يحمل لا سلطة ولا قرار. أليس الأجدى أن نصرف انفعالاتنا على من يملك حقًا مفاتيح مصائرنا، بدل أن نُحاكم من يملك فقط مفاتيح الضحكة؟
الحقيقة أنّ “بيان الاستنكار” لم يُدن رويزق بقدر ما أدان هشاشة وعينا العام. فالمجتمع الذي يضيق بالابتسامة، هو نفسه الذي يتعايش مع الفشل بلا اعتراض. والسخرية هنا ليست مشكلة… بل هي أحيانًا آخر أشكال المقاومة المتاحة. والفارق كبير بين فزعة بريئة يقولها ابن السلط بصدق، وفزعات مصطنعة يطلقها الخطاب الرسمي كل يوم، لتخدير الناس وتغطية عجز المسؤولين عن أبسط مهامهم.