أعرب خبراءُ الصحة عن مخاوفِهم من أن بعضَ الموادِّ الكيميائية الموجودة في معقّمات اليدين قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، ما أثار نقاشاتٍ حول حظرٍ محتملٍ في الاتحاد الأوروبي. ويحذّر الباحثون من أن الاستخدام المطوّل أو المتكرّر لبعض المعقّمات الكحولية المحتوية على الإيثانول قد يعرّض المستخدمين لمواد ضارّة، بحسب موقع “تايمز ناو”.
يوصي الأطباءُ باستخدام معقّمات الأيدي التي تحتوي على نسبة كحولٍ تزيد عن 60% للحفاظ على نظافة اليدين، إذ تساعد على منع انتشار البكتيريا والفيروسات، وتُستخدم كبديلٍ فعّالٍ عند عدم توفّر الصابون والماء. ومع ذلك، يصنّف الاتحادُ الأوروبي الإيثانول — الموجود في عددٍ من معقّمات الأيدي — مادةً خطيرة قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
صدرت هذه التوصية عن إحدى مجموعات العمل التابعة للوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية (ECHA)، ومن المقرّر أن تجتمع لجنة المنتجات الحيوية التابعة للوكالة الشهر المقبل. وإذا خلصت لجنة الخبراء التابعة للهيئة التنظيمية إلى أن الإيثانول مادةٌ مسرطِنة، فستوصي باستبداله، وفقًا لصحيفة فاينانشال تايمز، على أن تتخذ المفوضية الأوروبية القرار النهائي في هذا الشأن.
🔹 كيف يزيد الإيثانول من خطر الإصابة بالسرطان؟
يُقال إن الإيثانول شديد السُمّية، ويزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان من خلال إنتاج مادة الأسيتالديهيد الكيميائية السامة، التي قد تُلحق الضرر بالحمض النووي.
يُعدّ الأسيتالديهيد السببَ الرئيسي للسرطان المرتبط بالكحول، مع أن عواملَ أخرى — مثل التغيرات الهرمونية، ونقص العناصر الغذائية، والإجهاد التأكسدي — تساهم أيضًا في ذلك.
إذا لم يتمكن الجسمُ من تحليل الأسيتالديهيد بسرعة كافية، فقد يتراكم تدريجيًا ويؤدي إلى تلف الحمض النووي، مما قد يُسبب السرطان، وفقًا لمؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة.
تشمل أنواع السرطان المرتبطة بالإيثانول: سرطان الفم، والحلق، والحنجرة، والمريء، والأمعاء، والكبد، والثدي، والمعدة، والبنكرياس، والبروستاتا. ووفقًا للخبراء، بالإضافة إلى السرطان المميت، قد يزيد الإيثانول أيضًا من احتمالية حدوث مضاعفاتٍ أثناء الحمل.
وصرّحت الوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية لصحيفة فاينانشال تايمز: “قد يُعتمد الإيثانول للاستخدامات المخصّصة للمبيدات الحيوية إذا اعتُبر آمنًا في ضوء مستويات التعرّض المتوقعة، أو في حال عدم وجود بدائل.”
🔹 من الذي يعتبر الإيثانول آمنًا؟
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُصنَّف الإيثانول على أنه آمنٌ للاستخدام في نظافة اليدين. ويعتقد الخبراء أن المشكلات الوحيدة المرتبطة بمعقّمات اليدين حتى الآن هي التهيّج الناتج عن الإفراط في الاستخدام، والتسمّم العرضي في حال الابتلاع، واحتمالية ظهور آثارٍ جانبيةٍ من الأبخرة، مثل الصداع الخفيف والغثيان.
إلى جانب معقّمات اليدين، يوجد الإيثانول في العديد من المنتجات الأخرى، بما في ذلك مواد التنظيف والتطهير مثل غسول الفم وبعض أنواع غسول الجسم، ومنتجات العناية الشخصية مثل مثبّتات الشعر وكريمات ما بعد الحلاقة، إضافةً إلى العديد من المنتجات الصناعية والطبية مثل المذيبات، والمواد الحافظة، وبعض الأدوية السائلة.
🔹 التوصيات الحالية بشأن معقّمات اليدين:
1. اغسل يديك بالماء والصابون: توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بغسل اليدين بالماء والصابون كلما أمكن ذلك، لأنها الطريقة الأكثر فعالية لمنع انتشار العدوى.
2. تأكد من المنتجات التي تم سحبها من السوق: إذا كنت تستخدم معقّم اليدين، فتأكّد من مراجعة قائمة “عدم الاستخدام” الصادرة عن الجهة التنظيمية، للتحقق من أن المنتج لا يحتوي على مكوّنات سامة مثل الميثانول أو البنزين.
3. استخدم المنتجات التي تحتوي على مكونات معتمدة: هناك بعض المكوّنات التي يُحظر إضافتها إلى المطهّرات، وتشمل التريكلوسان والميثانول، وهو ما يختلف عن المراجعة الجارية للإيثانول.
4. راقب استخدام الأطفال: يجب دائمًا إبقاء معقّم اليدين بعيدًا عن متناول الأطفال، إذ قد يؤدي الابتلاع العرضي له إلى التسمّم بالكحول.
